كيف يخلق العمل التطوعي شخصية مؤثرة وقيادية للشباب؟
يتحرك في أروقة المبنى الذي يعمل به بكل ثقة، ينشر الروح الإيجابية والتفاؤل في كل مكان، يملؤه الشغف والطموح، يعامله كل من يراه بتقدير واحترام وحب، يمدح في أخلاقه ومهاراته الجميع، فأمامهم شخص لديه العديد من المهارات التي جعلته شخصية مؤثرة وقيادية ناجحة يفكر في المجتمع وفي كل من حوله لا يكتفي بنفسه فقط.
ولكن هل تعرف ما السر وراء تلك الشخصية المؤثرة؟، الأمر بسيط للغاية لا يحتاج إلى التفكير فالسر يكمن في العمل التطوعي، الذي كان سببًا في خلق شباب مؤثر وناجح تسعى إلى بناء المجتمع.
العديد من الشباب يبحث عن طريقة لجعل حياتهم أفضل، لذلك يتجه الكثير منهم إلى العمل التطوعي، فبعد التطوع يمكنك أن تلاحظ أمورًا كثيرة قد تغيرت بك، بل إنه من الممكن أن تجد نفسك أصبحت شخصية جديدة ومختلفة ومؤثرة لكل من حولك بفضل التطوع.
لذلك في السطور التالية تقدم لك منصة “كلمتنا” كل ما تريد معرفته عن العمل التطوعي، ولماذا يجب على الشباب التطوع؟، وكيف يساهم ذلك في بناء المجتمعات والأفراد؟، والتعرف أيضًا على أهمية وفائدة تطوع الشباب.
العمل التطوعي
إذا كنت فردًا غير اجتماعي لا تحب الاختلاط بالآخرين، أو كنت غير قادر على تنظيم وقتك وكسب المزيد من المهارات الجديدة والمختلفة والخبرات الحياتية والعملية وتطوير ذاتك، لماذا لم تفكر في العمل التطوعي حتى الآن؟.
فالتطوع يساعدك في أن تصبح شخصًا آخر ويجعلك أكثر مرونة في التعاملات الاجتماعية، والاختلاط بأشخاص وبيئة تساعدك على تحقيق كل ما تريد، بالإضافة إلى تعلم مهارات جديدة وخبرات عملية لا يمكن اكتسابها بأي شكل إلا من خلال التطوع، لتصبح في النهاية شخصية قيادية ناجحة ومؤثرة تساهم في بناء المجتمع.
والعمل التطوعي هو العمل وتقديم خدمة ومساعدات دون مقابل من خلال منظومات التطوع أو بشكل فردي، بهدف تحمل المسئولية والعطاء وتحقيق التنمية للمجتمع من خلال تقديم خدمات إنسانية للبيئة والمجتمع والأفراد، وكذلك خلق روح إنسانية بين الأفراد في جميع المجتمعات، ويكون من خلال الأشخاص المتطوعين الذين يسخرون أنفسهم للعمل التطوعي، ذلك الأمر الذي يجعله هدفًا ساميًا وعظيمًا يساهم في بناء مجتمعات وأفراد جيدين.
كيف يساهم العمل التطوعي في بناء المجتمعات؟
تحرص مختلف المجتمعات على حث الأفراد للعمل في التطوع والأعمال التطوعية؛ نتيجة أهميتها التي تعود على الشخص نفسه أولًا ثم المجتمع، فالعمل التطوعي يساهم في بناء المجتمعات بفضل آثاره الإيجابية، فهو يزيد من قدرة كل فرد متطوع على التفاعل والتواصل مع الآخرين، وتنمية الحس الاجتماعي لديهم وعدم التصرف بأنانية أو فردية وتنمية روح العمل الجماعي.
كما يساهم التطوع في جعل المجتمع مكانًا أكثر أمانًا لا يوجد به يأس أو إحباط أو نزعات سلبية، بالإضافة إلى تحقيق التكافل الاجتماعي في المجالات المختلفة، وكذلك من خلال العمل التطوعي يستطيع المجتمع استغلال الطاقات الفردية بشكل جيد يسد احتياجات المجتمع في العديد من المهارات.
ولا يجب أن نغفل أن العمل التطوعي يبني فردًا يساهم في بناء المجتمع ونشر السلام فيه، فالتطوع ينمي إحساس المتطوع بالأمل والتفاؤل، ولا يجعل نظرته تشاؤمية أو عدائية تجاه الآخرين في المجتمع، كما أن التطوع يخلق شخصيات مهذبة لديها انتماء وطني لديها إحساس بالمسئولية وتستطيع تحملها من خلال اتخاذ القرارات والاعتماد على النفس.
كما يزيد من الإنتاجية والعمل في المجتمع من خلال تنظيم الوقت والاستفادة من وقت الفراغ بدلًا من هدره في الأعمال الهادفة والناجحة، لذلك فإن العمل التطوعي ينمي المجتمعات ويزيد من الوعي المجتمعي ويخلق شخصيات جديدة تساهم في بناء المجتمع.
أهمية وفوائد العمل التطوعي للشباب
1. يساعد التطوع الشباب على إنشاء العديد من العلاقات الاجتماعية، والتعرف على شخصيات جديدة وتوسيع شبكة المعارف والعلاقات.
2. تنمية مهارات التواصل من خلال التفاعل المباشر مع من حولك من شخصيات مختلفة ثقافيًا واجتماعيًا.
3. تنمية خبراتك والحصول على خبرات جديدة، فالتطوع من أكثر الطرق التي تجعلك تحصل على خبرات واقعية من الممكن أن لا تستطيع الحصول عليها بأي طريقة أخرى.
4. تعزيز الحياة المهنية، من خلال تنمية المهارات المهنية واكتساب خبرات عمل جديدة، لتصبح شخصية قيادية مؤثرة.
5. زيادة الثقة بالنفس، وتنمية الشعور بالأمل والتفاؤل ورؤية العديد من الأمور من زوايتها الصحيحة.
6. تنمية مهاراتك واكتساب مهارات جديدة، فضلًا عن اكتشاف هوايات واهتمامات جديدة.
7. تحمل المسئولية والاعتماد على النفس.
8. الشعور بالانتماء للمجتمع وتعزيز دورك فيه.
9. شغل وقت الفراغ وتنظيم وقتك، ويساعدك العمل التطوعي على التخلص من الروتين اليومي الممل من خلال إضفاء متعة على حياتك.
10. تحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي، واستغلال طاقات الشباب في العمل التطوعي.
11. التمتع بصحة أفضل؛ فالتطوع يساعدك على التخلص من الغضب والتوتر والاكتئاب، ويجعلك سعيدًا من خلال شعورك بوجود هدف سامي عليك تحقيقه، مما يجعلك تملك صحة جيدة.