بين الجنون والعبقرية شعرة خفيفة.. هذا ما حدث مع إسحاق نيوتن
لا يعني أن نيوتن كان عالم وعبقري، أنه لم يكن مريض نفسيًا، أو أن مرضه النفسي لم يصل به حد الإكتئاب أو الجنون.
أثير الفضول عند العديد من العلماء ليدرسوا كيف كانت البيئة النفسية التي نشأ عليها هؤلاء العباقرة، وهل كان لها شديد الأثر لتغيير مجرى حياتهم.
اسحاق نيوتن، مكتشف الجاذبية الأرضية، اصابته عبقريته بالجنون والمرض النفسي، ليتبين أن العديد من العلماء كانوا يعانون من الأمراض النفسية والهووس إلى درجة الجنون، حتى أنه عانى البعض من الاضطراب ثنائي القطب.
نيوتن العبقري المجنون:
إذا عرفنا نيوتن سنجد أنه المنظّر الأول لقانون الجاذبية وقوانين الحركة، مخترع اول تيليسكوب عاكس، وعشرات الإختراعات والقوانين الأخرى.
عده بعض العلماء درة العقل البشري، فصنف ثاني أعظم شخصية في التاريخ، كان لا بد أن يدفع ثمن عبقريته اضطرابات نغسية حادة عانى منها طوال حياته، أهلكته الاضطرابات النفسية، التي لم يتوفر لها علاج في ذلك الوقت فلازمته حتى وفاته.
وصفه بعض العلماء الذين عاشروه عن قرب، كانوا يرافقوه المجالس ويتحدثون معه، أنه كان يصعب الجلوس معه لساعات طويلة، وكان مُتقلب المزاج إلى حد لا يُصدق، سريع الإنفعال، شديد الغضب ضيّق الأفق، وكان يتحدث مع نفسه كثيراً بصوت عال ويُخاطب أشخاص غير موجودين.
أكد الكثير من الأطباء الذين أشرفوا على حالة نيوتن أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية عميقة وعنيفة حولته في نظر الكثير منهم إلى مريض ومجنون عقلي.
ولو عدنا لوجدنا أن نيوتن كان له بوادر للمرض النفسي منذ الصغر خاصةً بعد وفاة والدته 1692، أصيب بالأعياء العصبي والاكتئاب النفسي.
ما بين آراء العلماء:
جنون هائج من جهة، وعبقرية خارقة من جهة أخرى، ويرى آخرون أن معظم العباقرة كانوا مصابين بلوثة جنونية معينة أو جرعات جنونية محددة.
ولولاها لما أصبحوا عباقرة، فالتركيبة النفسية للعبقري لا يمكن أن تكون هي ذات التركيبة النفسية للإنسان العادي.
حقا لقد دفع نيوتن ثمن اكتشافاته الكبرى غاليًا، ولكنه قدم للبشرية أكبر خدمة يمكن أن تحلم بها.
الإيمان والعلوم:
مع ذلك استند البعض أن نيوتن كان مؤمنًا وعبر عن ذلك في مقولة:
《الجاذبية تفسر لنا حركة الكواكب. ولكنها لا تفسر لنا من الذي جعل هذه الكواكب في حالة حركة. من الذي أعطاها النقرة الأولى؟ وحده الله هو الذي يتحكم بكل شيء وييسر كل شيء. وحده الله عز وجل يعرف ما هو موجود أو ما يمكن أن يكون موجود،》وهذا يعني أن عالمنا لم يكون ملحدًا لقد كان مؤمنًا حقيقيًا.
فمن هو اسحاق نيوتن:
هو عالم إنجليزي، فيزيائي، وفيلسوف، لقد قدّم نيوتن ورقة علمية وصف فيها قوة الجاذبية الكونية ومهد الطريق لعلم الميكانيكا الكلاسيكية عن طريق قوانين الحركة.
يشارك نيوتن ليبنيز الحق في تطوير علم الحسبان التفاضلي والمتفرع من الرياضيات.
وقد سلك نيوتن المنهج الكلاسيكيّ في كامبريدج في بداياته، ولكنّه أُعجِب بأعمال الفلاسفة المعاصرين مثل رينيه ديكارت، وخصّص مجموعة من الملاحظات لقراءاته الفلسفية الخارجية، ووضعها تحت عنوان ” أسئلة فلسفية معيّنة.
كان نيوتن أحد قادة الثورة العلمية في القرن الـ 17، واختصّ في علوم الفيزياء والرياضيات، ومن أهمّ الكتب التي كتبها كتاب “المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية” في عام 1687م، والذي اعتُبر أحد أهمّ الأعمال في تاريخ العلم الحديث.
إنجازات نيوتن:
1- قوانين نيوتن للحركة:
وضع العالم نيوتن 3 قوانين أساسية في علم الحركة وسُمّيت باسمه، وتتناول هذه القوانين وصف للأجسام الثابتة والمُتحركة، وتأثير القوى الخارجية عليها، والعوامل المؤثرة على هذه القوى من كتلة.
2-شكل الأرض:
اعتقد نيوتن بأنّ الكرة الأرضية ليست كرةً مثاليةً، وأنّها مفلطحة بشكل بسيط عند قطبيها، كان اعتقاده هذا بناءً على حسابات رياضية وهندسية تأخذ بعين الاعتبار قوى الجاذبية والطرد المركزي، وتأكّدت هذه النظرية من خلال بعثات بيرو العلمية عام 1735م، ولابلاند عام 1736م، حيث ثبت أنّ قطر الأرض الاستوائي يبلغ 12755.66 كم، أمّا قطرها القطبي فيبلغ 12713.82 كم.
3- الجاذبية الأرضية:
يُعدّ نيوتن أول من اكتشف قوّة الجاذبية، والتي أدرك بسببها أنّه توجد قوّة جذب بين أيّ جسمين، وترتبط هذه القوّة ومقدارها بكتلة الجسمين حيث إنّ الجسم ذي الكتلة الأكبر يجذب الأجسام نحوه، وهذا سبب سقوط التفّاحة نحو الأرض وعدم ارتفاعها للأعلى وذلك لأنّ كتلة الأرض الكبيرة تجذب الأجسام نحوها.
وداعًا نيوتن:
لم يتزوج طيلة حياته، وأصيب في أيامه الأخيرة ببعض الاستفسارات العلمية الغريبة التي شككت في صحة ذهنه، حيث كانت حياته بعيدة عن المثالية والكمال.
1727م أصاب نيوتن ألم شديد في بطنه وفقد على إثره الوعي، وتُوفّي في اليوم التالي عن عمر 84.