هل سمعت عن مدافن الفاطمية بأسوان.. إليك التفاصيل الممتعة
عن سيرة أسوان وبلاد بكار والآثار، وعلى أنغام أغنية “النيل.. بتميل.. يابحر النيل” فترى الجمال في عيون الأسمر، ولكن اختلفت أسوان هذه الرحلة، لتشد الرحال إلى الفاطمية القديمة أو بمعني أدق إلى مقابر الصالحين والتابعين لنبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
كلمتنا تصحبكم في هذه الرحلة إلى بلاد الذهب..رحلة إلى المقابر الفاطمية ومراقد الصالحين.
من أقدم الجبانات في العالم الإسلامي، على الجانب الشرقي من مدينة أسوان، تكون قد وصلت إلى “مقابر الجبانة” الشاهد الوحيد على تاريخ المنطقة وعلى مدافن الأنبياء والأولياء الصالحين.
تتكون من جبانتين إحداها في الجانب الأيمن والأخرى في الجانب الأيسر، ساعد طبيعة مناخ الجبانة شديد الجفاف على الحفاظ لمدة أطول على المقابر وشواهدها التي يمتد تاريخها إلى العصر المملوكي أي القرن الثاني للهجرة.
الجبانة تعتبر أول مكان يشهد على بناء القباب فوق الأضرحة في مصر أثناء فترة الحكم الفاطمي، ولهذا تضم الجبانة بعض الأضرحة الهامة منها:
*قبة السبعة وسبعين ولي
*ضريح كبير يعرف باسم مشهد الشريف ومشهد زينب بنت الحنيفة.
*الجبانة القبلية وبها مشهد السيدة آمنة.
موقع الجبانة ومكانتها التاريخية:
تقع الجبانة القبلية فى أسوان على طريق خزان أسوان بجوار متحف النوبة أما الجبانة البحرية فتقع فى منطقة العنانى، كما جاء ترتيب الجبانة الثانية عالميًا بعد المدينة المنورة لما تحتوي عليه من مقابر وأضرحة للأولياء الصالحين والتابعين والصحابة.
وقد أكد على ذلك احتوائها على مقامات رمزية لآل البيت وأولياء الله الصالحين، وقد عثر فيها على أقدم قبر شاهد على الدولة الإسلامية مكون من الحجر الرملي وموجود حاليًا بمتحف الفن الإسلامي باسم” عبدالرحمن الحجزي”
مما يدل على أن الجبانة قد تكون أقدم من تلك الفترة التاريخية والزمنية، وهو ما فتح الباب أما العلماء والباحثين في التفكير، أنه بمزيد من الدراسات والأبحاث والتنقيب قد نجد مقابر لأحد صحابة النبي صلي الله عليه وسلم أو التابعين هناك، فهي بحق مزار دينى تشتم فيه رائحة الصالحين والأولياء ويذكرك بتاريخ الأجداد وتاريخ الصحابة والصالحين الذين استشهدوا.
سبب التسمية:
أطلق على الجبانة الإسلامية الفاطمية (القباب الفاطمية) أو (البقيع الأسواني) لكثرة القباب التى بنيت بها والتى تعود إلى العصر الفاطمى فى فتراته المختلفة، وانتشرت القباب الفاطمية وهى مقامة على المذهب الشيعى بوضع القباب فوق قبور موتاهم حسب المذهب الشيعى.
كما تعتبر القباب الفاطمية ذات عناصر معمارية مميزة وأرض خصبة للباحثين والدارسين والمهتمين بشؤن العمارة والفن الإسلامى لما اشتملت عليه القباب من عناصر معمارية متميزة من حيث العقود المتنوعة والأبواب المحورية ومراحل الانتقال المختلفة وتنوع شكل القبة.
الطبيعة المعمارية للجبانة:
بنيت القباب على مسمي”ظاهرة القرون” وهي ظاهرة منتشرة في تونس بكثرة، كما اعتمد في بنائها على مذاهب الشيعة؛ إذ المعروف معمارياً أنه عند تشييد القبة لابد أن يرتفع ببناء مربع الشكل ترتفع فيه الجدران حتى نهاية التربيع السفلى وكى ينتقل من الشكل المربع إلى الشكل المثمن يصنع طاقية القبة أو خوذة، ولكن نجد أن المعماري بعد نهاية التربيع السفلي مباشرة قام بحرفية وإبداع بوضع خوذة القبة دون الحاجة للتسلسل المثمن أو مرحلة الانتقال النموذجي الوحيد فى العالم.
وهذا نموذج فريد من نوعه فى العمارة وظاهرة فريدة في العمارة الإسلامية، وهي واضحة فى القباب الفاطمية، وما يظهر فيها من تقاعر أضلع مثمن القبة من الخارج والإرتفاع لأعلى عند تقابل ضلعين مشكلاً شكلاً يشبه القرون، درس بنائها مجموعة من العلماء مثل العالم مونوريه دى سيلارد الإيطالي، كيريزويل والدكتور فريد شافعى أستاذ العمارة الإسلامية.
عدد المقابر في الجبانة:
الجبانة كانت تضم 80 مقبرة لم يتبق منها الآن سوى 30 فقط، بسبب التوسع العمرانى وضعف مادة الطوب اللبن المستخدمة فى البناء، وقد أقمنا سورا حولها لحمايتها ومنع أى تعديات أو امتدادات عمرانية جديدة قد تضر بالمنطقة.
حال الجبانة حاليًا:
تم إرخاء مجموعة من القباب الموجودة فى الجبانة، وفى 2006 قامت البعثة الألمانية برفعها على خريطة وترميم أجزاء فيها استمرت 8 سنوات من 2006 إلى 2014 وأطلق العامة على بعض المقابر مسميات بعض الصحابة والأولياء الصالحين كجزء من العقيدة الصوفية.
حيث يتبركون بمشاهدة وزيارة الأولياء وإقامة الاحتفالات بها، وبعض هذه القباب فى حاجة للترميم، كما صدر قرار بوقف الدفن بالجبانة لكن لم يتم وقف الدفن حتى الآن.
بالرغم من تخصيص أرض جبانة جديدة فى منطقة غرب أسوان لدفن الموتى كى لا تدخل المقابر على القباب حيث ازدحمت الجبانة بالموتى، إضافة إلى تأثير تسرب المياه الجوفية على مقابر وقباب الجبانة حيث نمت فيها النباتات والحشائش البرية والهيش.