“كبر دماغك”.. بدعة الشباب وتهمته باللامبالاة
الهروب من المسؤولية أصبح حالة سائدة بين كثير من الشباب، فتراهم يلقون الخطأ على من حولهم، دون تحمل نصيبهم من الخطأ، يرغبون في مميزات الشئ دون تحمل واجباته، يسعون للوظيفة رغبة في الوجاهة دون الالتزام بمتطلباتها، يرغبون في النجاة بأنفسهم فقط، والبعض يهرب حتى من مساعدة الأسرة، وهذه الظاهرة أكثر انتشارا في المجتمعات الأقل تقدما، وتناقش منصة “كلمتنا” أسباب انتشار ظاهرة اللامبالاة والهروب من تحمل المسؤولية لدى الشباب.
أسباب اللامبالاة (عضوية أم نفسية)؟:
يمكن إصابة الشاب باللامبالاة نتيجة عوامل “جسدية” أو”عضوية” أو”نفسية”، وقد تأتي اللامبالاة نتيجة أساليب الحياة المتعبة والمعيشة الصعبة، وعدم توفر الاحتياجات المطلوبة لدى الشباب.
أصبحت الطريقة الأساسية لدى الكثير من الشباب لمواجهة المشكلات هى “اللامبالاة” وعدم التفكير في المشكلة نفسها، قد تكون نتيجة في صعوبة الوصول إلى حل للمشكلة، أو عدم توفر الاحتياجات المطلوبة للمشكلة نفسها، فيضطر الشاب أن يهرب من مواجهة المشاكل وعدم التفكير فيها.
اقرأ أيضًا: لماذا يستقل المراهق عن أسرته؟.. الشباب يجيبون
الشباب واللامبالاة:
يشكو بعض الأهالى من سلسلة المشكلات والخلافات التى تواجههم مع أبنائهم من انعدام المسؤولية عند أولادهم، وقد تكون اللامبالاة في العلاقة نفسها مع الأهل أو الدراسة أو فكرة العمل والزواج.
“اللامبالاة” لدى الشباب هى آلية نفسية للدفاع عن “الأنا” وآلية اجتماعية تهمل الوجدان لفائدة العقل، الذي من شأنه تنمية الحس النقدي لدى الشباب، فاللامبالاة حالة غير سوية وغير طبيعية خاصة في عمر الشباب الذي من طبيعته الحيوية والاندفاع والتفاعل مع مقومات الحياة، لكننا أصبحنا نرى شبابا في مقتبل العمر يعيشون بمنطق السلبية، واللامبالاة والاستخفاف بكل القيم من منطق “تكبير الدماغ” الذي تحول من مصطلح ابتدعه الشباب إلى اتهام موجه إليهم.
وعلى الجانب الآخر هناك ضعف شخصي عند بعض الشباب يدفعهم نحو “الخوف” من عواقب قراراتهم، وهو أمر طبيعي، لكن أن لازم الشخص خوف دائم فذلك من مساوئ التهرب من المسؤوليات، والأسوأ عندما يلقي السبب على الآخرين.
فاليوم تجد شبابا كثيرا تأخذهم سنوات العمر ولا يلتفتوا إلى معاني الاستقرار والزواج وتحمل المسؤولية، خوفا من لا شئ أو ربما كل شئ، فتحمل المسؤولية وفتح بيت الزوجية لدى جيل الشباب اليوم لم يعد كما كان في السابق لدى الآباء والأجداد، اليوم يتعذر الكثيرون بالدراسة والعمل والاستعداد المبالغ فيه لمواجهة صعوبات المعيشة قبل أن يأخذ أي خطوة في حياته.
“اللامبالاة”.. شعار ترفضه الأديان السماوية:
دعا عدد من علماء الدين إلى تعزيز الإيجابية والمشاركة الجماعية بين أفراد المجتمع، ونبذ السلبية واللامبالاة، وأوضح العلماء أن “الوقوف على الحياد” وثقافة كلمة “أنا مالي” ثقافة خاطئة تحتاج إلى تصحيح ومراجعة، لأنها تتنافى مع رسالة الأديان السماوية.
ويرجح العلماء أن السبب في انتشار هذه الظاهرة لدى الشباب هو عدم التنشئة والتربية الصحيحة من الأساس، فالشاب إذا خرج من بيته وهو يعرف كيف يتحمل مسؤلية نفسه، يظل شابا سويا يعرف كيف يدير أمور حياته ولا يهرب من المشكلات التي تواجهه في حياته.
وأضاف علماء الدين أن الأجيال القديمة كانت انعكاسا قويا للإيجابية، ففي الماضي كنا نرى الشهامة والرجولة، والمقصود بها “أفكار إيجابية نافعة للآخرين” فهي لا تقتصر على الرجال فقط، بل أيضا على النساء، وترى أجيال اليوم لا تحمل مسؤولية لأي شئ.
اقرأ أيضًا: 8 أسباب تقتل التواصل الأسري في عصر الإنترنت ونقدم إليكم الحلول
“اللامبالاة”.. طيش وتهور:
نلاحظ أن الغالبية العظمى من شباب اليوم مهووسون بالسيارات والتغيير والترفيه المقرون بـ”الطيش والتهور” وعلى سبيل المثال: شباب الجامعات تراهم لا يهتمون بالدراسة أو المنهج العلمي، بل كل ما يهمه هو شراء سيارة أو أي شئ ترفيهي لنفسه، فكيف يكونوا آباء صالحين!!
إن الشباب الذي اعتاد تحمل المسؤولية منذ الصغر حتما سينجح في حياته الشخصية والاجتماعية، أما الأطفال المرفهين فقط فسيكونوا شبابا غير مستقرين وغير قادرين على تحمل شئ من المسؤولية، وفي الحقيقة فإن شواهد تأخر سن الزواج دليل على هذا الواقع، فالواقع يؤكد وجود شباب تزوجوا في أعمار صغيرة “مطلع العشرينات” وهم الآن يحافظون على قدر معقول من النجاح العائلي، وفي المقابل نجد أن آخرين يقفون على عتبة الثلاثين أو أكثر يخشون مجرد التفكير بالزواج وتحمل المسؤولية، فالتوجيه الصحيح للشباب يبدأ منذ الصغر من والديه في كيفية تعلم “تحمل المسؤولية”.
دور الأسرة:
يبقى دور الأسرة الغائب بشكل كبير عن الأبناء هو السبب الصريح لتخريج جيل لا يقوى على مواجهة أعباء الحياة، وذلك أثر على حياة الأزواج الشباب الذين سريعا ما يلجأون إلى الطلاق كحل لأي مشكلة تواجههم، كما أن للفتاة دور أيضا في تحمل المسؤولية ولكن في الأساس الشاب هو من عليه اللوم في تحمل المسؤولية، كما أن الوالدين يتركوا أبنائهم للحياة بمشاكلها ولم يعطيهم نصائح ولا إرشادات لتخطي أي عقبات ستواجههم، يؤثر ذلك على حياة الشاب عندما يلتقي بأول مشكلة تقابله في حياته فيهرب منها، خوفا من نتائجها.
اقرأ أيضًا: 7 أخطاء على الآباء تجنبها عند تربية أطفالهم