خروجتنا

“دير المدينة”.. أول حضارة عرفت الفيس بوك

الأقصر تعني التاريخ والآثار الفرعونية القديمة، كثيرا نسمع عن وادي الملوك والملكات، وعن الكرنك والرامسيوم، ومن ضمن تلك الأماكن المهمة مكان يدعى “دير المدينة”، غالبا البعض سيندهش عن سماع ذلك الاسم لأول مرة، لكن دعنى أؤكد لك أن لولا ذلك المكان، كان لم نجد معبد الكرنك ولا تاريخ الأقصر بأكملة، هيا بنا نتعرف على أهمية الكبيرة لذلك الدير.

موقع “دير المدينة”:

إذا ذهبت إلى شمال وادي الملوك ستجد عند جبانة طيبة، المدينة كاملة يطلق عليها “دير المدينة”، لا أحد يعرف اسمها الحقيقي حتى وقتنا الآن، فسميت بذلك الاسم حديثا، تكوين المدينة عبارة عن مجتمع من البيوت الفرعونية المزخرفة، يوجد بداخلها العديد من التفاصيل الصغيرة، حيث تبين أنها كانت مقرا أساسيا للعمال قديما، حتى سميت مدينة المائة باب، فكانت تعتبر مدينة داخل مدينة.

الفنانون المجهولون الذين صنعوا آثار العالم:

هل دار في ذهنك ذات مرة عندما تذهب إلى مقبرة أو معبد وترى أنها ما زالت تحتفظ بألوانها الحقيقة حتى وقتنا الآن، وتسأل نفسك عن من صنعوا كل هذا؟ السؤال محير بالفعل ولكن ليس صعبا، فكل تلك المعابد والتحف الفنية صنعت من تحت أيدي فنانين متخصصين لصناعة ذلك الإبهار البصري الملهم، فكانوا الملوك والملكات حريصين دائما على رفاهية الفنانين والعمال كثيرا، فقاموا بصنع تلك المدينة الخصيصة لهم.

علاقة موت الملك وصنع مقبرة بعوامل البذخ:

كان هناك اعتقاد غريبا لدى الملوك قديما، وهي عندما يموتون سيكونون بكامل وعيهم ويمكنهم مراقبة الأرض والبشر من السماء، لذلك يحتاجون إلى بيوت على الأرض من أجل زيارتها، وتلك البيوت هي المقابر، فكلما كانت المقبرة أكثر جملا وزخرفة كلما كانت زيارة روح فرعون أكثر راحة له، لذلك أهتم الملوك على أن تكون منازل العمال أكثر رفاهية ومريحة لكي يصنعوا المقابر بكل إتقان ودقة.

البئر بوك لدى الفراعنة:

البئر بوك مثل فيس بوك في عصرنا هذا، من خلال بئرة قديمة جفت مياهها فتحولت إلى مكان لكتابة الرسائل عليها والمذكرات عليها وتفاصيل الحياة اليومية، وتم اكتشاف أكثر من 5000 رسالة من خطابات عائلية وفضفضات نفسية ورسومات وحسابات، ومن خلال ذلك عرف العالم كل شيء عن طبيعة الحياة الاجتماعية للعمال.

أقرأ أيضا: “معبد دندرة” يحمل بين طياته مناظر الفضاء الخارجي

اكتشاف سكان المدينة غا وسنجم:

تم اكتشاف أساسات 68 منزلا للعمال، ومن ضمنهم مقبرة غا رئيس وتعد من أواخر المقابر التي عثر عليها، وذلك في عام 1906، وتم التعرف على العديد من أسماء عمال المدينة، ومن الممكن أن تعرفهم عند زيارتك لدير المدينة.

سبب تسميتها ب”دير المدينة”:

عندما دخلت المسيحية لمصر لم تكن الكنائس متوفر في ذلك المكان، فاتخذه السكان كنيسة للعبادة وسمى بالدير، وعند اكتشاف المقابر وكل تلك البيوت سمى “بدير المدينة”.

تعتبر من أهم الأماكن الأثرية في الأقصر، فهي مدينة كاملة داخل مدينة مما يدل على عبقرية الفنانون بفترة الفراعنة قديما، لذلك فهي مميزة حقا.

اقرأ أيضا: “قصر المنتزه”.. رواية طريفة وراء تأسيسه تعرف عليها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى