ريم السباعي
هل تبحث دائما عن الأفضل؟ أتعتقد بأن حياتك اليوم هي الأفضل؟ أم الأمس بالنسبة لك هو الأفضل؟ أتظن بأن المستقبل سوف يكون أفضل؟ كلنا نبحث دائما عن الأفضل، فنبحث دوما عن حياة أفضل، وطالما رأينا أن ماضينا هو الأفضل، ودائما نتطلع إلى مستقبل أفضل، ولكن ما هو ذلك الأفضل الذي دائما نبحث عنه؟!
فالبعض يرى الأفضل في رغد العيش، والبعض الآخر يراه في العلم والمعرفة، وأناس يرونه في الصحة، وآخرون يرونه بين الأهل والأصدقاء، بينما البعض يجدونه في السعادة وراحة البال، إذن فهو أمر مختلف بين الناس، فهو ليس بشيء موحد يبتغيه البشر، إذن فلماذا يجمع الكل على أن الماضي هو الأفضل؟!
في رأيي أن الإنسان في كل زمان ومكان يدرك بل يوقن بأن الماضي كان أفضل وذلك يرجع إلى أن الإنسان في ماضيه أي طفولته كان يرى الكون بعين طفل لا يدرك من الأشياء إلا أجملها، وكلما تقدم في العمر أصبحت رؤيته للأشياء أوضح، وإدراكه لها أوسع، ومعرفته بها أعمق.
بعدها يوقن بأن الكون كما يوجد به الجميل أيضا يوجد به القبيح، وبدلا من سماعه عن الخير والشر في الحكايات، يصبح يراه في حياته، لذا فعندما يتذكر الماضي يتذكر رؤيته الطفولية التي لا تعرف إلا كل ما هو جميل، فيتسلل إليه شعور بأن الأسوأ هو ما يعيشه الآن، وعندها يقول بأن الماضي كان أفضل.
وهنا أود أن أقول بأن ذلك لا ينطبق على حياة الفرد وحسب، بل عندما نقرأ عن حقبة تاريخية معينة ينتابنا شعور بأن تلك الحقبة كانت أفضل من أيامنا هذه، فنتمنى لو أننا عشنا في ذلك الزمن الجميل، والحقيقة أننا ننظر إلى جانب واحد فقط من تلك الفترة الزمنية، ولو كتب الله لنا العيش فيها لوجدنا الأفضل في سابقتها، كما أنني أعتقد بأن أجيالا يسوف تأتي ترى زماننا أفضل من عصرهم، ولكن الخير والشر، الجمال والقبح، العلم والجهل، الصحة والمرض، موجود في كل زمان ومكان.
فلابد أن ننظر دائما إلى الأفضل في المستقبل، لا ننكر جمال الماضي، ونستخلص ذلك الجمال من حاضرنا، وننتظره دائما في مستقبلنا، فنبقى على يقين دائم بأن الأيام المقبلة تحمل لنا الأفضل، ومع ميلاد عام جديد تنهال الأمنيات بأن يكون عاما سعيدا فلابد أن تكون هذه الأمنيات صادقة، فنبحث عن تلك السعادة في كل يوم من أيام العام، ولابد أن نودع العام الذي مضى بنسيان كل ما هو مؤلم وأن نتذكره فقط بأجمل أحداثه.
نبذة عن الكاتبة:
ريم السباعي
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005
صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب
صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها
للتواصل: