«الضاحك الباكي».. صاحب أول نشيد وطني ورائد الكاريكاتير الذي كرهه
فيلسوف البسطاء الذي تعددت ألقابه وخلده التاريخ بفضل إنجازته العديدة وإبداعه في الأدب والفن، فلا يذكر اسمه إلا وتسمع عن أعماله التي تم تخلديها في التاريخ المصري والعربي، إنه الضاحك الباكي الشاعر صلاح جاهين، الذي لم تقتصر إنجازاته على الأدب والفن فقط، بل كانت له بصمة أيضاً في السياسة.
كما كان أيضاً من أشهر رسامين الكاريكاتير في خمسينات القرن الماضي، فلقد كان فناناً موهوباً استطاع تحويل أفكاره وكلماته إلى رسومات كاريكاتيرية في بداية مسيرته العملية رغم كرهه للرسم في البداية.
وقد بدأت قصته مع الرسم في المدرسة عندما كان يكره مادة الرسم، وكانت هي سبب تأخر ترتيبه في الدراسة، حتى طلب المدرس من الطلاب رسم «عاصفة في غابة»، وبالرغم من ضعفه في الرسم إلا أن رسمته نالت إعجاب الجميع وتميزت عن غيرها بالخيال والصدق.
ليتجه بعدها جاهين بكل مشاعره وصدقه إلى الرسم الذي كان يكرهه، ليعزم على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة ولكن والده رفض فقد كان وقدم أوراقه بكلية الحقوق جامعة القاهرة، إلا أن ذلك لم يصرفه عن هواية الرسم والشعر.
كما كان يلجأ إليه بعض أصدقائه ليضع الرسوم لقصصهم، حتى بدأ اسمه يظهر صغيراً ثم أكبر في الجرائد والمجلات، حتى بدأ عمله كرسام في مجلة «بنت النيل»، ثم جاءت ثورة 1952 التي كانت في وجدانه وكان يجوب الشوارع طوال اليوم ويرسم كل ما يشاهده، لينتقل بعدها إلى العمل بالكاريكاتير السياسي.
رباعيات صلاح جاهين:
ولد صلاح جاهين عام 1930 في القاهرة، والتحق بكلية الفنون الجميلة، إلا أنه تخلى عنها ليدرس الحقوق بناءً على رغبة والده الذي كان يعمل في السلك القضائي.
بدأ جاهين حياته المهنية كشاعر وبالرغم من صغر سنه وقتها إلا أنه استطاع التعبير عما يدور بداخله بشكل جيد، وفي عام 1955 كان أول ديوان له باسم «كلمة السلام»، ولقد تميزت أعماله الشعرية بالطابع العامي الشعبي، حتى تصل لجميع فئات الشعب.
وما لا يعرفه الكثير أن أول نشيد وطني لمصر رسمي وبقرار جمهوري «والله زمان يا سلاحي»، كان من تأليف صلاح جاهين.
كما أنه قدم العديد من الدواوين الشعرية أهمها «موال عشان القنال»، و«الرباعيات» التي تم نشرها عام 1963 وعرفت باسم «رباعيات صلاح جاهين»، ويعد هذا الديوان أهم أعمال جاهين في مسيرته المهنية ككاتب، وتضمن الديوان مجموعات شعرية باللهجة العامية.
ولقد كانت ثورة الضباط الأحرار ملهمة لجاهين لكتابة ذلك الديوان، ولكن نكسة 1976 كانت السبب الرئيسي في إبداعه في الرباعيات، ولقد قام الملحن سيد مكاوي بتلحين عدد من رباعيات صلاح جاهين، وقام بتقديمها بصوته الفنان علي الحجار.
واشتهر لجاهين أيضاً ديوان «قصاقيص ورق» الذي تم نشره عام 1965، كما قدم صلاح جاهين في ستينات القرن الماضي عدة أشعار تم تخليدها كأغاني بصوت الفنان الكبير عبد الحليم حافظ.
ومن أهم هذه الأغاني: «يا أهلاً بالمعارك»، و«ناصر يا حرية»، و«بالأحضان»، و«بستان الاشتراكية»، و«أحنا الشعب»، كتب صلاح جاهين العديد من الأعمال المهمة التي تم تحويلها إلى السينما خلال فترة السبعينات.
ومن أهم تلك الأعمال:
- فيلم «خلي بالك من زوز» عام 1972.
- فيلم «أميرة حبي أنا» في العام 1974.
- مسرحية «حب وفركشة» عام 1974.
- فيلم «عودة الابن الضال» عام 1976.
- فيلم «شفيقة ومتولي» عام 1978.
- فيلم «المتوحشة» عام 1979.
كما كتب جاهين العديد من الأعمال أيضاً في فترة الثمانينات، وأهم أعماله:
- فوازير «عروستي» عام 1980.
- فوازير «الخاطبة» عام 1981.
- فيلم «اللعنة» عام 1984.
- مسلسل «حكايات هو وهي» عام 1985.
- كما كتب في نفس العام أغاني فيلم «اثنين على الهوا».
- مسرحية «انقلاب» في العام 1988.
أعمال فنية:
كانت موهبة صلاح جاهين اللا محدودة السبب في دخوله عالم الفن كممثل ليس ككاتب فقط، ولقد شارك في العديد من الأعمال الفنية، وأبرز تلك الأعمال: فيلم «من غير معاد»، و«شهادة الحب الإلهي» عام 1962.
كما شارك عام 1963 في فيلمي «لا وقت للحب»، و«القاهرة»، وفي عام 1980 شارك في الفيلم الوثائقي «موت أميرة» من الإنتاج البريطاني، أما آخر عمل قد شارك فيه جاهين كممثل كان فيلم “وداعاً بونابرت” عام 1985.
وفي 21 أبريل عام 1986 توفي صلاح جاهين بعد دخوله في فترة اكتئاب، تاركاً خلفه تاريخاً خلد اسمه في عدة مجالات، ولقد مر صلاح جاهين بفترات اكتئاب وعزلة، ومن المعروف أنه تعرض لها أكثر من مرة، حتى أنه سافر خارج البلاد للعلاج أكثر من مرة.
ومن أشهر أقوال واقتباسات صلاح جاهين:
1. اختياراتنا ليست مجرد رغبة إنما رغبة وظروف.
2. يأسك وصبرك بين أيديك وأنت حر،
تيأس ما تيأس الحياة راح تمر،
أنا دقت من دة ومن دة وعجبي لقيت
الصبر مر وبرضه اليأس مر.
3. لا تجبر الإنسان ولا تخيّره
يكفيه ما فيه من عقل بيحيّره
اللي النهاردة بيطلبه ويشتهيه
هو اللي بكرة ح يشتهي يغيّره