«شم النسيم».. ماذا يعني الاسم ومتى بدأ الاحتفال؟
طقوس احتفالية عمرها يتجاوز ما يقارب 5 آلاف عاماً، ويعد المصريون هم أول الشعوب في العالم احتفالاً لقدوم «شم النسيم»، وقد احتفل به القدماء، عقب موت النبات خلال فصل الشتاء، أي في عام 2700 قبل الميلاد وتحديداً في أواخر الأسرة الثالثة القديمة، ويرمز إلى بداية حياة جديدة، ليصبح العيد الشعبي الأقدم في مصر أو ربما في التاريخ الإنساني بأكمله.
اجتمع على عيد «شم النسيم» جميع المصريين باختلاف معتقداتهم، ولا يزال يحتفل به الجميع في مصر حتى يومنا هذا، وكان المصريون يخرجون إلى النيل بالقوارب، وهم يرتدون ملابس بيضاء، وهذه المظاهر مسجلة على جدران المعابد المختلفة حتى اليوم، فما قصة هذا العيد وأصل تسميته؟.. «كلمتنا» في السطور التالية تعرض لكم أصل حكاية عيد «شم النسيم».
أصل التسمية:
تسمية «شم النسيم» بهذا الاسم يرجع في الأساس إلى كلمة «شمو»، وهي كلمة مصرية قديمة ترمز إلى «بعث الحياة»، فكان المصريون القدماء يظنون أن شم النسيم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم، ولكن الاسم تعرض للكثير من التحريف خلال العصور السابقة إلى أن أصبح «شم»، ثم أضيفت إليه كلمة «النسيم»، لارتباط هذا اليوم بقدوم فصل الربيع واعتدال الطقس.
احتفال شعبي:
حمل عيد «شم النسيم» طابع الاحتفال الشعبي منذ العصور القديمة، وقد سجل المصري القديم تلك الاحتفالات في نقوشه على جدران مقابره، ليؤكدوا أنه عيد مصري الهوية، يرمز للطبيعة والخصوبة، فقد كان الناس يخرجون في أفواج وجماعات إلى الحدائق والحقول، حاملين معهم الطعام والشراب التي ارتبطت بهذه المناسبة، ويستمتعون بالزهور والطبيعة، كما يقيمون حفلات على أنغام الناي والمزمار، تصاحبها الأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع، ليقضوا يومهم في مرح وسعادة بعيداً عن متاعب الحياة.
وقد حافظ المصريون على عادات «شم النسيم» حتى الآن، في مشهد موروث ومستنسخ كل عام لعادات مصرية قديمة غالبت الزمن، حيث إن مظاهره وأكلاته مثل البيض والسمك المملح (الفسيخ) والبصل لم تتغير منذ خمس آلاف عاماً، فهو العيد الوحيد الذي نشأ وبقى في مصر، ولم يتغير بأي شكل رغم تغير الغزاة والديانات.
بدء الخلق:
تحفل مائدة عيد الربيع بالأطعمة المحببة للمصريين وأبرزها «البيض الملون»، الذي بدأ ظهوره على مائدة أعياد الربيع منذ أيام الفراعنة، وكان يرمز البيض إلى خلق الحياة، وقد كان عيد «شم النسيم» وثيق الصلة في وجدان المصريين القدماء ببداية الخلق، لذلك كان يعد أكل البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد «شم النسيم»، وأحد الشعائر المقدسة التي ترمز له عند الفراعنة.