الكاتب محمد سلماوي يكشف أسرار رحلته في حلقة “برنامج العاشرة”
في أول حلقة من برنامج العاشرة على شاشة “اكسترا نيوز” يعود د. محمد سعيد محفوظ، مقدما للبرنامج، والذي تناول العديد من القضايا، ومن بينها حوار ثري مع الأديب الكبير محمد سلماوي.
تحدث الأستاذ محمد سلماوي، عن جزء من سيرته الذاتية “العصف والريحان”، وعن طفولته وانعزاله ثم عودته مرة أخرى للحياة، وكذلك عن أحفاده واهتمامه بمواهبهم، وعن والدته تحدث سلماوي عن دعمها واهتمامها بتنشئته، متذكرا عباراتها ودعمها، وكيف كانت لوحاتها تنطق بالبراعة والإبداع،رغم أنها لم تقم أي معرض.
وعن الشخصيات التي ألهمته، أوضح سلماوي أن لكل فترة وفي كل جانب هناك ملهم، سواء سياسيا أو أدبيا،وهناك توازن بين كل المجالات، وأنه يندم لو شعر بعدم وجود التوازن، سواء عند تأسيس جريدة مثل “الأهرام إبدو” والذي أنشأه وتولى رئاسة تحريره على مدار 16 عاما، أو في السبعينيات مع مجيء السادات وظهور رؤية جديدة، أو مع ظروف معينة.
وعن تعيينه معيدا بكلية الآداب 1966 وتركه المجال الأكاديمي ليلتحق بالصحافة، أوضح أنه توقع أن تدريس الأدب الإنجليزي في واقع صعب وقتها أشبه بالعيش في برج عاجي، موضحا أن الأستاذ محمد حسنين هيكل انتقاه للعمل في الأهرام، باعتبار خلفيته اللغوية والأدبية، وتغطية الجانب الثقافي في البرقيات الأجنبية، معتبرا أن عمله في الأهرام كان بداية الاهتمام السياسي.
وأكد سلماوي أن نجيب محفوظ له موقف واضح رغم هدوءه وخلقه، ولم يتغير موقفه، فالمشاعر غير المواقف، وعلينا البحث في بواطن الأمور، مضيفا أن العمل النقابي يعلم أهمية خدمة الأقران، لا الاكتفاء بمجرد كونك صحفيا والسعي لمساعدتهم، وقد قدمت أقصى ما يمكنني تقديمه.
وعن رفض منصب وزير الثقافة، أوضح د. محمد سلماوي، أنه عرض عليه مرتين في حكومتي د. عصام شرف، د. كمال الجنزوري، ولكن جاء الأمر في وقت تغيرت فيه اهتماماته، ومنها الحاجة للتفرغ لكتابة مذكراته، موضحا أنه تولى الكثير من الأدوار في مختلف الأوقات، ولكن لكل مرحلة مقال.
وأكد سلماوي في حديثه أن ما ينصح به الشباب أن يتعلموا، وفي المشروعات أن يكون هناك تفويض وحسن اختيار وأن يكون هناك ثواب وعقاب، والصحافة لا تحتمل أعذار لارتباطها بالقراء بوقت، مضيفا أنه نجح في تحرير “الأهرام إبدو” من صبغة الرسمية.
وعن نصائح الأستاذ هيكل، يوضح سلماوي أنهم تعلموا حرفية الصحافة بمشاهدته، وهناك نصائح له وقت فصله من الأهرام مثلا عند إحالته لهيئة الاستعلامات، مع أحمد حمروش وممدوح طه، وعند لقاء هيكل بعد القرار نصحه ألا يترك إرادته الشخصية مقابل أي قرار، بالإضافة لاحترام قناعاته ومهنة الصحافة،. وفي خطاب 28 سبتمبر، ذكرى رحيل عبد الناصر قرر السادات إعادتنا، ولكن رفضت العودة، وفي 6 أكتوبر 1973 مع عبور القناة، شعرت بأنني بعيد عن مكاني من متابعة الحدث عالميا، فهرعت إلى الأهرام لمتابعة ما يدور عالميا، وأقول: “أعادني أكتوبر للعمل”
وعن دور د. رشاد رشدي، أوضح تبنيه لمدرسة النقد الحديث، والتي تنظر إلى الأدب بنظرة خلاف رومانسية القرن التاسع عشر، وهناك مصطلحات وضعها مثل المعادل الموضوعي، وغيره، وقبله كان “بريخت” في مسرح المباشرة، والذي أثر عالميا، ولكن رشاد رشدي كان مختلفا، وتأثرت به رغم اختلافنا السياسي.
مضيفا: “وهو كان مستشار السادات للشئون السياسية وكنت داخل السجن، وهو قيمة أدبية كبيرة، رغم اختلافنا السياسي، وسمة الأستاذية الحقيقية ألا يكون تلميذك نسخة منك”.
وعن علاقته بنجيب محفوظ وتسلمه الجائزة بدلا منه، أوضح أن الأهرام جمعتهم، حيث كان يتردد على مكتب الأستاذ توفيق الحكيم، وأيضا رغم اختلافهم السياسي، ولكن جمعهم الأدب، وكتب أول مسرحية باللغة الإنجليزية، ولكن أيقن أنه يكتب لجمهور عربي، فغير الدفة للكتابة باللغة العربية، وهناك كانت لقاءات مع الأستاذ نجيب محفوظ.
وعن تبعات تسلمه لجائزة نوبل، بدلا من الأستاذ نجيب محفوظ، أوضح سلماوي أنه لا يمكن تسمي شيئا خسارة إذا قدمته بإرادتك، رغم أن البعض عاتبه على اختيار سلماوي لتسلم الجائزة، وذكر حكاية سعيد الكفراوي أن بعضهم عاتب محفوظ لاختيار سلماوي للجائزة، وذكر خطاب اعتذاره وأنه يكفيه شرف الاختيار وفقط، ولكن محفوظ رفض ذلك، وأكد أنه يختار سلماوي عن اقتناع، ولما سافرت أيقنت أن محفوظ مدرسة في التمسك بالرأي دون جعجعة، ولذلك كان يعيب عليه بعض اليساريين عدم نزوله الشارع لدعم قضايا معينة، ولكن مقام محفوظ أكبر، فكلمة في رواية لمحفوظ أقوى من هذه الوقفات.د، وبعض اليساريين المراهقين قالوا إن محفوظ ليس له موقف.
ويضيف سلماوي أن اختياره ربما يكون رسالة لدعم الشباب وإيمان نجيب محفوظ بهم”.
وبهذا الحوار الممتع اختتم برنامج العاشرة أولى حلقاته، وعلى عودة في الأسبوع المقبل، إن شاء الله.