كيف نعلم أبناءنا تقبل الرأي الآخر؟.. أستاذ علم اجتماع تكشف
غابت ثقافة تقبل الرأي الآخر عن المجتمع، وأصبح تقبل الاختلاف في وجهات النظر أمر صعب وشاق، بل إن من يخالف الرأي السائد يتعرض للهجوم والإقصاء، وعززت مواقع التواصل الاجتماعي غياب ثقافة تقبل الرأي الآخر، وأصبحت ساحة لشن الحروب على من يخالف رأي الأغلبية محاولًا التعبير عن رأيه، منصة كلمتنا التقت بالدكتورة سهير الدمنهوري أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان للتعرف على أسباب غياب ثقافة احترام رأي الآخر في المجتمع.
قالت الدكتورة سهير الدمنهوري أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان أننا أصبحنا لا نطيق سماع وجهة نظر مختلفة أو مجرد الاستماع لآراء بعضنا البعض، ولابد أن يتدرب الانسان منذ صغره على أن يسمع لكافة أفراد عائلته وفهم اختلافهم والبدء في التعليق على بعض الآراء ليكون من أجل مجتمع متعاون وصحي ومثالي، وأصبحنا نعاني بشدة من عدم الاستماع لآراء بعضنا البعض، فالآباء لا يريدون الاستماع لوجهة نظر أبنائهم، وكذلك الأبناء يرفضون الاستماع لآبائهم، بل ويرفض الأبناء الاستماع لبعضهم البعض، وبالتالي ينتج عن ذلك عدم تقبل الاختلاف وغياب ثقافة احترام الرأي الآخر.
وتكمل أن من يستمع للآخر يفهمه، ومن يفهم يحترم ويتقبل، لذا فهي سلسلة مرتبطة ببعضها البعض، مضيفة أن التطور التكنولوجي “ليس شماعة” نعلق عليها فشلنا، والسبب الرئيسي في غياب ثقافة احترام الرأي الآخر هو التنشئة الاجتماعية والأسرية غير السليمة، فالأسرة لا تدرب أبناءها على الاستماع لمختلف الآراء وتقبلها، ويكتفي الأب والأم بالأوامر التي لا تقبل النقاش دون محاورة أو نقاش، وبالتالي يكون الأبناء مفتقدين للحوار الديمقراطي واحترام الرأي والثقافات الأخرى.
وأضافت أن غياب ثقافة تقبل الرأي الآخر يسبب كوارث كبيرة منها ارتفاع معدلات الطلاق في المجتمع، فالزوجة لا تحترم اختلاف ثقافة زوجها عنها وأن كلا منهما من بيئة ومنزل مختلف، والعكس صحيح، وبالتالي تكون النهاية زيادة الخلافات وغياب الألفة والاحترام بين الزوجين والتي تصل في نهاية الأمر للطلاق ووقوع الأبناء ضحايا لويلات انفصال أبويهما.
وتوضح الدكتورة سهير الدمنهوري أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان أنه لتنشئة الأطفال على تقبل الرأي الآخر لابد أن يحرص الأهل على مناقشة الأبناء بدءًا من عمر 4 سنوات، والحرص على فتح قنوات الحوار معهم.
اقرأ ايضاً: 5 نصائح تساعدك على تقبل اختلاف الرأي ووجهات النظر