كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| جه يكحلها عماها

“جه يكحلها عماها”.. المثل دا بجد بيوصف الموضوع اللي هنتكلم فيه انهاردة، أظن كل متابعين مواقع التواصل الاجتماعي على علم بحدوث واقعة غريبة من نوعها واقعة منافية للآداب العامة ولعادات وتقاليد الشعب المصري، وقبل دا كله واقعة كل الأديان بتلعنها واللي ظهرت في مقطع فيديو مدته ماتزدش عن ثوانٍي قليلة لكن كشف المستور وكشف عن علاقة محرمة جمعت بين بنت وولد مراهقين في المرحلة الثانوية في الطريق العام وفوق محور روض الفرج لدرجة أن الاتنين اتمادوا ووصل بهم الحال لحد ارتكاب فعل فاضح في الطريق.

الموقف غريب والمشهد وجرأتهم أغرب وأغرب ودا اللي خلر متابعين موقع التواصل الاجتماعي يستنكروا اللي قام به الولد من فعل فاضح وأعمال منافية مع البنت من غير أي خوف ولا مبالاة فأغضب عدد كبير منهم، ومش بس كدا لا كمان قدموا بلاغ وطلب بإلقاء القبض عليهم، مافيش ذرة شك أن الولد والبنت قاموا بعمل شنيع ضد أي دين وعرف وعادات وتقاليد، دا مافيش فيه فصال ولا كلام لأن مافيش أي مسمى للي قاموا به غير الفعل الفاضح.

الولاد دول اتحدوا كل حاجة اتحدوا الدين والعرف والمنطق والأخلاق لما كشفوا بنفسهم سترهم بفعلهم الفظيع وعملهم المنكر، لكن في نفس الوقت اللوم كمان بيقع على اللي صور الفيديو وذاعه هو كدا شارك معاهم في نفس الذنب لأن كان ادامه كذا خيار، كان ممكن يتقدم ببلاغ ضد الولد والبنت في سرية تامة لكن من الواضح أن كان عنده رغبة في حصد المشاهدات والأرباح عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي وهوس ركوب الترند كعادة سيئة اكتسبها فصيل من الشعب المصري للأسف.

وأكيد عارف أن كتير من المراهقين وأصحاب النفوس الضعيفة هيثيرهم المشهد دا ويتفرجوا عليه مرة واتنين وعشرة ويحصد هو أرباح ومشاهدات، لكن اللي ناسيه أن الأرباح دي معاها ذنوب هيحصدها كمان، وعلى فكرة واقعة الفعل الفاضح دي كانت في أبريل اللي فات وكانوا مش على علم أن فيه حد بيصورهم وهينشرها وارجع اقول مش بدافع عنهم لكن بقول كان أولى في الحالة دي الستر، كان ممكن يقدر يوقف اللي بيحصل دا بأي طريقة لكن هو اختار أنه يصور المنظر ويتفرج ويفرح الناس عليه بكامل اختياره.

من وجهة نظري التلاتة اشتركوا في جرم واحد
ودا أما الولد والبنت لما نسيوا دينهم وافتكروا أن دي حريتهم، مايعرفوش أن الحرية هي الحق في أنك تعمل اللي عايزه بس يكون بيبيحه الدين والقانون وأننا أحرار زي ماغيرنا أحرار لكن حريتهم أنهم يعيشوا باللي بيسمح به أخلاقهم ودينهم وعرفهم وكان لازم يعرفوا أن حريتهم بتنتهي ببداية حرية الآخرين.

كتير قالوا إن الولد والبنت رصيد سترهم نفذ وكان لازم ينكشفوا وأن أكيد ماكنتش المرة الأولى ولا هتكون الأخيرة فكان لازم ينكشفوا وأنا معاهم في الرأي دا لكن ما كانش لازم يحصل بالفضيحة دي ويكشف سترهم بالمنظر دا، كان ممكن يحصل زي ماأقرت كل الأديان في أن اللي يشوف أي منكر يقوم بكل حكمة بأنه يمنعه عن عمله وكمان ينصحه مع الستر عليه وعدم التشهير بيه.

ولنا في الرسول أسوة حسنة.. ودا حصل في قصَّة ماعز ابن مالك الأسلمي لما جه لرسول الله صلى الله عليه وسلم واعترف على نفسه بالزِّنى، وقتها قال النبي للراجل اللي أشار عليه أن يروح للرسول ويعترف على نفسه بالزنى: (يا هَزَّال، لو سَتَرْته بردائك كان خيراً لك).. وحديث تاني عن أبي هريرة ( من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة)

وقول المسيح عليه السلام: «لماذا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟».

وفي النهاية اقول لازم نرجع لدينا وأخلاقنا
ونرجع تاني لمسؤولية الآباء و أولياء الأمور في رعاية أولادهم وتأسيسهم على مبادئ الدين والحلال والحرام والتزام الفضيلة واجتناب الرذيلة، وأنهم يتحلوا بالحياء، ويتخلوا عن الفحش والتقليد الأعمى ويفهموا ولادهم أن العلاقات بين البنات والولاد لازم تقوم على الاحترام ومراعاة الأدب.

ياريت تعرفوا أن اللي حصل دا برغم بشاعته إلا أنه ممكن يكون صفارة انذار عشان ناخد بالنا من ولادنا أكتر..
مش كدا ولا اييييييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى