خروجتنا

حكاية شارع| نجيب الريحاني قصة مكان يغطي الغبار معالمه التاريخية

تتميز القاهرة بشوارعها وميادينها العريقة التي يرجع تاريخها إلى العصور الماضية، وتقع منطقة القاهرة الخديوية في قلب العاصمة المصرية، وتبدأ هذه المنطقة بكوبري قصر النيل وتنتهي في منطقة العتبة، وكان الخديوي إسماعيل بدأ النهضة العمرانية في هذه المنطقة لتكون واجهة للبلاد عند افتتاح قناة السويس، لذا تم تصميم المكان على الطراز الأوروبي وتحمل شوارعه أسماء مشاهير الزمن الجميل مثل شارع نجيب الريحاني، هذا الشارع ذي الموقع الحيوي المتقاطع مع شوارع رمسيس والجمهورية وكلوت بك، والذي لم يتبق من معالمه التاريخية سوى مسرح مغلق وبنايات يغطيها الغبار بعد أن كان في الماضي بمثابة تجمع كبير للمقاهي والكازينوهات والفنانين، وفي التقرير التالي تقدم لكم منصة كلمتنا قصة حياة الفنان نجيب الريحاني أشهر فناني المسرح والسينما والذي لقب ب”الضاحك الباكي” وتم إطلاق اسمه على هذا الشارع.

ولد “نجيب إلياس ريحانة” في 21 يناير 1889 لأب عراقى مسيحي وتزوج من السيدة لطيفة المصرية، وألحقه والده بمدرسة الفرير الفرنسية بالخرنفش واستمر بها للمرحلة الثانوية، ثم ترك المدرسة والتحق بوظيفه كاتب فى البنك الزراعى بالقاهرة، وشاء القدر أن يكون زميله فى هذا البنك هو الفنان المسرحي “عزيز عيد”، وقد ترك عمله فى هذا البنك نتيجة عدم مواظبته على الحضور وتغيبه الكثير ومشاركته فى تمثيل العديد من الروايات.

وكانت أول رواية مثل فيها الفنان نجيب الريحاني رواية “الملك يلهو”، والتحق بعد ذلك بفرقة جورج أبيض فى القاهرة ولكنه فصل من الفرقة فقام بتحريض زملائه والفرقة على الانشقاق عنها وبالفعل انسحب افرادها مثل “عزيز عيد” و”روز اليوسف”، و”استيفان روستى”، وقرر وا إنشاء فرقة خاصة بهم واتخذوا من مقهى المتروبول ملجأ لهم وأطلقوا على اسم فرقتهم الجديدة اسم ” فرقة الكوميدي العربي”.

ابتكر الريحاني شخصية “كشكش بيه” عمدة كفر البلاص، وكان أول ظهور لهذه الشخصية على “ملهى الابيه دى روز” حيث كان يعاونه فى التأليف والإخراج لهذه الشخصية هو صديقه أمين صدقى واستمر تعاونهما معا ونجاحهما إلى أن اتفقا أن يستقلا بمسرح خاص بهما هو مسرح الإجيبسيان في 17 سبتمبر 1917م، ثم تعرف الريحاني على “بديع خيري” وتعاونا معا فى العمل فقام الريحانى بالتأليف وخيرى بالأزجال والاشعار، وكان بديع خيري موهوبا فتعاونا معًا ونجحا نجاحًا كبيرًا.

وفي تلك الفترة تعرف نجيب الريحاني على ملحن ناشئ “سيد درويش” وتعاون الفرسان الثلاثة (الريحانى-بديع خيرى- سيد درويش) فى رواية “ولو”، والتي جاءت آية في الفن والاتقان وأصبح الريحاني بطلا لشارع عماد الدين وأصبح وجهاء القوم يقصدون مسرحه.

وقدم الريحاني العديد من الأعمال المميزة للمسرح ومنها حسن ومرقص وكوهين، وتعالي لي يا بطة، وابقى قابلني، وأم احمد، ودقة بدقة، كما قدم مع آمين صدقي حمار وحلاوة الذي نجح نجاحا كبيرا، وقدم آيضا العشرة الطيبة وشهرزاد وغيرها الكثير.

ومن أشهر أعمال نجيب الريحاني السينمائية سلامة فى خير، وأبو حلموس، ولعبة الست، وسي عمر، وغزل البنات.

أصيب الريحاني في أواخر أيامه بمرض التيفويد الذي أثر سلبا على صحة رئتيه وقلبه، وفي يوم 8 يونيو عام 1949م وافته المنية داخل المستشفى اليوناني بحي العباسية بالقاهرة، ولم يكن انتهى بعد من تصوير آخر أفلامه وهو “غزل البنات”.

اقرأ ايضاً: حكاية شارع| هدى شعراوي.. الصعيدية التي غزت القاهرة بأفكارها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى