خروجتنا

القاهرة الفاطمية.. باب الفتوح صرح تاريخي يتحدى الزمن بجوار مسجد الحاكم بأمر الله

كان للقائد جوهر الصقلي نظرة ثاقبة عندما قرر قبل أكثر من عشرة قرون ونصف وتحديدًا في عام 969م أن يبني القاهرة، وقام بتشييد سور ضخم من الطوب اللبن على شكل مربع حولها ليكون حصنًا منيعًا لتأمينها ضد أي خطر خارجي، ويضم السور 8 أبواب هي الفتوح والنصر وزويلة والفرج والمحروق وبرقية وسعادة وقنطرة، وفي سلسلة أبواب القاهرة الفاطمية تصحبكم اليوم منصة كلمتنا في رحلة إلى الباب الثاني وهو باب الفتوح.

موقعه:

شيد القائد جوهر الصقلي باب الفتوح في عام 1087م بالقرب من حارة تدعى حارة “بين السيارج”، وعندما قام الوزير بدر الدين الجمالي بتجديد أبواب القاهرة قام بإعادة تشييد الباب في موضعه الحالي بجوار جامع الحاكم بأمر الله.

سبب التسمية:

ترجع تسمية هذا الباب بأسم باب الفتوح لأن الغرض الرئيسي لإنشائه حيث كانت تخرج من بوابته الجيوش أثناء سيرها للفتوحات، ثم تعود وتدخل القاهرة بعد أن تنتصر من باب النصر، وذكرت بعض المراجع التاريخية أن باب الفتوح اسم مغربي الأصل بسبب دخول تجار مغاربة منه.

وصف الباب:

يتكون الباب من برجين مستديرين يتوسطان المدخل، ويوجد بجوارهما طاقتنا كبيرتان في فتحتيهما حلية مزخرفة بأسطوانات صغيرة، ويتصل باب الفتوح بالنصر بطريقين أحداهما من فوق السور والآخر من تحت السور، ويعطي الباب فكرة واضحة عن نظام العمارة في العصر الفاطمي وتحديدًا نهاية القرن الحادي عشر الميلادي.

نشأة الباب:

أنشئ هذا الباب بأبراجه من الحجر الجيد النحت ويبلغ عرض الكتلة البنائية 22.85 متر وعمقها 25 مترًا وارتفاعها 22 مترًا، وتبرز ثلث الكتلة البنائية خارج الأسوار أما الثلثان الباقيان يقعان داخل المدينة، والثلث العلوي من البرجين المصمتين عبارة عن حجرة دفاع مزودة بمزاغل لرمي السهام وسقف الحجرتين عبارة عن أقببة متقاطعة.

ويعلو فتحة المدخل إطار حجري بارز على شكل عقد يفصل من عقد الدخله وواجهة المباني، وبها أماكن لتكشف الواقف عند الباب من المهاجمين لسهولة رميهم بالسهام والحراب والمواد الكاوية والمصهورة والسوائل المغلية، وهو يشبه مثيله في بابي النصر وزويلة.

المقريزي:

وقال المقريزى في المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثاني “باب الفتوح وضعه القائد جوهر دون موضعه الآن وبقي منه إلى يومنا هذا عقده وعضادته اليسرى وعليه أسطر من الكتابة بالكوفي وهو برأس حارة بهاء الدين من قبليها دون جدار الجامع الحاكمي، وأما الباب المعروف اليوم‏: باب الفتوح فإنه من وضع أمير الجيوش وبين يديه باشورة قد ركبها الآن الناس بالبنيان لما عمر ما خرج عن باب الفتوح‏.‏”

اقرأ ايضاً: معالم القاهرة الفاطمية.. باب «النصر» المدخل إلى مدينة الـ8 أبواب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى