خروجتنا

“السكاكيني” من شاب سوري لأشهر قصر بمصر.. تعرف على القصة كاملة 

في أحد أحياء القاهرة، يوجد الشاهد الأول على خلق القاهرة الحديثة وهو “السكاكيني”، والذي يقدر عمره  120 عاما، فيعد تحفة فنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو نسخة مصغرة من الطراز الإيطالي.

قصة إنشاء القصر:

في إحدى الأيام عام 1856 جاء شاب سوري عبقري يسمى “غابرييل حبيب السكاكيني”، ولد في دمشق عام 1841، وتوظف في شركة قناة السويس في بورسعيد، لفت غابرييل نظر الخديوي بذكائه، حيث استطاع حل أزمة انتشار الفئران وما تنقله من أوبئة في قناة السويس، من خلال إرسال قطط جائعة محملة على الجمال، وبذلك تمكن من القضاء على الفئران في المنطقة كلها.

ومنذ تلك اللحظة اعتمد الخديوي على ذلك الشاب، ومكنه من الإشراف على بناء الأوبرا، ونجح في بناء أول أوبرا في عام 1869، ولقبه الخديوي “بيك”، وأصبح بعد ذلك حبيب السكاكيني من كبار المقاولين في مصر، وفي عام 1901 لقبه البابا في روما “الكونت” بسبب كثرة خدماته الاجتماعية.

القصة وراء قصر السكاكيني:

تم بناء السكاكيني عام 1897 على بركة أرض يطلق عليها “قراجا التركماني”، وقام بردم تلك البركة وبنى القصر عليها، وبعد أن توفي عام 1923 قسمت ثروته بين الورثة وتنازلوا عن القصر للدولة، ثم تبرع أحد أحفاده بحصته لوزارة الصحة.

وما بين عام 1961 إلى 1983، أصبح المتحف للتثقيف الصحي، وتم الاحتفاظ ببعض التحف أسفل القصر، وتم تسجيل المتحف ضمن الآثار الإسلامية والقبطية عام 1987، تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار.

أقرأ أيضا: لماذا تم اختيار مدينة القاهرة عاصمة الثقافة لدول العالم الإسلامي؟

التكوين الأساسي لبنية القصر:

مساحة القصر تبلغ على نحو 2698 مترا مربعا، وتم إنشاؤه على الطراز الإيطالي، حيث يعد نموذجا فنيا لفن “الروكوكو”، وهوعبارة عن فن ينتمي إلى الزخرفة والعمارة والديكور الداخلي والخارجي، وأيضا الأثاث والتصوير والنحت، فهو فن قائم على المحارة غير المنتظمة، وبدأ ظهور ذلك الفن في القرن ال18 الميلادي، حيث قامت ببنائه شركة إيطالية لكي تكون نسخة من قصر إيطالي قد أحببه السكاكيني، وأراد أن يقوم بعمل نسخة منه في القاهرة.

يتكون القصر من 5 طوابق، الأول يحتوي على أربعة غرف، والثاني يحتوي على 3 قاعات و4 صالات وغرفتين، أما الصالة الرئيسية مساحتها تبلغ 600 متر مربع، وتضم 6 أبواب تؤدي إلى قاعات القصر، أي مجموع غرف القصر 50 غرفة، كما يحتوي على أكثر من 400 نافذة وباب، إضافة إلى ذلك 300 تمثال منهم تمثال لحبيب السكاكيني، الذي يوجد في أعلى المدخل الرئيسي للقصر، كما يحتوي على مصعد يطل على شرفة بها قبة مستديرة تؤدي إلى الغرفة الصيفية.

وبناء القصر كان محض صدفة، حتى أصبح من القصور المميزة في القاهرة حقا، فهو أول قصر يبنى على أساس الطراز الإيطالي، وليس ذلك فقط بل إنه تم استخدام فيه المحارة غير منتظمة، وكانت تعتبر من أشكال العمارة الحديثة في ذلك الوقت.

قرأ أيضا: “معبد دندرة” يحمل بين طياته مناظر الفضاء الخارجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى