شخبطة عقلية| الشارع المصري.. إلى أين؟
منذ زمن بعيد ونحن نعيش حالة من حالات الانفلات في كل شيء في الشارع المصري، وهذا الأمر يؤثر بشكل مباشر على حياة المصريين جميعًا وعلى القدرة على الإبداع والعمل والهدوء النفسي على كل المصريين تقريبًا.
فأي إنسان منصف عندما يسير في شوارع المحروسة سيكتشف أن هناك حالة من الانفلات فيما يخص أشياء عديدة، ولكني هنا سأتكلم عن ما يمس حياتك وحياتي وحياة الجميع وهو المرور أو قيادة السيارات بكل أنواعها، من سيارات أجرة إلى سيارات نقل إلى سيارات نقل أفراد إلى توكتوك إلى موتوسيكلات إلى سيارات الشركات الخاصة في توصل الأفراد، وهنا يمكن لك بكل بساطة أن تكتشف أننا في شبه معركة يومية من أجل الوصول إلى ما نريد، سواء العمل أو البيت أو حتى الخروجة العائلية التي قد تحدث كل حين وحين أو حتى مقابلة الأصدقاء.
لا يمكن لعينك أن تمنع نفسها من التعجب مما تراه من عدم الالتزام بأي شيء لا سرعات مقررة ولا احترام الطريق ولا احترام لآدمية البشر في الطرق ولا احترام الإنسان في المواصلات العامة والخاصة.
وعلى الرغم من المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الدولة فيما يخص الطرق تحديدًا، وكل ما تقوم به الدولة في تعديلات مستمرة لقانون المرور إلى جانب تركيب عدد لا نهائي من الرادارات على كل الطرق تقريبًا، إلى تركيب كاميرات مراقبة في كل شوارع المحروسة تقريبًا، إلا أن المواطن المصري لديه ( لذة ) رهيبة بأن يضرب بكل هذا عرض الحائط ليسير كما يريد ويفعل ما يريد في الطرق العامة.
فأصبح عادي جدًا أن تجد عدم التزام بكل شيء، وفي نفس الوقت شكوى مستمرة من المخالفات التي يلتقطها (الرادار) وكأن هناك شعب آخر ومواطنين آخرين يقومون بكل هذه المخالفات.
ولا يخفي على أحد أن حوادث الطرق في مصر تقريبًا تودي بحياة الآلاف من البشر سنويًا، وقد يكون أكثر من أي شيء آخر، إذًا فأين المشكلة؟ طالما أن الدولة تحاول أن تحل هذه المشكلة بتحسين الطرق وتركيب كل ما تحتاجه الطرق من أسباب الأمان عليها؟
السبب ببساطة شديدة أن المواطن للأسف الشديد تعود على عدم الالتزم، والدولة تعودت على عدم المحاسبة بجدية، ولا توجد متابعة للطرق بشكل فعال، فأنا كمواطن لن استفيد شيء بأن يلتقط الراداد شخص يسير بشكل خاطئ في أحد الطرق ثم يصطدم بي أو بمواطن آخر ويودي بحياته أو حياتي، لن استفيد شيء من عقابه.
وفي كل أنحاء العالم التي تحاول الحفاظ علي أرواح الناس وتحاول فرض التزام كامل على طرقها تكون المخالفات والملاحقات فورية، بمعني أن الكاميرات المعلقة في الشوارع يجب أن تكون تعمل بكفاءة كبيرة ومتصلة بمركز رئيسي للمراقبة، وهذا المركز متصل بنقاط تأمين (سريعة الحركة) على جميع الطرق والمحاور، وما إن يتم ملاحظة مخالفة ما على أحد الطرق يصدر الأمر السريع للتحرك لإيقاف هذا الشخص أو هذه المركبة، وهو ما يحدث في جميع أنحاء العالم المتقدم.
لدينا مشكلة كبيرة جدًا في تطبيق القانون، ومراعاته وكيفية تطبيقه، ولدينا مشكلة كبيرة في أن نتحرك قبل الكارثة لا بعدها، ولدينا للأسف ثقافة يجب أن يتم التعامل معها بقوة شديدة للغاية اسمها ثقافة الإهمال في كل شيء.
فلا يعقل أن تقوم الدولة بكل ما تقوم به من تحسينات في جميع الطرق، ثم نفاجئ بأننا لازلنا نعاني من هذه العشوائية المتزايدة في الشارع المصري، وعدم احترام لا قانون ولا آدمية الإنسان ولا ننفذ القانون الذي وضعناه أو ننفذه أحيانًا ونتغاضى عنه أحيانًا!!
بقلم:
هيثم نبيل