كاتب ومقال

دار في خاطري| الكلام المعسول

بقلم: ريم السباعي

ريم السباعي

هل أنت ممن يحبون سماع كلمات الإطراء؟! أم أنك تحب التفوه بها فقط دون سماعها؟! أم أنك تهوى الإطراء سمعا وقولا؟! أم أنك لا تجد فائدة من سماعه وقوله؟! أم أنك تحب المديح دون مبالغة؟! فماذا يعني لك الكلام المعسول؟!

إن الكلام المعسول له وقع على سامعه، فأما أن يكون ذلك الوقع وقعا إيجابيا أو وقعا سلبيا، أو ألا يكون له أي تأثير، وذلك باختلاف كل فرد عن الآخر، ولكنه في معظم الأحيان يجد الكلام المعسول آذانا صاغية لدى فئة كبيرة من البشر.

فإذا لاحظت سامع الكلمات المعسولة فتجد فئة من الناس يروق لهم سماع الإطراء، وكلمات المديح، وكل كلمة جميلة تصف بديعهم الشكلي، أو العقلي، أو الإثنين معا، أو الإطراء على كل فعل يفعلونه مهما بلغت بساطته، أو قلت أهميته، بل الأكثر من ذلك فهم يودون سماعه عن أفعال وأقوال نسبت إليهم، أو نسبوها هم لأنفسهم.

إن أمثال هؤلاء تجدهم يتأثرون كثيرا بالكلمات المعسولة، فكلما زاد سماعهم لها زادت قناعتهم بها وتصديقهم لها، وأما قائلها فيصبح في مكانة مرموقة لديهم، تلبي كل طلباته، ويتغاضى عن أخطائه.

وهناك فئة أخرى لا تحب سماع الإطراء، ولا تتأثر به، فهم على يقين تام بأن تلك الكلمات مبالغ فيها وأن صفاتهم، وأفعالهم، وأقوالهم أقل من ذلك الإطراء، ولكن في بعض الأحيان يتأثرون قليلا عندما تأتي من شخص مقرب، أو يتمنون سماع ذلك منه، وحينئذ لا يكون إطراءا، بل مديحا معتدلا يوضح أوجه الإيجابية والسلبية، فوقتئذ يصدقونه، ويقنعون به.

وهناك فئة ثالثة يكرهون الإطراء، ولا يؤثر بهم، وهؤلاء يعرفون عيوبهم في معظم الأحيان، ينتقدون أفعالهم، ويحاولون إصلاح ما بهم من عيوب، فيعلمون على الفور حقيقة من يمطرهم بمعسول الكلام، ويعلمون الغرض وراء الإطراء.

وأما بالنسبة للشخص الذي دائما يمطر الآخرين كلمات معسولة، وإطراءا، فإما أن يكون منافقا، يتخذ من ذلك الأسلوب جذب القلوب، وسلب الألباب لكي يستطيع الوصول إلى مبتغاه بطريق غير شريف، وذلك دائما ما يحدث لذوي النفوذ، والأثرياء، فتنهمر عليهم الكلمات المعسولة طمعا في جاه أو مال.

والنوع الآخر من المدّاحين المبالغين في المدح يكون الشخص يرى مادحه في أفضل مكان، ويجده يستحقه، بينما يرى نفسه في مكان وضيع لا يستحق غيره، ومهما تعددت الأسباب فإن المدح المبالغ فيه خطأ كبير ، لذا فقد نهى عنه رسولنا الصادق الأمين، وذلك في رأيي لأنه يجعل المادح منافقا، والممدوح مغرورا، فمهما كان الشخصين على قدر كبير من الأخلاق الحميدة، فإن المبالغة في المدح، وتكراره أكثر من مرة يحولهما إلى منافق ومغرور، وأما المدح المعتدل فهو مدحا إيجابيا، يدفع الممدوح إلى التقدم نحو الأفضل، ويمنحه الثقة بالنفس، ويجعل المادح يعبر عما بداخله بكل صدق.

اقرأ أيضًا: دار في خاطري| أجمل زهرات الربيع

نبذة عن الكاتبة:

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى