من أمام أقدم كنفاني بالغورية..”كلمتنا” تروي القصة وما فيها
همسة السيد
يعتبر حي الغورية من الأحياء العريقة، التي تروي بين طياتها حكايات ولا حكايات ألف ليلة وليلة، والحكاية اليوم من حارة أم الغلام “الحارة العجوز” لتروي لنا قصة أقدم كنفاني في حي الغورية.
تبدأ الحكاية من 1940 عندما قرر الحاج الشريف،المؤسس لحجر الأساس أن يكون هو نقطة البداية وأول الحكاية في صناعة الكنافة والقطايف بحي الجمالية.
“المهنة دي سلو عيلتنا” على هذا الأساس امتهن الحاج أحمد علي الشريف الصنعة عن والده وجده، فكان يصطحبه والده معه إلى المحل بعد عودته من المدرسة “بالمريلة والله كنت أدخل واقف وسط الخبازين” يعتبر كنفاني الحُسيني من أشهر محلات في حارة أم الغلام بمنطقة الغورية.
عبق التاريخ يأتي من ريح المكان،من خلفك يقع مسجد السيد الحسين –رضي الله عنه- ومن حولك شواهد على قاهرة المعز، وأمامك رجل مُخضرم من الزمن الأصيل، يفرك بأصابع الشقا الدقيق من على جلبابه.
” لجل سيدنا الحُسين.. احنا هنا” يؤمن الحاج أحمد كغيره أن البركة تأتي من المكان وبالأولياء الصالحين من كالسيد الحسين والسيدة زينب وغيرهم، وكان يقع محل الحسيني في البداية عند ميدان العتبة، حتى قرر والده الحاج علي أن ينتقل ليجاور سيدنا الحسين.
تعتبر الكنافة والقطايف عروس الحلوى في رمضان، فيزدحم المحل بشدة خلال فترة العصاري “ده أوان الزبون وموسم الشغل” هكذا يصف الحاج أحمد المشهد الماثل أمامنا، طوابير طويلة يصطف النساء على حدى وكذلك الرجال، تُباع كميات من الكنافة والقطايف، يسرع الصبي فؤاد في صب القطايف واحدة تلو الآخرى والإسراع في جمعها، وآخر يساعده في جمع الكنافة، حركة سريعة تتجسد من الخبازين والعمال الهمام من صغيرهم إلى كبيرهم.
أجواء رمضانية وحفوات من الرحمن ببركة الحسين تحتضن المحل “بيجيلنا مشاهير.. من اللواءات والممثلين بيطلبوا مني مخصوص” وفي نهاية الحكاية “ابنى كمان وارث المهنة عني… احنا كده نسلم من بعدنا… حلوة أوي الحدوتة”