تحفل سجلات التاريخ بالكثير من القصص الملهمة، ما بين انتصارات وهزائم، نجاحات وإخفاقات، ولكن تبقى قصص البشر هي الأبرز في معادلة الحرب الصعبة، في قصة جديدة من ملفات التاريخ نتحدث عن ذلك الجندي الأصغر عبر التاريخ، ذلك الذي نزل ميدان القتال في عمر 8 سنوات، فإلى هذه الرحلة الغريبة!
ولد مومشيلو غافريتش في مايو 1906 بإحدى القرى القريبة من مدينة لوزنيكا غرب صربيا، وكان الطفل الثامن لعائلته التي تضمنت 11 طفلاً.
وفي عام 1914 هاجمت القوات النمساوية قرية الطفل، وعلى إثر بعض المناوشات لم تتردد القوات النمساوية في إحراق القرية وقتل العديد من سكانها، وكان من ضمن القتلى والدا الطفل مومشيلو وسبعة من أشقائه، بينما نجا هذا الطفل ذو الثماني سنوات من الموت.
وبدافع الانتقام دخل مومشيلو الجيش الصربي في فرقة المدفعية رقم 6 وحارب معهم في “معركة سير” وكان يبلغ من العمر 8 سنوات.
وفي عام 1916 خلال وجوده بمنطقة تيسالونيك اليونانية، تلقى مومشيلو تعليماً بسيطاً، ومع تعافي الجيش الصربي عاد هذا الطفل إلى صفوف فرقة المدفعية السادسة ليشارك على إثر ذلك في معركة قاجمكيلن.
وبعد مرور عامين عندما أتم ال10 سنوات تمت ترقيته لرتبة عريف، وثم لرتبة رقيب لانس وذلك بعد ما رأه الجنرال الصربي المخضرم “جيفوين ميشيتش” ضمن صفوف القوات الصربية، فلم يتردد في منح هذا الطفل ذي الـ10 سنوات حينها رتبة رقيب، ووقت الحرب العالمية الأولى تعرض الطفل مومشيلو إلى إصابات عديدة، لكن ذلك لم يمنعه من العودة للجيش الصربي والمشاركة في باقي المعارك ومع نهاية الحرب العالمية الأولى كان أول طفل شاهد على نشأة دولة يوغوسلافيا.
وفي 1929 تعرض للاعتقال والسجن لمدة شهرين بعد اتهامه بالتهرب من الخدمة العسكرية، ورفض المسؤولون العسكريون تصديق رواياته عن مشاركته في الحرب العالمية الأولى بالرغم من إثبات ذلك بعدد من الوثائق.
مومشيلو فارق الحياة في عام 1993 وتخليدًا لذكراه، شيدت السلطات اليوغوسلافية نصباً تذكارياً في بلغراد تكريما لجهوده المشرفة، بالإضافة إلى إطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة لوزنيكا.
اقرأ أيضًا: من ملفات التاريخ| حروب الإلحاد.. كيف حدثت أول إبادة جماعية بسببها في العصر الحديث؟