حوارات

“كأس العالم هدفي”.. أحمد خالد هنداوي حكم مصري يصنع طريقه بقوة نحو الصافرة العالمية

قبل أن ينتقل إلى عالم التحكيم بخبرته وانضباطه، كان أحمد خالد هنداوي وجهاً لامعاً في ملاعب الناشئين، حيث لعب لنادي النصر القاهري لمدة 16 عاماً، قبل أن ينضم لصفوف ناديي طلائع الجيش واتحاد الشرطة، مُكتسباً خبرة عميقة داخل المستطيل الأخضر، هذه الخلفية الرياضية جعلته يفهم تفاصيل اللعبة من منظور اللاعب قبل أن ينتقل إلى دور الحكم في الاتحاد المصري لكرة القدم، ليكون جزءاً لا يتجزأ من عالم كرة القدم بوجهٍ جديد.

من اللعب إلى التحكيم

قرر أحمد هنداوي تحويل شغفه بالكرة من الهجوم إلى العدالة، فبدأ مشواره التحكيمي عام 2023، واجتاز بتميز اختبارات الحكام النظرية واختبار الكوبر للياقة في عاميه الأول والثاني، ليُثبت أن لاعب الأمس قادر على أن يكون حكماً ناجحاً اليوم بالاتحاد المصري لكرة القدم، لم تكن مسيرته مجرد صدفة، بل ثمرة خبرة ميدانية سابقة، أكسبته مهارة قراءة اللحظات الحاسمة وتفادي الأخطاء.

مباريات الترقية.. اختبار الثقة

رغم حداثة عهده، أُسنِدت إليه إدارة مباريات مُهمة ساهمت في تحديد صعود الأندية إلى دورات الترقية، وهي مباريات تشهد ضغوطاً كبيرة لقدرتها على تغيير مصير الفرق، هنا برهن هنداوي على برودة أعصاب استثنائية، وقدرة على اتخاذ قرارات صائبة تحت الضغط، مما دفع المسؤولين إلى اعتباره أحد الحكام الواعدين المؤهلين للصعود إلى منصات أعلى قريباً.

دعم وتدريب

يُشيد هنداوي بدور كابتن خليل حامد، الذي لم يقتصر على تعليمه نصوص القانون فحسب، بل درّبه على تطبيقه بمرونة ووعي، قائلاً: “الكابتن خليل علمني أن الحُكم الناجح هو من يفهم روح اللعبة قبل حروف القانون”.

تحديات الضغط والجهل بالقانون

يواجه هنداوي عقبات تُختبر فيها حنكته يومياً، أبرزها الاعتراضات المستمرة من المدربين الذين يرفضون تقبُّل قراراته أحياناً، فضلاً عن جهل بعض اللاعبين والمدربين بنصوص القانون، مما يدفعهم للاعتراض على قرارات صحيحة، يقول هنداوي: “أتعامل مع هذه المواقف بالهدوء، وأشرح القرار بلغة واضحة، لأن جزءاً من مهمتي هو نشر الوعي بالقانون”.

ولا يخفى عليه ثقل الضغط الداخلي، خاصة في المباريات الحاسمة التي يُحدد مصير الفرق فيها، حيث يشعر بمسؤولية عدم إهدار مجهود الفريقين طوال الموسم، ويؤكد: “أحرص على تطبيق العدالة بلا تحيز، دون النظر إلى اسم الفريق أو لون قميصه.. العدل هو أساس بقاء اللعبة”.

من الناشئين إلى كأس العالم

رغم التحديات، يُضيء حلمٌ كبير طريق هنداوي وهو الوصول إلى كأس العالم ممثلاً لمصر في التحكيم، وهي البطولة التي يصفها بأنها “أعلى منصة يمكن أن يحلم بها أي شخص في عالم كرة القدم، سواء كان لاعباً أو مدرباً أو حكماً”.. قائلًا: “أسعى لأن أكون مصدر فخر لبلدي، وأثبت أن الحُكام المصريين قادرون على المنافسة عالمياً”.

لا يتوقف طموح هنداوي عند التحكيم، فهو يوازن بين عمله في إحدى البنوك وبين تدريباته اليومية، مؤكداً أن الانضباط والالتزام هما سر نجاحه في المجالين.

أحمد هنداوي ليس مجرد حكم شاب، بل نموذج للتحول الناجح من لاعب إلى صانع قرار، يجمع بين خبرة الماضي وطموح المستقبل، مع كل صافرة يُثبت أن الإصرار والشغف هما وقود الصعود إلى القمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى