حوارات

الروائية ريم بسيوني في حوارها مع كلمتنا: “علينا تقديم أعمال تحمل الصدق والجمال للشباب”

كتبت: أمنية أحمد

تحمل مصر بين طياتها نخبة فريدة من الكُتاب والروائيين الذين قدموا أعمالًا عظيمة يخلدها التاريخ لتكون ملهمة لجيل بدأ مؤخرًا رحلة منتظرة نحو إعادة إحياء رونق القراءة وتأثيرها العظيم في بناء العقول والحياة، ومن بين أولئك الكُتاب تألقت الروائية “ريم بسيوني” لتستطيع بأعمالها التي تحاكي المجتمع وتخوض رحلة ممتعة نحو أسرار التاريخ وخفاياه، أن تجذب القراء نحو رواياتها الرائعة، وفي إطار ذلك كان لكلمتنا حوارًا ممتعًا حول الأدب والثقافة مع الكاتبة والروائية “ريم بسيوني”:

• ريم بسيوني المتخصصة في علم اللغويات، ما الذي دفعها للاتجاه نحو كتابة الرواية خاصة العربية؟

بدأت في كتابة الرواية منذ أن بلغت 12 عامًا وكنت في الصف السادس الابتدائي، فكنت أحلم أن أصبح روائية وكنت أكتب باللغة العربية، وبمرور الوقت والسنوات، بدأت أكتب باللغة الإنجليزية، لكني لم استطع عن أعبر عن ذاتي بنفس الطريقة التي أكتب بها باللغة العربية، على الرغم من أن كتبي العلمية باللغة الإنجليزية، إلا أن كتابة الرواية شيء آخر.

• ماهو أقرب عمل إلى قلبك وما هي القصة وراء كتابته؟

في الحقيقة أقرب عمل لي لم يكتمل بعد، فهي رواية قمت ببدء رحلة كتابتها منذ أن كنت أبلغ 16 عامًا عن طارق ابن زياد، واستمريت في كتابتها حتى وصولي إلى عامي التاسع عشر، لكن للأسف ضاع مني جزءا منها، لذلك لم يكتمل الجزء الأخير، فهي الأقرب إلى قلبي لأن شخصية طارق ابن زياد في التاريخ مهمة جدًا.

• هل لكِ طقوس خاصة أثناء كتابة الروايات؟

أثناء رحلة الكتابة لابد وأن أكون في تركيز شديد لمدة معينة، كما أنني أفضل العمل صباحًا، لأن العقل في هذا الوقت يكون يقظ ومستعد أن يخوض تحدي الكتابة.

• لماذا بدأت رواياتك تأخذ الطابع التاريخي الفترة الأخيرة مثل أولاد الناس – ثلاثية المماليك وسبيل الغارق والقطائع؟

بدأت رحلتي في الروايات التاريخية منذ رواية طارق ابن زياد، لكنني توقفت وبدأت أن أكتب روايات معاصرة وصل عددها إلى 6 روايات، ثم عُدت مرة إلى التاريخ مجددًا وبدأت برواية أولاد الناس ثم سبيل الغارق ثم القطائع.

وفي الحقيقة اعتقد أنها مرحلة مهمة جدًا، تعرفت أنا شخصيًا على التاريخ المصري وكذلك الإسلامي، واكتشفت أنه يحمل كنوزًا لا نعلم عنها الكثير، لذلك نحن بحاجة إلى إلقاء الضوء على الفترات التاريخية المهمة في تاريخ مصر التي تحمل معلومات هامة ونحن رغُم ذلك نمر عليها مرور الكرام.

• القراءة تأخذ القاريء في رحلة ممتعة نحو الخيال، لكن أحيانًا أرض الواقع تكون أشد متعة.. فهل هذا هو السبب وراء الجولات التفقدية في مسجد السلطان حسن التي تقومين بها برفقة القراء بعد انتهائهم من قراءة رواية أولاد الناس- ثلاثية المماليك؟ أم أن هناك سببًا آخر؟

من المهم في الراوية أن يكون القاريء على علم بالمكان مثل السلطان حسن أو أحمد ابن طولون، لكن الذهاب إلى المكان له طابع مختلف، على الرغم من أن القاريء قام بزيارته بالفعل في الرواية، لكن الواقع له تأثير آخر، فقد أخبرني عددا كبيرًا من القراء أنهم بالفعل زاروا مسجد السلطان حسن من قبل، لكن تلك الجولات تترك أثرًا مختلفًا تمامًا في قلوبهم.

• لقد حاضرتي في بعض الجامعات الأمريكية عن الفكر والأدب العربي والثقافة.. فمن واقع خبرتكِ كيف يرى الناس الثقافة والأدب العربي؟

اعتقد أن الناس في الغرب إن لم يكونوا يدرسون الثقافة والأدب العربي، فإن معرفتهم عنه قليلة جدًا، فمعرتنا عن الغرب أكثر من معرفتهم عنا.

• كيف يمكن أن نشجع الشباب على حب القراءة وعدم العزوف عنها وتنمية وعيهم الثقافي؟

في الحقيقة بدأ الشباب في الوقت الحالي رحلة القراءة بالفعل، لذلك لابد أن نقدم لهم أشياء تحمل الصدق والجمال في نفس الوقت لأن هذا شيء هام جدا.

• في ختام حديثنا.. ما هي أعمالك في الفترة القادمة؟

أتمنى أن استمر في تقديم أعمال صادقة، وتعبر عن فترات معينة في التاريخ أو روايات معاصرة تعبر عن مشاعر صادقة ومشكلات مجتمعية، وألا تقل الأعمال القادمة عما قدمته من قبل.

اقرأ أيضًا: كلمتنا تحاور “نهى داود” الروائية الحاصلة على جائزة الكاتب الأكثر مبيعًا

الروائية ريم بسيوني:

ريم بسيوني هي روائية مصرية، تخرجت في جامعة الإسكندرية وحصلت على ليسانس الآداب من قسم اللغة الإنجليزية، لتقرر استكمال دراستها خارج مصر وحصلت بدورها على الماجيستير ومن ثم الدكتوراة من جامعة أكسفورد في بريطانيا وذلك في “علم اللغويات”.

ثم حصلت أيضًا على الدكتوراة في “تحليل الخطاب السياسي” من جامعة أكسفورد أيضًا، ثم بدأت بعد ذلك رحلتها بالتدريس في تلك الجامعة، كما حاضرت أيضًا في عدد من الجامعات الأمريكية عن الفكر والأدب العربي وكذلك الثقافة.

صدرت لها 8 روايات، لتحصد بدورها جائزة ساويرس الأدبية وذلك عن روايتها “الدكتورة هناء”، كما حصلت أيضًا على جائزة أحسن عمل مترجم وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية عن روايتها “بائع الفستق”، ثم حصلت روايتها أولاد الناس – ثلاثية المماليك على جائزة نجيب محفوظ للأدب وذلك من المجلس الأعلى للثقافة، لتصدر روايتها الأخيرة “القطائع” التي حازت على إعجاب وتقدير عددًا كبيرًا من القراء.

اقرأ أيضًا: “منة مدحت”.. تعود بالشباب لـ”نوستاليجا المراسيل” بطرق مبتكرة

Related Articles

Back to top button