ماذا لو وجدت ملابس صممت خصيصًا لمصابي الحروق والكسور؟ وماذا إذا خضعت لعملية تركيب قسطرة وارتديت ملابس صنعت من أجل راحتك؟
وهل بحثتي يومًا عن ملابس من أجل الرضاعة أو لطفلك الذي يحمل أنانيب تغذية وعائية أو مضحة أنسولين؟
إليك “Adapt Garment” أول براند مصري يصمم ملابس خاصة لأصحاب الجروح والكسور، أو إذا كنت تعاني من أي مشكلة أخرى ناتجة عن عملية جراحية، حادثة، أو ربما عيب خلقي.
وفي هذا الحوار تحدثت “كلمتنا” مع المهندسة “شيماء النجار” مبتكرة فكرة أدابت:
ما هي القصة وراء براند أدابت؟
لطالما كانت الموهبة تخدم الإنسانية، ستتربع على عرش قلوب المتضامنين، وتحقق أعلى درجات المنفعة الصحية والنفسية، وهو ما تسعى إليه “شيماء النجار” ذات ال 36 عامًا.
حيث قالت: “تخرجت من كلية الهندسة قسم عمارة، بحثًا عن الاختلاف عن خطى عائلتي، التي تمتلك تاريخًا طويلًا يعود إلى أكثر من 50 عامًا، في مجال صناعة الملابس والغزل والنسيج، الذي يعتبر بدوره من أهم وأكبر خطوط إنتاج للملابس في مصر والشرق الأوسط“.
وأضافت: “أنا من ساعة ما كنت طفلة وأنا في المصانع، اتربيت وكبرت على تصميم الأزياء، لحد ما عرفت إني هرجعله في الآخر“.
تيقنتُ في النهاية أن تلك هي أصولي، التي سأعود إليها مهما حاولت خلق طريقًا آخر لأتألق من خلاله.
ولكن ماذا إذا كان ذلك الدرب يحمل مسارًا جديدًا ولكنه تحت مظلة الأزياء أيضًا؟
ما هو سبب الإلهام بفكرة البراند؟
قالت لنا شيماء: “شفت ناس كتير بتعاني من مشكلة مع بعد الكسور أو الحروق وحتى بعد عمليات القسطرة، إنهم مبيعرفوش يلبسوا بسهولة ولا في مكان في الهدوم يحطوا فيه الأنانيب اللي بتتركب بعد عمليات معينة، ودة بيسبب لهم مشكلة في الحركة وأزمة نفسية“.
فبدأتُ بتطبيق الفكرة على المقربين لي أولًا من أجل معرفة احتياج المريض، لإقامة التعديلات المناسبة على الملابس من حيث أماكن الفتحات للأنانيب، أو الكسور بأمكانها المختلفة، حتى قررتُ إطلاقه بعدما نجحت تجربتي على المقربين لي.
كما استعنت بأطباء جراحات عامة، أشهرهم دكتور “إيهاب صادق“، من أجل معرفة ماهية الجراحات، وأين يكمن الجرح بالتحديد، وما هوالشكل الأنسب لتقديم تلك الملابس، حتى توصلت إلى أفضل تصميم يساعد المرضى باختلاف حالتهم، كما أن تلك الملابس ليست مقتصرة على وقت الجرح أو الكسر فقط، حيث يمكن للمريض ارتدائها فيما بعد كغيرها من الأزياء الأخرى.
ما هي الحالات التي تصمم الملابس من أجلها؟
يقدم البراند أزياء خاصة لحالات الحروق بخامات ضد البكتريا امتصاصها عالي من أجل راحة المريض، وأزياء أخرى صنعت خصيصًا لمرضى العمليات الجراحية لارتدائها أثناء العمليات وأيضًا في المنزل بفتحات معينة تبعًا لمكان الإصابة، وكذلك لحالات الكسور منعنًا لقص الملابس من أجل ارتدائها.
بالإضافة إلى ملابس خاصة لمرضى السكر، وأخرى صممت للمرأة لتسهل عملية الرضاعة بفتحات مخفية بين طيات الملابس.
وأضافت: “وعشان ستات كتير بتتكسف وهي بتعمل علاج طبيعي، أو ساعة الكشف عند الدكتور أو أثناء القيصرية، عملنا عشانها أزياء خاصة تكون مرتاحة فيها من غير ما يسبب لها كسوف أو مشكلة“.
وصولًا للأطفال بعد عمليات القلب، وأولئك الذين يحملون أنابيب التغذية الوعائية، أو مضخات للأنسولين.
وإذا كنت تعاني من مرض آخر، سيتم تصميم أزياء خاصة من أجلك تعبًا للحالة الصحية وأين يكمن الجرح، ثم سيتم إنتاج كميات أخرى من تلك العينة، للحالات المشابهة للسعي من أجل راحة المريض.
كما أكدت المهندسة “شيماء النجار” لموقع “كلمتنا“: “خامات الأزياء قطن 100%، كما تخضع لعملية فحص الجودة، الأمر الذي يتم برمته في مصانع عائلتي، عن طريق قسم خاص صمم في الشركة التي تساهم من أجل الإنسانية والعمل على توفير الراحة التامة للمريض، بالإضافة إلى تحسين حالته النفسية“.
حيث ننتج الأزياء تبعًا لمعايير الجودة، وتتراوح أسعارها بداية من 50 إلى 300 جنيهًا كأقصى حد، تبعًا لفئة الملابس التي تتنوع بين ملابس منزلية أو خروج وأخرى للأطفال، كما يمكنك شراء الملابس أونلاين، وقريبًا ستتواجد تلك الأزياء في مختلف المستشفيات المصرية.
ما الذي تسعى “شيماء النجار” من أجل تحقيقه؟
“أدابت هو ديزاين مبني على احتياج“.
كانت تلك آخر كلمات مصممة الأزياء والمهندسة “شيماء النجار“، حول ما يحمله قلبها تجاه تلك الفكرة، فالاهتمام بالجانب الإنساني من أجل مساعدة المرضى، هو الأعظم على الإطلاق.
أحلم بالتعاون مع مختلف المستشفيات والمؤسسات المصرية، للمساهمة في حل معاناة المرضى بمختلف الحالات، منهم مؤسسة “بهية” لتوفير الأزياء المخصصة لمرضى عمليات الثدي، بالإضافة إلى مستشفى 57357 وجمعية الأورمان وغيرها من المؤسسات.
كما صرحت “لكلمتنا: “لقد تعاملت بالفعل مع مؤسسة مجدي يعقوب، الأمر الذي شكل فارقًا في حياة أولئك المرضى، كما أحلم أن يتواجد أدابت في كل محلات الأزياء لسهولة الوصول إلى المريض وخدمته“.
ولأن النجاح بحاجة إلى دعم دائم، فقد عبرت “شيماء النجار” عن امتنانها لأسرتها وأصدقائها.
حيث قالت: “آمنوا بفكرتي وساندوني حتى النهاية، كما اتلقى دومًا رسائل عظيمة من مرضى، شكلت تلك الأزياء فارقًا في حياتهم، حيث ساعدتهم على الحركة باطمئنان وحرية أكثر، وهو حافز مؤثر يجعلني أحلق نحو النجاح بقوة وحب إنساني، رغبة في انتشال أولئك المرضى من أوجاعهم“.
اقرأ أيضًا: رائد الأعمال “عماد حامد” في حواره مع كلمتنا: الدولة تقدم مبادرات متميزة على الشباب استغلالها