أسماء هنداوي:
تعرضت لحادث سير مروع كاد أن يودي بحياتها، ولكنها نجت بإصابة ظلت تلازمها فلقد أصيبت في الحبل الشوكي وفقدت قدرتها على الحركة.
ولكنها تحدت إعاقتها ومحنتها وأصبحت نموذجًا إيجابيًا وملهمًا يحتدي به العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة وهي جالسة على كرسيها المتحرك.
إنها الباكستانية منيبة مزاري التي تبلغ من العمر 28 عامًا، وبالرغم من إعاقتها إلا أن سلسلة نجاحاتها تتوالى.
أصبحت الآن فنانة ورسامة، ومقدمة تليفزيونية، وناشطة اجتماعية مميزة، كما أنها اصبحت أول عارضة أزياء على كرسي متحرك.
طموح وتحدي
بداية الحكاية كانت عندما تزوجت منيبة في الثامنة عشر من عمرها بناءً على رغبة عائلتها، ولكنها لم تكن سعيدة بهذا الأمر.
وبعد مرور عامين تعرضت لحادث سيارة مع زوجها، أدى إلى أصابتها إصابات بالغة في الحبل الشوكي وفقدت قدرتها على الحركة والمشي.
ليتخلى عنها زوجها بعد ذلك، ومع حديث الأطباء كادت أن تفقد الأمل، فلقد أخبروها أن عليها التخلي عن حلمها في أن تصبح فنانة.
كما أنها لن تستطيع الرسم مرة أخرى، أو القدرة على المشي أو الحركة، كل ذلك وهي في ريعان شبابها العشرين من عمرها.
ولكن كانت صدمتها أكبر عندما علمت أنها لا تستطيع الحصول على طفل، ذلك الأمر الذي كانت تريد بشدة.
وبالرغم من انهيارها في بداية الأمر وتساؤلها عن سبب وجودها على قيد الحياة، ولكنها قررت عدم الاستسلام أو اليأس.
وبدأت منيبة تبحث عن الأمل لتكون تلك اللحظة هي الانطلاقة الحقيقية لها في حياتها.
فلقد طلبت من أشقائها احضار أدوات الرسم،حتى تستطيع التعبير عما يدور بداخلها وتفريغ طاقتها في شيء تحبه.
ليصبح الرسم هو علاجها الفعال فلقد حولت ذلك اليأس والعجز إلى عالم مليء بالأمل والألوان المفعمة بالحيوية.
كما أنها زينت جدران المستشفى بلوحات معبرة لاقت إعجاب وانبهار العديد من الأشخاص.
حياة جديدة
بعد فترة من العلاج خرجت منيبة من المستشفى على كرسى متحرك، وقررت أن تعيش الحياة لنفسها، وأن تتوقف عن فعل ما يرضي الآخرين.
فبدأت في تحديد أبرز مخاوفها لتتخلص منها، وكان أكبر تلك المخاوف هو الطلاق، لتتخذ قرارها وتنفصل وتبدأ حياة جديدة.
لتصبح تلك نقطة الإنطلاق للوصول إلى نجاحات عديدة، فلقد أنشأت موقع إلكتروني خاص بها تعرض من خلاله لوحاتها الفنية.
بالإضافة إلى مواجهتها المجتمع دون أن من إعاقتها، وتواصلت مع الكثير من متابعيها حول العالم، متغلبة على اليأس.
كما شاركت منيبة في حملات عروض الأزياء، وأصبحت أول عارضة أزياء على كرسي متحرك، فضلًا عن تقديمها البرامج.
إلى جانب تأسيسها علامة تجارية خاصة بها أسمتها “Muniba Canavas“.
ولم تتوقف منيبة مزاري عند ذلك الأمر بل أنها شاركت أيضًا في حملات حقوق المرأة والأطفال.
لتختارها الأمم المتحدة عام 2015 لتكون أول سفيرة للنوايا الحسنة للمرأة في باكستان.
ذلك الأمر الذي كان سببًا في اختيارها من أكثر السيدات تأثيرًا في العالم من ضمن 100 سيدة في قائمة الـ BBC.
كما تم اختيارها في قائمة أفضل 30 شابًا تحت عمر الثلاثين ضمن مجلة “فوربس”.
أم ملهمة
بعد تحطم حلمها في أن تصبح أم، قررت عدم الاستسلام قائلة: “هناك أطفال في جميع أنحاء العالم، ينتظرون فرصة للحياة، ولهذا قررت أن أتبنى أحدهم”.
وبالفعل بعد عامين من الحادث تبنت طفلًا عمره يومان فقط، وأصبح أملًا جديدًا لها.
لتصبح منيبة مزاري امرأة ملهمة على كرسي متحرك تغلبت على محنتها، بل أنها أيضًا حققت العديد من الإنجازات.
وذلك لأنها تقبلت نفسها وتغلبت على التحديات، وكانت تؤمن بأن الحياة لن تكون دائمًا مثلما نتوقع بل هي محن واختبارات.
ومن أشهر أقوال منيبة مزاري الحماسية والتحفيزية:
1. أنت البطل الوحيد في قصة حياتك، والأبطال لا يستسلمون ابدًا.
2. تقبلت نفسي، فأدرك العالم أهمية ما أقوم به، فكل شئ يبدأ من داخلنا.
3. لا تمت قبل موتك.. عش الحياة ولا تستسلم.
اقرأ أيضًا: “طارق وهدان” يروي لكلمتنا قصة تحدي إعاقته والحصول على بطولات دولية
