“كائن فضائي وإله روماني”.. كيف فسر الشعوب “الشفق القطبي”؟
سحر أضوائه أصبح مصدر إلهام للعديد من الثقافات مثل الأسكيمو، والإسكندنافيين القدامى، وسكان القطب الشمالي، كما كان مصدر سحر لقدامى اليونان والرومان، فضلًا عن أن الأوروبيين في القرون الوسطى كانوا ينظرون إلى أضوائه أنها إشارات من الرب، إنه الشفق القطبي سواء كان الشمالي أو الجنوبي، الذي ظل له سحره الجاذب، وأصبح من أجمل الظواهر الطبيعية.
وتكون هذه الظاهرة عبارة عن مزيج من الألوان الخلابة الممزوجة، والتي تتسبب في ظهور مشهدًا ساحرًا تنبهر له العيون، كما يظهر الشفق بأشكال بصرية مختلفة ومتنوعة، منها أقواس الشفق القطبي والتي تشبه الستائر.
ويتميز هذا الشكل بسرعة تشتته وتغير شكله، كما أنها تملئ السماء بأشعتها ذات الألوان الجذابة، وأيضًا يوجد شكل الشفق نشر، وهو يعد من أكثر الأشكال البصرية توهجًا، كما يتميز بأنه وقت حدوثه يتيح مشاهدة النجوم كاملة، إلى جانب شكل الشفق المنتشر والذي يتميز بظهوره كبقع عديدة ساطعة في السماء.
أما عن سبب تشكل ظاهرة الشفق القطبي فهي ترجع إلى حدوث تفاعلات بين الجسيمات المليئة بالطاقة القادمة من الشمس وأيضًا من مجال الأرض المغناطيسي، ويتم انتقال خطوط المجال المغناطيسي الكروي والمرئي للأرض من خلال القطب المغناطيسي الشمالي للأرض إلى قطبها الجنوبي المغناطيسي.
وعند وصول الجسيمات المشحونة إلى المجال المغاطيسي تبدأ في الانحراف، حتى ينتج عنها صدمة قوسية، نظرًا لشكلها حول الأرض، كما تتسبب تلك الاصطدامات إلى توهج الذرات العليا في الغلاف الجوي، ويظهر الضوء المتموج والمتراقص الذي يختلف ألوانه.
ولكن أبرز ألوان الشفق القطبي هي الأحمر الذي يتكون في الارتفاع الأعلى من الظاهرة، بالإضافة إلى اللون الأخضر، والأصفر الذي يمتزج معه اللون الأحمر والأخضر والأزرق، وتختلف الألوان حسب نوع جسيمات الغاز المصطدمة.
الشفق القطبي قديمًا:
قديمًا كان لظاهرة الشفق القطبي الكثير من التفسيرات التي اختلفت من شعب لآخر، ولعل أبرزها اعتقاد شعب الأسكيمو أن تلك الظاهرة عبارة عن كائن فضائي ضوئي، يسترق السمع ويتجسس على أخبارهم، كما كانوا يعتقدون أنهم عند تحدثهم بأصوات منخفضة فإن تلك الأضواء تقترب منهم أكثر، ويتسع مجالها.
ولكن الشعب الروماني فقد كان يقدس تلك الظاهرة بالرغم من غرابتها وقتها، كما أطلقوا عليها اسم “أورورا”، نسبة لآلهتهم أورورا التي تطير عبر السماء معلنة وصول الشمس عند كل فجر.
وبعد آلاف السنين واكتشاف سبب تلك الظاهرة الخلابة التي حيرت العديد من العلماء منذ قرون، إلا أنها ما زالت تفتن عشاق الفلك حتى الآن، إلى جانب أنها تجذب العديد من السياح لرؤية ومتابعة تلك الظاهرة.
أماكن الشفق:
يوجد العديد من المناطق في العالم تحدث فيها ظاهرة الشفق القطبي، ولكن أفضلها هي الأقرب إلى الدائرة القطبية الشمالية، وتتضمن تلك الأماكن كندا، وألاسكا، وأيسلندا، والنرويج، وغرينلاند، والسويد، وفنلندا، وأيضًا شمالي روسيا.
ولكن تعد أيسلندا من الأفضل الأماكن التي يمكن فيها مراقبة الشفق القطبي بمختلف ألوانه الخلابة، وذلك لأن أيسلندا تتميز بموقعها عند الحدود الفاصلة للدائرة القطبية الشمالية، كما يمكن كذلك اكتشاف الأضواء الجنوبية للظاهرة الأخاذة في نصف الكرة الجنوبي، ويعد أفضل وقت لرصد ظاهرة الشفق القطبي الخلابة بداية من شهر سبتمبر حتى شهر مارس.
اقرأ أيضًا: ماذا سيحدث عند احتراق الشمس بعد 5 مليارات سنة؟