كلام رجالة

حكايات من داخل صالون العقاد

إذا كنت من محبي القراءة ستدرك جيدًا قيمة زيارة الصالونات الثقافية، فكان عباس العقاد يقيم صالونًا ثقافيًا أسبوعيًا يضم كبار الأدباء والمثقفين والفنانين وأيضًا السياسيين.

لذلك ستنجذب لتلك الأماكن وتفضل زيارتها، وتستشعر في المكان قيمة أحاديث نجيب محفوظ حين يلقي خطبه العصماء، وإحسان عبد القدوس ومشاكسته لعبدالحليم حافظ، كذلك صالون مي زيادة الذي كان يجمع كل رجال الأدب والثقافة حبًا فيها قبل أدبها وكتبها.

تصطحبك كلمتنا لتتعرف على صالون عباس العقاد:

عن الصالون:

الصالون يعقد أسبوعيًا ومن بين الذين حرصول بشدة على حضور الصالون الكاتب أنيس منصور الذي ألف فيما بعد كتابًا” في صالون العقاد كانت لنا أيام” يتناول فيه قصص وحكايات من داخل الصالون.

كما كان أنيس من أصغر المترددين على الصالون، فكان يهرع إلى الصالون في كل جمعة من الأسبوع .

يصف لنا أنيس منصور كيف كان الاستقبال في منزل العقاد، وقد تتفاجأ عندما تعلم أن العقاد كان يجتمع مع أصدقائه في منزله ” الصالون الثقافي”

“ولا نرى أي معالم لهذا الشارع، حتى إننا لم نعرف شكل البيت ولا المدخل ولا عدد السلالم التي نصعدها إلا بعد سنوات طويلة. فلم نكن نرى ولا نسمع، وإنما ندخر الرؤية للعقاد، وندخر السمع لكلامه، وندق الباب أو كنا نجده مفتوحًا، وندخل والغرفة صغيرة والهواء بارد لأنه يدخل ن الباب ويخرج من النافذة، وكنا نراها واسعة” هكذا وصف أنيس حالة النشوة التي يعيشها خلال حضوره لصالون العقاد.

حكايات صالون عباس لا تنتهي، كان يستقبل كل كبيرًا وصغيرًا في منتهي التواضع بالبيجامة والطاقية يحيي الضيف، ويجلس يتسامر معه فلم يكن متكبرًا أو متغطرسًا.

كانت المشروبات في صالون العقاد محددة وتنزل للضيف بنظام وتسير حركة تنزيل العصير كالآتي: عصير الليمون لتهدئة الأعصاب ومن ثم القهوة.

كان يروي قصص طريفة مع أصدقائه عن أولادهم وزوجاتهم، كانت حفاوة اللقاء والمحبة تظهر في أسلوب الكلام، فلم يكن الصالون اجتماع لتبادل العلوم والثقافات والأدبيات بقدر ما كان لتسجيل تلك اللحظات التي جمعت بين عمالقة الأدب العربي.

كان ينتهي الصالون بأن يقوم الأكبر سنًا ومقامًا ويبدأ في السلام على العقاد، حينها يدرك الحاضرين أنه حان وقت الرحيل ووقت غداء الأستاذ وبعدها يخلد إل النوم.

لعلك الآن بحاجة إلى زيارة جميلة وخفيفة كذلك مميزة لصالون العقاد القائم حتى الآن في منزله 13 ش السلطان سليم، مصر الجديدة.

فلا زال المنزل قائم وما تبقي فيه من ذكريات الصور والكتب التي ألفها، وصوت الأحاديث والضحكات.

اقرأ أيضًا: “مقاهي ثقافية” شهدت على لحظات أعظم الأدباء والفنانين ومازال صداها يتردد.. تعرف عليها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى