إن ثقافة تقبل الآخر قد تكون منعدمة في مجتمعاتنا بعض الشيء، ربما لأن الرفض ترسخ في عقولنا منذ قرون طويلة وتوارث من أجيال لأخرى، أو لأن العالم لم يتقبل الاختلاف يومًا، حتى وصل الأمر إلى انعدام الشعور بالآخر، فأصبح من الطبيعي إهانة أولئك المختلفون شكلًا عنا، دون النظر إلى قلوبهم التي تحمل من الحب والتسامح، ما يجعلها تتقبل آراءك القاسية بابتسامة لامعة تكاد تتراقص فوق الألم، ومن هنا انطلق مشروع تخرج “دنيا جمال“.
تقدم لك منصة “كلمتنا” في السطور التالية، حوارًا عن الاختلاف والتقبل بعدسة “دنيا جمال“:
“دنيا جمال” نحو عالم التصوير:
تلك الشابة صاحبة ال 22 عامًا من محافظة الإسكندرية، استطاعت ببراعة شديدة أن تخطف أنظار رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بلوحة إنسانية مبهرة تسللت إلى قلوبنا، تناشد من أجل تقبل اختلاف الآخر.
فمن جامعة الإسكندرية، كلية فنون جميلة، انطلقت دنيا جمال نحو عالم الإبداع، حيث روت لمنصة كلمتنا قائلة: “منذ طفولتي كنت أحلم بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة، لأنني كنت أعشق الرسم حقًا، ولم اتخيل قط أنني قد التحق بغيرها، حتى تحقق الحلم بالفعل، أما عن السروراء تعلقي بالتصوير، فقد بدأت بممارسة هواية التصوير منذ 6 سنوات، فعندما كنت في المدرسة، كنت التقط الموبايل لأصور مناظر طبيعية، حتى تطرق الأمر إلى تصوير أصدقائي، ومن هنا لاحظت أنني بالفعل أهوى تصوير الأشخاص“.
وأضافت: ” تأكدت حينها أنني قد وجدت شغفي، الأمر الذي جعل والدتي تقوم بشراء كاميرا من أجلي، مع بداية دخولي إلى الجامعة، ومن هنا بدأت التعمق فيها، وفهم أساسيات التصوير عن كثب، حتى حالفني الحظ، ودرست مادة التصوير التي ساعدتني كثيرًا من أجل الكاميرا والتصوير بشكل أكاديمي، حتى تحول الأمر مع مرور الوقت من هواية، إلى شغف حتى أصبح التصوير هو عملي الحالي، فقد قمت بتصوير براندات ملابس واكسسوارات، وأحيانًا أخرى أفراح، لكن عملي الأساسي هو الفاشون والبورتريه“.
اقرأ أيضًا: “كلمتنا” تحاور أول مخرجة نوبية تحصل على جائزة من مهرجان دولي
تقبل الذات ومواجهة التنمر من خلال “مختلف“:
قالت دنيا لمنصة كلمتنا: “مشروع تخرجي الذي يحمل عنوان “مختلف“، هو حملة توعوية ضد التنمر الذي يحمله مجمعتنا، وقد أطلقته لمواجهة الحكم المسبق على الأشخاص من ملامحهم كيفما كانت، فالهدف من المشروع هو مناشدة وتوعية المجتمع ضد مفهوم التنمر، بالإضافة إلى تشجيع الأشخاص المختلفة على تقبل ذاتهم، ومواجهة المجتمع والتنمر دون خوف، ففكرة ذلك المشروع نبعت من حبي لتصويرالأشخاص المختلفة أصحاب الأشكال المختلفة والمميزة والجذابة، ومن هنا انطلقت فكرة حملتي التوعوية عن التنمر ومواجهته والاختلاف وتقبل الذات، حتى يتخلى الناس عن الحكم على الآخر بسبب شكله ومن هنا سمي المشروع “مختلف“.
وأضافت: ” بحثت لشهور طويلة عن فتيات ببشرة مميزة، تعبر كل واحدة عن حالة معينة، حتى توصلت إلى حالات مختلفة مثل البهاق والنمش والبشرة شديدة السمار، كما تلقيت التشجيع على الفكرة من تلك الفتيات، اللاتي قررن أن يراهن الناس ويتقبلن مظهرهن، ومن خلال عدستي أجريت جلسة تصوير لهن، لأثبت للناس أن الجمال يكمن في الاختلاف والتميز، وأيضًا من أجل تشجيع الأخريات على تقبل الذات وحب النفس، كما تعاونت معي خبيرة تجميل تدعى “دينا أيمن“، كانت تناشد من أجل نفس الفكرة، بهدف أن المكياج يبرز الجمال، دون الحاجة إلى إخفاء ملامح البشرة بسبب الخوف من التنمر، كما أنني صممت مجلة خاصة بالمشروع، تتناول نبذة عن كل حالة تم تصوريها، ليتعرف الناس على طبيعة الحالات، وأنها ليست مرض معدي على الإطلاق“.
اقرأ أيضًا: “كلمتنا” تحاور صاحبة أول براند مصري لتصنيع ملابس خاصة لأصحاب الكسور والحروق
هل الصورة بألف كلمة؟
قالت دنيا جمال إلى منصة كلمتنا: “في الآونة الأخيرة أصبح كل شيء معتمدًا على مواقع التواصل الاجتماعي، فأغلب الجيل الحالي اندمج مع عصر التكنولوجيا والسرعة بشكل كبير، فأصحبوا يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مهول، يلتقطون آخر الأحداث سريعًا ثم يمضون، لذلك فإن الصور توصل رسالة معبرة تصل إلى قلوب الناس سريعًا“.
وأكلمت حديثها قائلة: ” التصوير هو الشيء الوحيد بالنسبة إليّ الذي استطيع أن أعبر بيه، لذلك أحببت أن أوظفه في إيصال أفكاري للناس، للتأثير الإيجابي على غيري، وتلك هي أحلامي، الاستمرار في فكرة التوعية، وأن يحمل تصويري رسالة وهدف يفيد غيري، كما أتمنى أن أطور نفسي أكثر، وأصل لقلوب الناس بأفكاري، حتى ينتهي الحكم على الآخر من خلال مظهره الخارجي“.
اقرأ أيضًا: “يارا شلبي” متسابقة رالي تحول الاتوبيس لسكن مريح