تحلم المرأة منذ طفولتها أن تصبح عروسًا وترتدي فستان زفاف أبيض ويلتف الجميع حولها ويتراقصوا في لحظات من السعادة والمرح، ولكن لماذا اللون الأبيض بالتحديد؟ هل لأن ذلك اللون يتميز بالراحة والملائكية والسكينة، أم أن هناك سرًا آخر وراء ارتداء العروس ذلك اللون في ليلة العمر؟
فستان الزفاف
قبل عصورًا طويلة، كانت فساتين الزفاف المتعارف عليها في العالم بألوان زاهية أبرزها اللون الأحمر، لم يكن هناك من يرتدي ذلك الأبيض لأنه كان ببساطة مرتبط بالجنازات والأحداث المؤلمة، لذا كان ذلك اللون مستعبد تمامًا، من أجل جلب السعادة إلى الزوجين.
لكن إذا انعكست الصورة للوقت الحالي، سنجد أنه إذا قامت امرأة بارتداء لون زاهي في يوم زفافها بدلًا من الأبيض، سيبدو وكأنها خارقة للطبيعية المتعارف عليها، وستلتفت أنظار العالم إليها، كما أنها ستتلقى عددًا كبيرًا من الانتقادات التي لا حصر لها، وسيتهمها البعض أنها عديمة الذوق، ولكن إذا عدنا للوراء قليلًا لماذا استبدلت تلك الألوان الزاهية باللون الأبيض بالتحديد؟
في عام 1558 قررت الملكة الاسكتلندية “ماري” ارتداء فستان زفاف باللون الأبيض في حفل زفافها كنوع من كسر المألوف والظهور بشكل فريد، الأمر الذي جعلها تواجه انتقادات لا نهائية بسبب أن ذلك اللون مرتبط ارتباط وثيق بالعزاء والموت، فكيف لها أن ترتديه في ليلة العمر، لكنها في الواقع لم تبالِ لأي من تلك الإهانات وكأن شيء لم يكن.
منذ ذلك الحين لم يجرؤ أحد على ارتداء فستان زفاف أبيض اللون أبدًا، لكن بعد مرور مئات السنوات تكرر ذلك المشهد من جديد ولكن هذه المرة كان صداه مختلفًا، ففي عام 1840 قررت الملكة البريطانية “فيكتوريا” ارتداء فستان أبيض في حفل زفافها على الأمير “ألبرت“، حتى أصبح الأمر يندرج تحت مسمى “الموضة” مرة تلو الأخرى، حتى بدأ العالم يقتنع أنه رمزًا لنقاء وبراءة الفتيات وصولًا إلى العصر الحالي.
فأصبح الزفاف يعني فستان أبيض اللون باختلاف تصميمه الذي يختلف من امرأة لأخرى، حتى أصبح هو اللون الذي يعبر عن السعادة والراحة، واستبدله العالم باللون الأسود في الجنازات حتى أصبح هو الشائع حول العالم، لكنني إذا سألتني عن رأيي فاعتقد أنه لا داعي لذلك اللون القاتم في اللحظة الأخيرة لتوديع أحبائك، تمنيت لو أن الأبيض لا زال رمز للعزاء ربما يخفف من لوعة ألمك بهدوءه وسكينته.
طرحة العروس
لقد كبرنا على فكرة أن فستان الزفاف لا يكتمل إلا بطرحة الزفاف البيضاء، حتى أصبح الأمر يتداول ويتوارث عام تلو الآخر حتى شاع الأمرلدرجة أنه لا يمكن لأية عروس أن تتزوج دونها، لكننا اعتدنا على توارث وتقليد الأشياء دون الرجوع لأصلها لمعرفة أين يكمن السر، ففي الحقيقة لا يتعلق الأمر بالمظهر فقط من أجل اكتمال مظهر العروس الفريد وإنما هناك سر آخر.
فقبل قرون طويلة وبالتحديد في العصور السحيقة في اليونان وروما القديمة ظهرت حيلة ارتداء طرحة العروس لأول مرة، لكنها كانت شأنها شأن الفستان الزفاف، فقد اشتهرت في بداية الأمر بالألوان الزاهية مثل الأحمر والأصفر وغيرها، ولم يكن يجرؤ أحدًا على ارتداء طرحة بيضاء اللون مثل العصور الحديثة.
فاعتقد الناس في ذلك الزمان، أن ارتداء العروس لطرحة الزفاف سيساعد على حمايتها من الأرواح الشريرة في هذا اليوم العظيم، لكن هناك حكاية أخرى تخبرنا أنه قديمًا في أوروبا كان الهدف من ارتداء العروس طرحة الزفاف هو لمنع العريس من رؤية وجهها قبل الزفاف، حتى تنتهي مراسم الزفاف ومن ثم تظهر تلك المرأة، من أجل ألا يكون هناك إمكانية في تراجع العريس عن إتمام الزواج إذا لم يعجبه شكل العروس، وأنتِ عزيزتي هل ترتدي طرحة الزفاف من أجل مظهرك العام أم أن هناك سرًا آخر؟
اقرأ أيضًا: “وصيفات العروس” ليست دليلًا على الحب.. وإنما للحماية من القوى الشريرة