«مجمع قلاوون».. كلمتنا تأخذك في رحلة إلى دولة المماليك
اعتاد الكثيرون على زيارة الأماكن الأثرية حول العالم لما تحتوي عليه من علم وثقافة وانبهار في تصميم العمارة وارتفاع حجم المباني الأثرية، ولعل من أهم الدول العربية والإفريقية التي تتمتع بجمال وبراعة حضارتها هي مصر، وتعدد أنواع الحضارات والآثار بها بداية من الحضارة الفرعونية وصولا إلى الحضارة الرومانية حتى الحضارة الإسلامية التي أدهشت العالم لدقتها وجمالها، لذلك عزيزي القارئ اجعلني اسرق ذهنك إلى منطقة المعز لدين الله الفاطمي وبالتحديد “مجمع قلاوون”.
في التقرير التالي تعرض لكم منصة “كلمتنا” أهم المعالم الأثرية في مجمع قلاوون، وما هي أسباب بناءه في الدولة المملوكية؟، وأوجه الاستفادة التي ستعود عليك من زيارة الضريح.
ما هو مجمع قلاوون؟
هو عبارة عن مجمع أنشئ في بدايات دولة المماليك القديمة ويتكون هذا الصرح العظيم من جامع ومدرسة وبيمارستان وضريح وقبر السلطان الراحل محمد بن قلاوون.
وأنشئت المستشفى لعلاج الأمراض وصيدلية لمتابعة العلاج وتحضير الدواء، وفي القرن ال 13 صمم المهندسون هذا البناء الذي يجمل منطقة المعز لدين الله الفاطمي، مباني عالية يبلغ ارتفاعها أكثر من 20 مترا وتشبه الجوامع في تصميمها، وزخرفة على الجدران، تواريخ صممت بخط اليد حتى شكك المؤرخون في رسمها لدقتها وجمالها.
اقرأ أيضًا: جولة متحف كفافيس .. رحلة إلى قلب الحضارة اليونانية
المعجزة المعمارية:
تكثر المعالم الجمالية بداخل الأثر الإسلامي والذي كان سببا في اندهاش الكثيرون، وعندما تدخل إلى مجمع قلاوون تجد في المقدمة باب كبير يصل ارتفاعه لأمتار عديدة، ثم تدخل لتجد ساحة واسعة مبنية من الأحجار الصفراء والبيضاء، ثم المبنى من الداخل يشبه المساجد الكبيرة من طريقة تنوع تصميمات الزخارف على الجدران واتساع صالة الاستقبال، ووجود الكثير من الإضاءات القديمة وكذلك الفوانيس.
وصمم هذا البناء 300 أسير في عهد الدولة الفاطمية، وكانت البيريمستان سببا في إنشاء هذا المبنى، إنه عندما سافر قلاوون في بعثة إلى دمشق أعجب بالمستشفى وقرر أن ينشئ واحدة في مصر، عندما يصبح ملكا عليها، كما انشأ هذا المبنى لأنه كان يحب شراء المماليك من دول الشام ودمشق ويسكنهم هذا البناء.
ويعد ضريح مجمع قلاوون ثاني أجمل ضريح في العالم بعد تاج محل في الهند، وذلك لأنه يتكون من قبة تشبه قبة الصخرة قد يصل ارتفاعها إلى 35 مترا، أقيمت على أربعة أعمدة من الجرانيت يزينها طلاء الذهب، كما يوجد عليها من الخارج كتابات بخط الثلث عن المنشئين والمصممين والمهندسين والعاملين أيضا في عهد دولة المماليك.
اقرأ أيضًا: “محافظة المنيا” كنوز ومزارت سياحية في انتظارك
ماهي أوجه الاستفادة من زيارة مجمع قلاوون أو المجمعات الإسلامية في مصر؟
1. تعد زيارة المعالم الإسلامية هي فرصة جيدة للتعرف على الحضارات السابقة، إن هذه الحضارة والثقافة استمرت لسنوات عديدة وقد تصل إلى قرون أيضا، كما أن التاريخ الإسلامي ممتلئ بالكثير من القصص والعبر التي تحث المجتمعات على التعمير والسلام على مر العصور.
2. يساعدك على التعرف على المعمار الإسلامي ومدى عظمته، فعندما تشاهد المباني الإسلامية تأخذك إلى عالم تخيل البناء والمهندسين، وقد تتعجب من تميز هذه العمارة والفنون في عصر المماليك.
3. التعرف على القصص المثيرة لملوك العصور القديمة، والحروب التي قاموا بها لحماية وانتشار الإسلام حول العالم، كذلك معرفة روايات التنازع على الحكم وفترات القوة والضعف عند المسلمين.
من هو قلاوون؟
قلاوون هو أحد ملوك دولة المماليك ويسمى السلطان محمد بن قلاوون، وحكم لمدة قرن من الزمان، وحارب الكثيرون على حكم مصر وكان يتمتع بمستوى عالي من الذكاء، لذلك عزيزي القارئ يجب عليك الذهاب إلى هذا المجمع والاستمتاع بمشاهدة المعمار الإسلامي القديم.
اقرأ أيضًا: يضم مخطوطات عبدالوهاب الفنية.. كنوز وأسرار متحف أحمد شوقي