خروجتنا

“مقاهي ثقافية” شهدت على لحظات أعظم الأدباء والفنانين ومازال صداها يتردد.. تعرف عليها

تحتل المقاهي الثقافية في مصر مكانة عظيمة ومؤثرة، فقد شهدت على لحظات الأدباء العباقرة، الذين تركوا في قلوبنا أثرًا لا يمحى مهما طال الزمن، حتى فقدت تلك المقاهي صحبتهم ذات الروح المبهجة المليئة بالحب.

فمهما مر من سنوات طويلة، يبقى اسم الأديب الذي تراقصت ضحكاته في أرجاء المقهى، خالد لا يفنى، فمنها قهوة الفيشاوي، وريش وزهرة البستان وغيرها من المقاهي، فكانت من أبرز واجهات الأدباء، التي انطلقت منها معظم أعمالهم، حيث كانت فرصة غنية لتلاقي المثقفيين، وتبادل الحوار والخبرات الأدبية والفنية.

بالإضافة إلى مشاركة الآراء حول بعض الكتابات المطروحة، كما اجتمع فيها فنانين الخمسينات والستينات، الأمر الذي جعل لحظات الالتقاء في المقاهي فارفة في حياة بعضهم، وساهمت في بزوغ مشوارهم الفني، لذا تصطحبك منصة “كلمتنا نحو رحلة نوستالچيا، لروح الأدباء والفنانين والمثقفين في تلك المقاهي، التي يتراوح عمرها ما بين 70 إلى 100 عام، وما هي الحكاية التي تكمن ورائها.

اقرأ أيضًا: من عباس العقاد إلى كلوت بك.. ما السر وراء أسماء الشوارع المصرية

مقهى ريش

يحمل مقهى ريش الواقع في وسط القاهرة، طابع فريد بين طياته، حيث صمم ليحاكي مقاهي باريس الشهيرة، فقد استقبلت أبوابه ورحبت جدارنه بحفاوة، بالأدباء والمثقفين واعتبر وجهتهم الراقية ذات الروح الخلابة المدهشة.

فكانت دومًا تستعد وتتأهب لزيارة الأديب نجيب محفوظ، يوسف إدريس، صلاح جاهين، أمل دنقل وثروت أباظة وغيرهم من المثقفين المؤثرين، فكان نجيب محفوظ، يلقي ندوة إسبوعية عصر كل جمعة، يحضرها كبار سياسيين المنطقة العربية، كما تعرف على معظم الكتاب في مقهى ريش، وولدت بينهم صحبة تحمل الكثير من الرقي والثقافة والمتعة في أعماقها.

حيث اشتهر نجيب محفوظ بأنه كان يجوب المقاهي، منعًا للالتقاء في بيته من أجل خصوصية العائلة التي حافظ عليها حتى وفاته، كما انطلق من ريش مجلةالكاتب المصري، التي عُين طه حسين رئيس تحريرها، بالإضافة إلى مجلةالثقافة الجديدةبرئاسة تحريررمسيس يونان، وكانت مقر ندوات عباس العقاد وتوفيق الحكيم.

كما عشقته كوكب الشرق أم كلثوم، واعتادت قهوته بنكهة الحب والرقي، وهي واستاذها الملحن أبو العلا، وكذلك أمل دنقل الشاعر المصري القومي، ونجيب سرور شاعر العقل، والروائي والصحفيجمال الغيطاني، حيث زُين جدران المقهى بصورهم جميعًا.

ليعتبر مقهى ريش بدوره مكان ولادة أعرق الأعمال الفكرية والأدبية التي لازال صداها يتردد حتى هذه اللحظة، فقد حظي على شعبية كبيرة آنذاك، زاره العديد من المثقفيين، للجلوس برفقة كوب القهوة وبدء الغوص في كتابة أعمالهم الفارقة.

مقهى زهرة البستان

نظرًا لاعتبار ذلك الشارع ملتقى الأدباء، فيقع مقهى زهرة البستان في الممر المجاور لريش، فكان يقبل عليه قديمًا نخبة من أبرز الشعراء والفنانين والأدباء، حتى علقت لافتة على المقهى كُتب عليهاملتقى الأدباء والفنانين“، ومن أشهر رواده علاء الأسواني الذي كتب رواياتهشيكاغووعمارة يعقوبيانعلى طاولات مقهى البستان برفقة كوب القهوة خاصته.

كما اعتبر يوسف إدريس أحد زوار البستان، ومحمد عفيفي مطر، بالإضافة إلى الأديب مكاوي سعيد الذي روى عن المقهى في كتابه القاهرة وما فيها“، كما عُرف نجيب محفوظ بإلقائه لعدة ندوات مختلفة فيها يوم الثلاثاء من كل إسبوع، وأطلق عليه الشاعر أمل دنقلالعمق الاستراتيجي لريش“.

اقرأ أيضًا: يوسف إدريس .. صاحب الكتابة الواقعية الإنسانية الذي لُقب بـ “تشيخوف العرب”

مقهى متاتيا

الذي كان يقع قرب ميدان العتبة في حديقة الأزبكية بجوار دار الأوبرا القديمة، واعتبر مجلس لأهم الأسماء الثقافية في تاريخ مصرالسياسي والفكري، فكان جمال الدين الأفغاني يلقي فيها خطب دينية وسياسية.

بالإضافة إلى سعد زعلول، وعباس العقاد وأحمد شوقي والإمام محمد عبده ومحمود سامي البارودي وغيرهم من نجوم الأدب والثقافة والتاريخ، ولكن دفنت ذكريات هؤلاء العظماء تحت التراب مثلما رحلوا جميعًا، فقد تم هدم المقهى عام 1999، وكأنه أبى البقاء دون أهم رواده.

الأدباء

مقهى الفيشاوي

مقهى الفيشاوي في الحسين، الذي يعد من أعرق المقاهي المصرية ذات الشعبية التي امتدت على مدار أجيال طويلة، حيث تأسس منذ أكثر من 225 عام، على يدفهمي علي الفيشاوي“، وبالإضافة إلى أنه يعتبر مزارًا سياحيًا، كان ملتقى الفنانين والأدباء قديمًا، ومن أشهرهم نجيب محفوظ، الذي كان المقهى مصدر إلهامه لبعض شخصيات رواياته.

فولدت روايتهبين القصرين، بين جدران المقهى وروحه ذات الطابع المصري الأصيل، كما شهد المقهى على وجود محمد عبدالوهاب، فريد شوفي، كمال الشناوي، والست أم كلثوم وغيرهم من الفنانين والأدباء.

الأدباء

مقهى الحرية

يعد واحدًا من أشهر المقاهي ذات الطابع الشعبي في القاهرة، كانوا رواده من السياسين والفنانين، الذي أثروا وأحدثوا نهضة كبيرة في تاريخ السنيما المصرية، وتركت أعمالهم أثر بالغ في قلوب المشاهدين، ومن بينهم الفنان أحمد رمزي، رشدي أباظة وشكري سرحان.

كما كانت تستقبل أبوابه أشهر زائريها وهو الرئيس الراحل أنور السادات، وأيضًا الظباط الأحرار، حيث أقيم مقهى الحرية على أنقاض منزل أحمد عرابي في باب اللوق، فمن قبل أن يبنى، اعتبر ذات تاريخ يحاكي أجيال ممتدة حتى النهاية.

اقرأ أيضًا: الأحياء الشعبية في مصر القديمة.. اعرف حكايتهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى