قهوة العلوم

من وادي الحيتان عدنا 43 مليون سنة.. باكتشاف الحوت “فيموسيتس أنوبيس”

لازالت أسرار الحياة الفرعونية تروى لنا بعد حضارة 7000 سنة، تارةً في قطع آثرية وتارةً أخرى في مياة النيل والبحيرات، يبهرنا تاريخ مصر، حين نكتشف أنه لازال يعيش في مياهها،حوت برمائي يرجع تاريخه إلى 43 مليون سنة.

في بيان صدر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالتعاون مع وزارتي البيئة والتعليم العالي، أوضح فيه أن هذه المرة الأولى التي يكتشف فيها فريق عربي مصري نوع جديد من الحيتان، واكتشف فريق الحفريات بإشراف د.هشام سلام للحفريات الفقرية نوع من الحيتان البرمائية التي كانت تعيش في مصر قبل 43 مليون سنة.

 

الدراسة التي قام بها الطالب عبدالله جوهر، طالب الماجيستير في كلية العلوم، جامعة المنصورة، الفريق أطلق اسم “فيموسيتسي” نسبة للفيوم وهو المكان الذي اكتشف فيه، “أنوبيس” نسبة إلى إله الموت عند الفراعنة.

استغرقت الدراسة 4 سنوات متصلة حدث فيها مقارنة ما بين أنواع الحفريات، وهي ليست المرة الأولى التي يكتشف فيها الفريق البحثي لد.هشام سلام نوع من الحفريات، منذ3 سنوات اكتشف الفريق نوع ديناصور أطلقوا عليه اسم جامعة المنصورة وسمي ” منصوراسوروس”

يمتلك هذا الكائن البرمائي العديد من الخصائص التشريحية التي مكنته من التعايش إلى ذلك الوقت، والحوت يبلغ طوله 3 أمتار، ويزن نحو 600 كجم، كما أثبتت الدراسات والأبحاث إلى وجود العديد من الحيتان القديمة في منخفض الفيوم، مضيفًا أنها منطقة مهمة لدراسة الحيتان وتاريخ تطورها.

وأوضح البيان أن هذا الاكتشاف المهم يمثل إضافة لدراسات التراث الطبيعي المصري والأفريقي حول الحفريات، وخاصة حفريات الحيوانات القديمة، والتي تساهم يوماً بعد يوم في كشف العديد من الألغاز العلمية المهمة، ويُعد توثيق هذا النوع الجديد من الحيتان البرمائية نقطة محورية في فهم تطور الحيتان.

وادي الحيتان.. شاهد على حضارة 45 مليون سنة: 

يقع وادي الحيتان داخل محمية وادي الريان والتي تغطي مساحة 1759 كيلومتر بمحافظة الفيوم على بعد 180 كيلومترا من القاهرة، وعثر بها على 10 هياكل كاملة لحيتان كانت تعيش في المنطقة، قبل نحو 40 مليون سنة حيث كانت جزءا من محيط كبير يشمل

كما يشتهر وادي الحيتان بوجود حفريات كاملة، تعج بها المنطقة من قبل 40 مليون سنة، عندما كان الوادي يقع تحت محيط ضخم، “بحر تيث” بلإضافة إلى حفريات كثيرة يمكنك رؤيتها في المتحف المفتوح، الذي يتيح لك فرصة رؤيتها مع الحفاظ على عدم المساس بها حفاظًا عليها.

تم اكتشاف حفريات وداي الحيتان عام 1903، بواسطة عالم الآثار بيد تل من خلال المسح الجيولوجي، وقد عثر على الحوت المسمي “الباسيلوسورس إيزيس” التي يصل طولها إلى 18 متر، والحوت “الدوريودون اثروكس” وهو أقل حجمًا وصنفت كأنواع جديدة من الحيتان، وموجودة في متحف التاريخ الطبيعي بلندن 1902.

عام 1989 اكتشف فريق العمل المكون من مصريين وأمريكيين أول عينات مائية لهيكل الحوت الباسيلوسورس والدوريودون أثروكس، عام 1996 تم اكتشاف أحفورة حوت أخر يبلغ 6 أمتار وهو “اتشيرنوس سيمونس” وعام 2006 تم اكتشاف أول حفرية من الثدييات البحرية وهي من أجداد الفيلة.

ويعتبر وادي الحيتان من المواقع الاستراتيجية لتناول استكشاف الحياة القديمة وتاريخ الحفريات، نظرًا لوجود عدد كبير من الحفريات عالية الجودة، قد تصل إلى أكثر من 400 حفرية للهياكل العظمية، واكتشاف تاريخ تطورها عبر الزمن من حيوانات بحرية إلى حيوانات أرضية.

وتعتبر وادى الحيتان من أفضل المناطق وأكثرها تركيزًا في مجال الحفريات مقارنة بغيرها، وهي منطقة ذات جذب تمثل أهمية كبيرة من التراث العلمي، وكان يطلق على وادي الحيتان “قارة جهنم” لإحتوائها على عدد كبير من البحيرات الصناعية.

400 حفرية تروي قصة الأرض منذ 40 مليون سنة:

 

محمية وادي الحيتان تم تصنيفها كموقع للتراث العالمي لليونسكو، باعتباره يقدم أهم دليل علمي لتفسير واحد من أعظم أسرار تطور الحيتان، فقد أثبتت الأبحاث أنه لا يوجد مكان آخر في العالم ينتج عنه عدد هذه الأحافير ونوعيتها، بل وتركيزها في موقع واحد، والذي يبعد عن القاهرة بحوالي 150 كيلو متر، وتبعد أكثر من 90 كيلو متر عن مدينة الفيوم، وتقترب كثيراً من محمية وادى الريان، وتبلغ مساحتها 400 كيلو متر مربع، وتقع في منطقة صحراوية نائية في الشمال الغربي بالقرب من سفح جبل جهنم.

تضم بيئة وادي الحيتان العديد من الكائنات النادرة والمهددة بالإنقراض، ومنها الغزال الأبيض، الغزال المصري، ثعلب الفنك، ثعلب الرمل، والطيور المهاجرة النادرة مثل صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر والعقاب النسارى وأنواع أخرى من البط والسمان والتفل وغيرها، بالإضافة إلي النباتات البرية مثل الأتل والرطريط الأبيض والعاقول والسمار والغاب والبوص والغردق والحلفا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى