ريادة أعمال

من هو الطرف الثالث صاحب نجاح سلسلة “ماكدونالدز” الحقيقي؟

من منا لا يعرف سلسلة مطاعم ماكدونالدز للوجبات السريعة، تلك السلسلة التي استطاع مؤسسها غزو القلوب وتحقيق النجاح وهو في الخمسين من عمره، لتصبح قصة نجاحه وكفاحه نموذجًا يحتذي به العديد من رواد الأعمال، بعد أن أصبحت علامته التجارية “ماكدونالدز” من أشهر وأهم الشركات العالمية في مجال تصنيع المواد الغذائية.

في الوقت الذي يعتقد الجميع أن الأخوين ماكدونالدز هما من أسسا تلك السلسلة الشهيرة وكانا السبب في نجاحها الذي وصلت إليه اليوم، إلا أن الحقيقة هو وجود طرف ثالث كان السبب في الوصول إلى العالمية، وفي السطور التالية تقدم منصة “كلمتنا” قصة كفاح مؤسس ماكدونالدز الذي كافح ليمتلك مشروعه الخاص والوصول إلى القمة.

ولد راي كروك عام 1902 في ولاية شيكاغو الأمريكية، وبدأ رحلة كفاحة في العمل منذ كان شابًا صغيرًا وعمل في العديد من المهن، فعندما كان في الخامسة عشر من عمره عمل سائقًا في الصليب الأحمر أثناء الحرب العالمية الأولى، ثم بعد ذلك مر بالعديد من محطات العمل بداية من عمله بائع أكواب ورقية، حتى أصبح عازفًا للبيانو وعضو فرقة موسيقية.

ماكدونالدز

اقرأ أيضًا: مؤسس “كنتاكي” .. رحلة نجاح تثبت أن العمر ليس عائقًا

طموح ونجاح:

عندما بدأ راي كروك في أحد المطاعم بالإقليم الأوسط الشمالي الشرقي التقى برجل يدعى “إيرل برينس” والذي كان يتملك ماكينة اخترعها لمزج المشروبات وصبها يبيع عليها “الميلك تشيك”، ليقنعه كروك بالعمل على الماكينة والتجول بين المدن في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان أهم شخصين يشتريان منه دائمًا هما الأخوان ماكدونالدز.

وفي أحد المرات طلب الأخوان ماكدونالدز منه شراء أكثر من 8 ماكينات للمشروبات ليتم استخدامهم في مطعمهما، ذلك الأمر الذي جعله يذهب إليهما فيه، وعند دخوله المطعم انبهر كروك من النظام المتبع فيه والذي كان غير تقليدي، فقد كان يعتمد على خدمة العميل نفسه، ذلك الأمر الذي لم يكن منتشرًا في ذلك الوقت.

ولأن كروك يسعى دائمًا للنجاح وتطوير نفسه عرض عليهما التوسع في المطعه ليصبح سلسلة كبيرة، وبالفعل بدأ تحمل مسئولية التوسع وحاول التواصل مع والت ديزني مؤسس مدينة ديزني لاند، وذلك من أجل إقامة مطعم ماكدونالدز في مدينته ولكنه تجاهل الرسالة ولم يرد عليها، وبالرغم من ذلك لم ييأس وظل يراسل العديد من الشركات الأخرى.

ماكدونالدز

اقرأ أيضًا: محمود العربي| بدأ رحلته ب 40 قرشا ليبني إمبراطورية اقتصادية على أرض مصر

تأسيس سلسلة ماكدونالدز:

استطاع كروك أن يحقق أحلامه عندما أنشا شركة أنظمة ماكدونالدز عام 1955 بعد أن تخطى سن الخمسين، تلك الشركة التي تحولت إلى مؤسسة بعد 5 سنوات فقط، كما أنه حصل بعدها على حق الامتياز التجاري أو ما يسمي بـ “الفرنشايز”، وهو عبارة عن عقد تجاري بين طرفين يمنح الطرف الأول حق الفرنشايز للطرف الآخر مقابل نسبة من المبيعات، وينجم عن هذا التعاقد عمل تراخيص وتوكيلات تجارية لتوزيع منتجات الشركة.

وافتتح كروك أول مطعم لماكدونالدز في شيكاغو، وبدأ في التوسع وإنشاء العديد من الفروع حتى أصبح لديه أكثر من 200 مطعم بحلول عام 1960، وبالرغم من ذلك لم يكن يحصل على الكثير من الأرباح، وذلك بسبب تعاقده بالفرنشايز، وكان يحصل على 1.9% من إجمالي المبيعات، بينما كانت تذهب نصف هذه النسبة إلى الأخوين ماكدونالدز في السنة الأولى، قبل شراء حصتهما كاملة، ليصبح هو الطرف الثالث السبب في تحقيق نجاحًا كبيرًا وتصل سلسلة مطاعمه إلى العالمية.

وأثناء بحثه على طريقة لجني أرباح كثيرة قابل هاري سونينبورن، الذي كان شخصًا عبقريًا في عالم المال والأعمال، وشرح له كيفية جني الأرباح عن طريق الدخول إلى مجال آخر إلى جانب بيع البرجر، وبالفعل أسس كروك شركة عقارية لبيع وتأجير الأراضي، وأصبح يؤجر الأراضي لمن يريد الحصول على حق الفرنشايز من سلسلة مطاعم ماكدونالدز، فكان المستأجرون إما أن يدفعوا الإيجار، أو نسبة 1.9% من إجمالي المبيعات.

ماكدونالدز

إدارة منظمة:

اتبع راي كروك في سلسلة مطاعم ماكدونالدز قواعد معينة وخطط مبتكرة، فقد كان يهتم بأجواء العمل والتفاصيل الدقيقة والإدارة المنظمة، ووضع قواعد صارمة لكيفية إعداد الطعام ليتبعها ممنوحو الفرنشايز، تشمل أحجام القطع، وأساليب الطهي وأوقاته، والتغليف، كما وضع خطة مبتكرة في إدارة المطاعم، فكان يضع الوزن اللازم لكل مكونات وجباته، بالإضافة إلى إشرافه على كيفية تنظيف المطعم، الأمر الذي يعتبر سرًا من أسرار نجاحه الكبير في الإدارة.

وكان كروك يسعى إلى الوصول إلى القمة والعالمية، ذلك الأمر الذي جعله يهتم بكافة التفاصيل الدقيقة في مطاعمه، كما أنه أنشأ مركزًا للتدريب على طريقة إدارة المطاعم الشهيرة، وحقق المركز نجاحًا كبيرًا، ليصبح اسمه “جامعة البرجر”، والتي تعطي درجة علمية في علوم البرجر والبطاطس الفرنسية.

اقرأ أيضًا: “سويتشيرو هوندا”.. قصة نجاح بدأت من المعاناة لتصل إلى صناعة المعجزات

نجاح باهر:

بدأت سلسة مطاعم ماكدونالدز في التوسع أكثر وأكثر حتى وصلت إلى أكثر من 500 مطعم بحلول عام 1963، لتحقق نجاحًا باهرًا، وفي عام 1965 طرح كروك أسهم شركته في البورصة لكي تكون أول شركة تعمل في مجال الوجبات السريعة تطرح أسمهما بالبورصة الأمريكية، وذلك بسبب كثرة النجاحات المتواصلة، مما ساعده في الحصول على سيولة مالية كبيرة، ساعدته في استمرارية التوسع والانتشار.

وفي عام 1972 بدأت سلسلة مطاعم ماكدنالدوز التوسع خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت بداية التوسع في إنجلترا لينتقل كروك بعدها إلى باقي الدول، ولم يكتفِ راي بالعمل في مجال الوجبات السريعة فقط، بل إن مؤسسته دعمت العديد من الأبحاث لعلاج الكحوليات ومرض السكري، كما تم إنشاء مؤسسة رونالد ماكدونالدز الخيرية، بالإضافة إلى أن راي كان المتبرع الأساسي لمدرسة الطب في دارتموث، وفي عام 1984 توفي كروك مؤسس سلسلة مطاعم ماكدونالدز بسبب قصور في القلب.

اقرأ أيضًا: “سويفل” .. من “هنا الشباب” إلى أنجح الشركات الناشئة في “ناسداك”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى