«هنري فورد».. من المزرعة إلى سوق السيارات الأمريكي
أصبحت الحياة الصناعية والتعامل مع الآلات جزءً من حياة البشر من بدايات القرن الماضي وبالتحديد في الدول الأوربية والأمريكية، حيث انطلقت في هذه الفترة بوادر الثورة الصناعية في أنحاء الدول الأوروبية، وخرج العلماء والأدباء والفلاسفة ورواد الأعمال في شتى المجالات.
وفي 30 يوليو عام 1863، وبالتحديد في ولاية ميشيغان من إحدى الولايات المتحدة الأمريكية، ولد في ذلك شخصية صناعية من الطراز الأول، خرج إلينا أحد رواد الأعمال الأمريكيين في مجال صناعة السيارات، هو “هنري فورد” صاحب شركة فورد لصناعة السيارات، والتي تعد من الشركات الرائدة في صناعة السيارات حاليا.
اقرأ أيضًا: “سويتشيرو هوندا”.. قصة نجاح بدأت من المعاناة لتصل إلى صناعة المعجزات
وكانت بدايات مؤسس شركة فورد في عام 1908، عندما قام بتجميع قطع السيارات الداخلية، وعمل على تطوير مجال التجميع، واستطاع من خلال تجميع الخردة والقطع القديمة أن يؤسس أولى السيارات وهي ” فورد موديل T”، وقام بعد هذا التصنيع بتصميم العديد من السيارات والآلات وقطع الغيار، واستطاع من خلال طموحاته وشغفه في المجال أن ينشئ أول مصنع لتصنيع السيارات.
نبوغ هنري فورد
ولد صانع السيارات هنري فورد في إحدى مزارع ميشيغان حيث كان والده يعمل مزارعاً، وذات يوم أهداه والده ساعة جيب، وقام الطفل هنري بتفكيك الساعة وإعادة تركيبها مما أثار إعجاب أصدقائه وجيرانه وظل أصدقاؤه يطلبون منه تصليح ساعاتهم، حتى احترف هنري المهنة وأصبح مشهوراً بين أبناء بلدته، وكان هنري رافضا لمعيشة عائلته والعمل في الزراعة، وقرر في عمر ال 16 أن يذهب للعمل في الصناعات الميكانيكية وصناعة السفن، ثم تعلم تشغيل وصيانة المحركات البخارية، ولكونه محبا للمعرفة والتعليم أتقن المحاسبة.
اقرأ أيضًا: “فيراري” .. القصة وراء أشهر سيارة رياضية.. لن تصدق البداية
بدايات هنري في صناعة السيارات
كانت بداية هنري تحمل الكثير من الصدف، حيث بعد عمله في المكيانيكا وصناعة السفن، تزوج هنري من كلارا ، ولكن عاد ليعمل بالزراعة للإنفاق على زوجته وطفله الصغير، ثم أعلنت شركة أديسون للإنارة عام 1888 عن حاجتها للمهندسين، وهنا كانت بداية هنري فورد حيث عمل بها كمهندس ميكانيكا، مما شجعه على تنمية موهبته ومهارته، بصنع سيارة ذاتية الدفع مما أثار إعجاب توماس أديسون وطلب منه صنع عربة متطورة ومختلفة الشكل عن السابقة.
هنري ودخول سوق الأعمال
في عام 1903 وبعد محاولات وتجارب عدة في مجال صنع السيارات تمكن هنري من إنشاء شركة “فورد للسيارات”، والتي كانت أولى نجاحاتها في مجال السيارات ” فورد موديل T”.
والتي حققت منذ عام 1903 حتى 2011 مبيعات مرتفعة بين سوق السيارات وتصل إلى 100% لسنوات عديدة، وبعد أعوام كثيرة قرر الملياردير هنري فورد منح نسبة من الأرباح إلى الموظفين، كما ساهم هنري في مجال التنمية البشرية وتحسين سلوك الموظفين من خلال تأسيس الشؤون الاجتماعية الذي يتابع سلوكيات الموظفين بالمؤسسة.