ما هي الدوافع وراء رغبة الطالب الجامعي في الشهرة؟
في السنوات الأخيرة أصبح الظهور والشهرة رغبة عند الكثير من الأفراد وبالتحديد في سن الشباب، حيث إن مواقع التواصل الاجتماعي جعلت العديد من الشباب يسعون للشهرة وتحقيق المشاهدات والحصول على حب الجماهير، ولكن لم يتوقف الأمر عند منصات التواصل الاجتماعي بل إن الأفراد أصبحوا يعملون على الظهور بين الناس من خلال التفوق أو خفة الظل أو التميز في لغة مختلفة أو الحصول على الشهادات العالية ونشرها على التطبيقات الاجتماعية.
ولكن هل لا تدرى عزيزي القارئ ما هي الأسباب الأساسية وراء هذه الظاهرة؟، هل الرغبة الدائمة في الحصول على التقدير أم أنه مرض نفسي؟، هل هذه النتائج المترتبة على استخدام منصات التواصل الاجتماعي؟، هل أصبحت تتحكم في عقول ومسار الطلاب وطرق التفكير الخاصة بهم.
اقرأ أيضا: انفصلت عن “الألسن” وتصدرت القمة.. رحلة كلية الحقوق تاريخياً
هذا على الصعيد التكنولوچي الذي أثر على الحياة الواقعية، ولكن من الناحية العملية ظهرت الشهرة وحب الظهور بين الأفراد بأشكال مختلفة، حيث إن الطلاب في المرحلة الجامعية أصبحوا يسعون للتميز بين زملائهم باختلاف الطرق، هناك من يعمل على التميز والظهور من خلال التفوق والانتظام في الفترة الدراسية، وهناك من يسعى للتميز والظهور ولكن من خلال المشاغبة وخفة الظل وافتعال المشكلات، أى تختلف الطرق ولكن الهدف واحد.
تعرض لكم منصة “كلمتنا” في التقرير التالي، الأسباب العلمية لحب الطلاب للشهرة والظهور في المرحلة الجامعية، وكذلك ما هي الإيجابيات والسلبيات التي تعود على الطالب في هذه المرحلة؟:
ما هي الأسباب العلمية لحب الشهرة؟
تعددت الدراسات النفسية التي أجريت حول حب الظهور والشهرة في السنوات الأخيرة، ولم يكن ذلك على الطلاب فقط بل جاء التحليل على جميع سكان العالم الذين أصبحوا يسعون لأهداف مختلفة عن الماضي، حيث أصبحت الشهرة والمال والجمال والتقدير هم أفكار معظم أفراد العالم وكذلك الطلاب، ولكن اختلفت العديد من القيم والعادات والنظم التي كانت تتبعها المجتمعات، لم يعد العلم الوسيلة الأساسية للتميز بل تغيرت أساليب الظهور والتميز عند الطلاب الأمر الذي وضع الظاهرة تحت مختبر التساؤل والتحليل في ماذا يشغل عقل الطلاب وما رغباتهم من الشهرة والضوضاء؟، ولقد دارت الأسباب النفسية حول:
اقرأ أيضا: هل الوعي الثقافي يؤثر في بناء شخصية الطالب في المرحلة الجامعية؟
الأسرة:
تعد الأسرة والعائلة التي تجعل الفرد يرغب في الظهور ورؤية التقدير من الآخرين، حيث عندما ينشأ الطالب في مجتمع يمتلئ بالصراعات وقلة التفاهم، سرعان ما يخرج إلى المجتمع الخارجي أو التواصل الاجتماعي، لكونهم استطاعوا أن يعطون له التقدير والحب الذي كان يرغب بهما، في الآونة الأخيرة أصبحت الأسرة المصرية تسعى لجمع الأموال من أجل الأبناء مما شكل خللا كبيراً في التربية، جعل الأبناء يهربون من المنزل إلى الشاشة الإلكترونية والأصدقاء، وغاب الدور الرقابي لهما على أبنائهم، لذلك على الأباء والأمهات متابعة أبنائهم في مرحلة المراهقة لأن هذه الفترة قد يحتاج الشاب أوالفتاة إلى التوعية والحديث أكثر من المال والمقتنيات.
سحر التكنولوجيا:
من ناحية أخرى أصبح لتطور التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي سحر خاص، حيث أن المؤثرات الحديثة من تقنيات الفديوهات وارتفاع مستوى الإعلانات جعل العديد من الأشخاص يرغبون في العمل بهذه المجالات والتي تتطلب مواهب معينة مثل الغناء وخفة الظل والتصوير، حيث إن جعلت هذه التطورات الحديثة الطلاب في رغبة دائمة لتقليد المعروض، كذلك في أسلوب الدراسة الجامعية، لذلك يجب أن تعرف عزيزي الطالب أن هذه المؤثرات ما هي إلا أشكال لجذبك إليها، حيث يضع مروجي وسائل التواصل الاجتماعي مجهودا كبيرا في صنع العمل حتى يحصل على المشاهدات ويلفت الأنظار إليه.
اقرأ أيضا: هل الوعي الثقافي يؤثر في بناء شخصية الطالب في المرحلة الجامعية؟
كما يوضح استشاري علم النفس أن الرغبة في الشهرة في المرحلة الجامعية غريزة نفسية واجتماعية حيث دائما ما ترغب النفس في تقديرها والاستماع إلى التعليقات المستمرة، ولكن قد يوجد بعض السلبيات لحب الشهرة والظهور بين الناس حيث إن الحصول عليها في سن المراهقة وبالتحديد في هذا العمر يجعل الشباب أو الطلاب في حالة غرورمستمر واستعلاء على الآخرين وذلك لكونه أصبح مشهورا على إحدى المنصات الإلكترونية، كما تعمل الشهرة على القضاء على تعليم الطالب في هذه المرحلة وذلك للكثير من الأفكار الخاطئة والعادات الغربية التي غزت خلايا عقله.