بطل المصارعة وصهر الوزراء “يوسف وهبي”.. لماذا برع في أدواره؟
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير يوسف وهبي عملاق المسرح وأحد أعمدة الفن ورواده، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1982م، بعد إعطاءه للفن الكثير في كل مجالاته المختلفة “تمثيل وتأليف وإنتاج وإخراج مسرحي وسينمائي” وقضى حياته عاشقاً للفن حتى آخر لحظاته.
نشأته:
وُلد يوسف وهبي يوم 17 يوليو 1898م في مدينة الفيوم، وكان والده (عبدالله باشا وهبي) يعمل مفتشًا للري بالفيوم، بدأ تعليمه في كُتاب “العسيلي” بمدينة الفيوم، ودرس بالمدرسة السعيدية بالجيزة ثم بالمدرسة الزراعية بمشتهر، وعمل مصارعًا في (سيرك الحاج سليمان) حيث تدرب على يد بطل الشرق في المصارعة وقتها (عبدالحليم المصري)، تزوج يوسف وهبى ثلاث مرات الأولى من الممثلة الإيطالية “إلينا لوندا” التي تعرف عليها في بداية حياته وأثناء دراسته في إيطاليا، لكن انفصلا بسبب غيرته عليها، والزوجة الثانية “عائشة فهمي” ابنة علي باشا فهمي وكانت تكبره في السن، وكان بينهم علاقة حب طويلة خاصة بعدما ساعدته عندما أوشك على الإفلاس فتدخلت لإنقاذه، وانفصلا أيضا بسبب غيرته، ثم تزوج من صديقتها “سعيدة منصور” واستطاع أن يستعيد مجده ويكون ثروة ويبني قصرًا كبيرًا عاش فيه معها حتى وفاته.
مسيرته الفنية:
شغف وهبي بالتمثيل لأول مرة في حياته عندما شاهد فرقة الفنان اللبناني “سليم القرداحي” بمحافظة سوهاج، وبدأ هوايته بإلقاء المونولوجات وأداء التمثيل بالنادي الأهلي والمدرسة، سافر إلى إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى وتتلمذ على يد الممثل الإيطالي “كيانتوني”، وعاد إلى مصر عام 1921م بعد وفاة والده، وانضم للعمل في فرقتي “حسن فايق” و”عزيز عيد” كبداية لحياته الفنية على سبيل الهواية وليس الاحتراف، لكن واجهت هذه الفرقة العديد من المشاكل المالية، وتكفل وهبي بتمويل هذه الفرقة.
اقرأ أيضًا: أشهر أغاني “وديع الصافي”.. إحداهن منحته الجنسية المصرية
تأسيس فرقة رمسيس:
أسس وهبي فرقة “رمسيس” مع عدد من الممثلين الكبار من بينهم “عزيز عيد” و”مختار عثمان” و”حسن رياض” وأُفتتح المسرح في 10 مارس 1923م، وبدأت الفرقة بمسرحية “المجنون كباكورة” حيث عُرضت على مسرح راديو سنة 1923م، ويعتقد البعض أن يوسف وهبي هو الذي أدخل فكرة الموسيقى التصويرية قبل رفع الستار التي لم تكن معروفة إلا في أكبر المسارح في العالم، اهتم وهبي بتوعية جمهور المسرح، وتغيير الاهتمام بالمسرح الهازل إلى الاهتمام بالفن والمسرح الجاد، ومنع التدخين بقاعات العرض، واحترام مواعيد رفع الستار، والالتزام بالنص وتنفيذ تعليمات المخرج.
دخوله عالم السينما:
أنشأ وهبي شركة سينمائية باسم “رمسيس فيلم” التي بدأت أعمالها بفيلم زينب سنة 1930م وكان من إنتاجه، وعام 1932م أنتج فيلم “أولاد الذوات” وكان أول فيلم عربي ناطق وكان مقتبساً عن إحدى مسرحياته الناجحة، وكتب بعدها فيلم “الدفاع” عام 1935م وأخرجه بنفسه بالتعاون مع المخرج “نيازي مصطفى” وقام بتلحين أغاني هذا الفيلم، وبدأ بعد ذلك في تقديم ثنائي ناجح مع المطربة والممثلة “ليلى مراد” وشارك معها في ثلاث أفلام متتالية.
اقرأ أيضًا: “كامل كيلاني”.. رائد أدب الطفل في مصر
الربط بين السينما والمسرح(1948_1953):
بدأ وهبي بتقديم مسرحية “الصهيوني” عام 1948م مع أمينة رزق، فؤاد شفيق، نجمة إبراهيم، حسن البارودي، وقُدمت المسرحية على مسرح دار الأوبرا الملكية، وكانت تدور قصتها حول حوادث جاسوسية، وفي نفس العام قدم يوسف وهبي فيلم “رجل لا ينام” كان الفيلم من إخراجه وبطولته بالاشتراك مع “مديحة يسري” و”فريد شوقي”، واستمر بعد ذلك بنفس طريقة العمل والربط بين السينما والمسرح في أعماله المختلفة.
ممثلون ارتبط اسمهم بيوسف وهبي:
لكل نجم طاقم عمل محدد من الممثلين يرتاح في العمل معهم في أغلب أعماله بسبب التناغم والتفاهم بينه وبينهم نتيجة اعتيادهم على العمل معًا، وكذلك كان الحال بالنسبة ليوسف وهبي الذي اعتاد العمل مع مجموعة من الممثلين في معظم أفلامه ومسرحياته، ومعظمهم من أعضاء فرقة رمسيس المسرحية ومن بينهم (أمينة رزق، فاخر فاخر، محمود المليجي، حسن البارودي، سراج منير) وغيرهم، وساهم في اكتشاف مواهب عديدة من بينهم (فاتن حمامة، أنور وجدي، فريد شوقي، عبدالحليم حافظ، نور الهدى).
وفاته:
توفي يوسف وهبي في 17 أكتوبر عام 1982م بعد دخوله لمستشفى المقاولون العرب أثر إصابته بكسر في عظام الحوض نتيجة سقوطه في الحمام، وتوفي أثناء العلاج، وكان إلى جواره عند وفاته زوجته وابنه، وقد ودعه محبوه بعد حياة حافلة بالإبداع، وتخليدًا لذكراه أنشئت في مسقط رأسه الفيوم جمعية تحمل اسمه هي “جمعية أصدقاء يوسف وهبي” وأقيم له تمثال أمام مقر هذه الجمعية بحي الجامعة بالفيوم على رأس الشارع الذي يحمل اسمه.
اقرأ أيضًا: عاطف الطيب.. مخرج “الغلابة” ورائد الواقعية الاجتماعية في نهاية القرن العشرين