“حمدي قنديل”.. رئيس التحرير لماذا ترك الطب ليشاكس؟
تحل اليوم ذكرى وفاة الإعلامي “حمدي قنديل” الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 31 أكتوبر عام 2018م، وكان علمًا من أعلام الصحافة والتليفزيون في مصر والوطن العربي، كان مولعًا بالصحافة وترك الطب من أجلها.
نشأته:
ولد “قنديل” عام 1936م بمحافظة المنوفية وكان الشقيق الأكبر من خمسة أطفال، قضى معظم طفولته وتلقى تعليمه الابتدائي في مدينة “طنطا” وانتقل والده إلى تلك المدينة، حيث كان يملك عددا قليلا من الأفدنة، ودرس في بداية حياته الطب قبل أن يتركه ويذهب ليدرس الصحافة في كلية الآداب قسم الصحافة.
بين الإعلام والسياسة:
بعد إنهاء دراسته الجامعية، عمل بصحيفة “أخبار اليوم” قبل أن يلتحق بالتليفزيون المصري في وظيفة مذيع لبرنامج “أقوال الصحف” حيث اشتهر “قنديل” بتقديم العديد من البرامج السياسية أبرزها “رئيس تحرير” بالتليفزيون المصري وفضائية “دريم” الخاصة، و”قلم رصاص” بتلفزيون دبي والفضائية الليبية، وكان يرصد في برامجه الأوضاع السياسية والاقتصادية في الوطن العربي.
في عام 2010م أصبح متحدثا باسم “الجميعة الوطنية” للتغيير في مصر، والتي كان من أبرز مؤسسيها “محمد البرادعي” المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي السنوات الأخيرة عرفته الأجيال الشابة في مصر خلال مقالاته في صحيفتي “الشروق والمصري اليوم” الخاصتين.
أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2003م وبعد هجومه الشديد على صمت وضعف الحكومات العربية تم إيقاف برنامجه “رئيس تحرير” برغم شعبيته الطاغية مما اضطره إلى الهجرة إلى الإمارات العربية لتقديم برنامج جديد بعنوان “قلم رصاص” وبعد خمس سنوات تم إيقاف برنامجه، وعلق على ذلك كثير من الإعلاميين في الوطن العربي بما فيهم “عمرو أديب” و”منى الشاذلي” بأنه يعد مثالا صارخا على عدم احترام الحكومات العربية عموما والمصرية خصوصا لمبادئ حرية الرأي والتعبير.
اقرأ أيضًا: “أحمد رجب”.. الكاتب الساخر المبدع في “نصف كلمة”
جوائز في حياة قنديل:
نال العديد من الجوائز الإعلامية ومن أبرزها شخصية العام الإعلامية في عام 2013م والتي منحتها له جائزة الصحافة العربية في دورتها الـ 12 في دبي، وجاء فوز قنديل بالجائزة تقديرا لجهوده في مسيرة الإعلام العربي من خلال عمله كاتبا وإذاعيا ومحاضرا ودبلوماسيا وناشطا سياسيا، وعن مسيرته التي سخرها للدفاع عن قضايا العرب وهمومهم، حيث تقلد “قنديل” العديد من المراكز الهامة كرئيس لاتحاد إذاعات الدول العربية، ومدير للإعلام في منظمة “اليونيسكو” وذلك بحسب ما ورد في حيثيات منحة الجائزة.
قصة زواج قنديل ونجلاء فتحي:
تزوج “قنديل” من الممثلة “نجلاء فتحي” منذ عام 1995م، والتي قال عنها إنه ومنذ أول لقاء بينهما لإجراء حوار تلفزيوني معها “لمست فيها ذكاء وتواضع وبساطة وخفة دم وشخصية قوية”، فيقول عنها “كانت المرأة التي تطلعت للارتباط بها، وفي لقاء سابق له حكى قصة بداية ارتباطه بنجلاء فتحي وقال “ذهبنا معا في رحلة لمدينة الإسكندرية، وعادا يحمل كل منهما الحب في قلبه للآخر، لكنه لم يخبره به” فاتصلت نجلاء فتحي بحمدي قنديل قائلة له “أنا هتجوزك النهاردة” رد عليها قنديل والفرحة تغزو قلبه قبل لسانه “عظيم عظيم”.
تزوج قنديل منها ولم ينجبا أطفالا، وقالت عنه نجلاء “إنه الرجل الأول الذي فتني، وليس من السهل أن يحدث ذلك، أشعر أنني تلميذة عندما أكون معه وأكتشف صفات جديدة به كل يوم”.
مؤلفاته:
ألف قنديل عدة كتب، من أبرزها ما يلي:
1. كتاب ” تطوير الإعلام في الدول العربية: الاحتياجات والأولويات عام 1983م.
2. كتاب “اتصالات الفضاء” عام 1985م.
3. كتاب “الشبكة الفضائية العربية وقضايا الإتصال في الوطن العربي” عام 1989م.
4. مذكرات “عشت مرتين” (كتاب صدر عام 2014، يمثل سيرة ذاتية للإعلامي حمدي قنديل، حيث يتناول خلاله الشخصيات المثيرة للجدل التي قابلها وعمل معها على مدار حياته، كما تناول سيرة زواجه من الفنانة نجلاء فتحي، وحكى عن التجارب التي شكلت وعيه، وتاريخه منذ أن أسس أول قسم أخبار بالتلفزيون في فترة الستينات).
وفاته:
غيب الموت الإعلامي المصري “حمدي قنديل”، زوج الفنانة نجلاء فتحي مساء يوم الأربع 31 أكتوبر عن عمر يناهز الـ82، وذلك بعد صراع مع المرض، وشيعت جنازته ظهر يوم الخميس من مسجد “الرحمن الرحيم” بمدينة نصر بالقاهرة.
اقرأ أيضًا: “نجيب محفوظ” .. كيف خلدت أعماله حواري مصر؟