تغير المناخ ينذر بسيناريو مرعب للحياة على الأرض في المستقبل القريب
سيناريوهات مرعبة بانتظار البشرية وكوكب الأرض، حال استمرار ظاهرة التغير المناخي وما يترتب عليها، حيث كشف علماء في دراسة صدرت مؤخرا، أن الحياة على كوكب الأرض سوف تصبح غريبة عن ما هي عليه اليوم بعد 500 عام من الآن، إذا لم تكن هناك إجراءات حازمة للسيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبحسب الدراسة، التي نشرت مؤخرا في دورية «غلوبال تشانغ بيولوجي»، فإن متوسط درجات الحرارة العالمية يستمر في الزيادة إلى ما بعد عام 2100، ما بين مستوى متوسط ومنخفض، وفي ظل هذه السيناريوهات، يتحرك الغطاء النباتي وأفضل مناطق زراعة المحاصيل نحو القطبين، وفي نفس الوقت، تنحصر المساحة المناسبة لبعض المحاصيل، لدرجة أن الأماكن ذات التاريخ الطويل من الثراء الثقافي والنظام البيئي، مثل «حوض الأمازون»، سوف تصبح قاحلة.
اقرأ أيضاً: التغيرات المناخية تمنح 3 علماء من أمريكا وألمانيا وإيطاليا جائزة نوبل للفيزياء 2021
المناطق المدارية لن تكون صالحة لعيش البشر
إلى جانب ذلك، وجد الباحثون أن الإجهاد قد يصل لمستويات قاتلة للبشر في المناطق المدارية ذات الكثافة السكانية العالية حالياٍ، وقد تصبح هذه المناطق غير صالحة للسكنى، بسبب عوامل الجفاف ونقص الإنتاج الغذائي، وافتقارها للموارد المختلفة اللازمة لعيش البشر.
وفي الدراسة، حاول العلماء الإجابة عن تساؤل مقلق يتعلق بشكل العالم في المستقبل، بالنظر للوضع الذي ستكون عليه الأرض بعد عام 2100، عن طريق تفعيل نموذج المناخ العالمي بناءً على مسارات التركيز التمثيلية، وهي توقعات تعتمد على الوقت لتركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي.
3 سيناريوهات تتوافق مع هدف اتفاق باريس
ووضع العلماء ثلاثة توقعات لسيناريوهات للمستقبل، ما بين منخفضة (RCP6.0)، ومتوسطة (RCP4.5)، وعالية (RCP2.6)، جميعها تتوافق مع هدف اتفاق باريس، أي أقل بكثير من درجتين مئويتين، حتى عام 2500.
وقام الباحثون أيضاً بوضع نماذج توزيع الغطاء النباتي والإجهاد الحراري وظروف النمو لنباتات المحاصيل الرئيسية الحالية، للتعرف على نوع التحديات البيئية التي قد يتعين على أطفال اليوم وأحفادهم التكيف معها، بدءًا من القرن الثاني والعشرين.
عوامل الحياة على كوكب الأرض
ومن المعروف أن الأرض توجد ضمن مجموعة كواكب المجموعة الشمسية، وهذه المجموعة نفسها واحدة من ضمن مئات المليارات من النجوم التي تشكل مجرة «درب التبانة»، والمنطقة التي تميز كوكب الأرض حول الشمس عن غيرها، هي منطقة تعرف بأنها نطاق صالح للسكن، بمعنى أن بُعد الأرض عن الشمس، الذي يبلغ نحو 150 مليون كيلومتر، ومدار الأرض حول الشمس في فلك دائري، يجعل عليها درجات حرارة مناسبة ليست بالمرتفعة كثيراً وليست باردة جداً، بحيث تلائم نشأة حياة واستمرارها عليها.
كما أن الأرض تتميز بحجم مناسب يجعلها تحتفظ بغلافها الجوي، ووجود مصادر للمياه عليها، بالإضافة إلى وجود غاز الأوزون في الغلاف الجوي للأرض، لحماية الكائنات التي تعيش عليها من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، علاوةً على المجال المغناطيسي للأرض، الذي يحميها من الجسيمات الأولية السريعة، التي تأتي مع الرياح الشمسية، لتهدد سلامة الأحياء على الأرض.
اقرأ أيضاً: من الاحتباس الحراري إلى التطرف المناخي.. هل أصبح الإنسان عدوًا للبيئة؟