كاتب ومقال

دار في خاطري| من المريخ أهي بداية أم نهاية؟!

بقلم: ريم السباعي

ريم السباعي

هل الحياة على الأرض أصبحت شبه مستحيلة؟ هل تتطلع إلى الحياة في مكان أفضل؟! هل تخيلت أن ذلك المكان هو كوكب آخر؟! أتعتقد أنه كوكب المريخ؟! هل تخيلت حياتك عليه؟! هيا لنتخيل معا كيف تكون الحياة بعيدا عن الأرض.

قرأت مؤخرا أن كوكبنا الأرضي سيصبح غير صالح لسكن الإنسان وذلك بسبب تغيير المناخ الناتج عن الاحتباس الحراري، ذلك الأمر الذي بات يهدد حياة نصف سكان العالم، ومن جانب آخر فإن هناك العديد من الدراسات حول إمكانية العيش على كوكب المريخ، فهل سيأتي يوما يرحل فيه الإنسان عن الأرض ويتجه إلى العيش على المريخ؟!

إن المريخ هو أقرب الكواكب إلى الأرض، كما أن له غلاف جوي ومناخ معقد كما هو الحال على الأرض، ولقد تغير ذلك المناخ تغيرات عدة كمناخ الأرض، وقد حدد الباحثون اليوم المريخي بـ 24,6 ساعة، وعدد أيام السنة بـ 687 يوما من أيام الأرض، كما أنه تتعاقب عليه الفصول الأربعة ولكنها تكون أطول من الفصول على الأرض، ويوجد على سطح المريخ غيوم وعواصف ترابية، وتكون تلك العواصف حمراء وذلك بسبب غبار أكسيد الحديد الثلاثي، كما يعتقد بأن سطحه وجد عليه بحيرات وذلك منذ مليارات السنين، والآن يوجد عليه الجليد.

لكن هل يوجد الأكسجين على المريخ لكي يصلح لسكن الإنسان؟ في الحقيقة أن 95% من الغلاف الجوي للمريخ يتكون من غاز ثاني أكسيد الكربون، ولكن لا تيأس فلقد ابتكر العلماء آلة لتصنيع الأكسجين، وذلك بطرد أول أكسيد الكربون من غاز ثاني أكسيد الكربون المتواجد بكثرة في الغلاف الجوي، وماذا عن الجاذبية؟ إن جاذبية المريخ تقدر بثلث جاذبية الأرض، لذا فسقوط الأشياء يكون بطيئا، وتكون الأوزان أخف منها على الأرض، وماذا عن المناخ؟ إن مناخ المريخ بارد وذلك بسبب بعده عن الشمس، وغلافه الجوي الرقيق.

أتعتقد أنك تستطيع العيش على المريخ؟! فهناك من يقول: لا، وهناك من يقول: ربما، وهناك من يرى أن العيش في منازل سيوفر الأمان، وفرصة أكبر للعيش، وهنا تجيب التكنولوجيا الحديثة، فلقد تم تصميم منازل إسطوانية الشكل تصنع من البازلت تصلح للعيش على كوكب المريخ، وبنقل طابعة ثلاثية الأبعاد يستطيع الإنسان توفير المنازل للعيش على الكوكب الأحمر.

إذن فربما تكون الحياة ممكنة على سطح المريخ، وبمزيد من الابتكارات والأبحاث العلمية ستصبح فرصة عيش الإنسان أكبر، وذلك إذا استطاع الإنسان الزراعة مثلا، إن هذا الأمر يذكرني بالإنسان البدائي ومحاولاته في العيش على كوكب الأرض، بداية من الجمع والالتقاط حتى وصوله إلى الابتكارات الحديثة، ولكن الاختلاف هنا يكون بأن البداية على كوكب المريخ كانت من تلك الابتكارات، فماذا بعد؟!

أيستطيع العقل البشري تسخير كل ما حوله في الكون ليوفر لنفسه حياة أفضل؟! ربما كانت الإجابة عند الناظر للتطور والتقدم نعم! ولكنها بالنسبة لمن يرى طبيعة الإنسان التي لا تتغير عبر الزمان والمكان لا!، فإذا توفرت جميع مقومات الحياة على كوكب المريخ فمن هم ساكنيه؟! أهم الأثرياء ممن يستطيعون إمتلاك سفن الفضاء؟! فيصبح المريخ هو الرفاهية التي ينشدها البشر، أم هم من الدول المتقدمة في العلوم والتكنولوجيا؟! فيصبح المريخ هو الغاية المنشودة لكل طالب علم، أيرحل جميعهم وتبقى الأرض للفقراء والجهلاء؟! أم سيكون هناك عدالة اجتماعية على ذلك الكوكب لم تشهدها الأرض بعد؟!

بعيدا عن هذه التساؤلات فلنتخيل أن الإنسان استطاع العيش على المريخ بأي صورة من الصور، أيستطيع المحافظة عليه؟! أليس من الممكن أن يحدث ذلك الاحتباس الحراري على سطح المريخ؟! ذلك الأمر الذي فعله الإنسان لتدميره لبيئته؟! أليس من الممكن أن يتعطل جهاز تصنيع الأكسجين وعندها ستكون النهاية؟!

إن الله عز وجل مهد الأرض وجعلها المكان الأنسب لعيش الإنسان، ولكن الإنسان بسوء استخدامه لما خلقه الله له أفسد كل جميل حوله، وأول استخداماته السيئة لنعم الله عليه، هو استخدامه السيء لعقله حين يستخدمه في الفساد والتدمير.

 

نبذة عن الكاتبة:

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى