شاعر وأغنية | “على باب مصر”.. كيف جسدت شخصية مصر؟
“على باب مصر” قصيدة كتبها شاعرنا العبقري “كامل الشناوي” متأثرا بثورة “23 يوليو” وزعيمها جمال عبدالناصر والتي يقول مطلعها “على باب مصر تدق الأكف ويعلو الضجيج .. جبال تدور .. رياح تثور .. بحار تهيج ..وكل تساءل في لهفة..أمعجزة بلا أنبياء ..أدورة أرض بغير فضاء .. أنا الشعب أنا الشعب”.
كامل الشناوي:
وُلد “كامل الشناوي” في 7 ديسمبر 1908م، في “نوسا البحر” مركز أجا بمحافظة الدقهلية، وعمل بالصحافة مع الدكتور “طه حسين” في جريدة الوادي عام 1930م، ورحل عن عالمنا شاعرنا العظيم بعد عام واحد فقط من تقديم الأغنية.
قصيدة “على باب مصر”:
تبدأ القصيدة بتساؤل طرحه كامل الشناوي في قصيدته “على باب مصر” التي أبدع ألحانها “محمد عبد الوهاب” وتكتمل الصورة بصوت كوكب الشرق “أم كلثوم”.
وتعتبر الأغنية من الأغاني الوطنية الفريدة والخالدة التي تغنت بها “كوكب الشرق” على مسرح الأزبكية عام 1964م، والتي تغنى بها الشعب المصري كله في منتصف ستينيات القرن الماضي، حيث أدتها “أم كلثوم” بإمتاع وروعة لا يمكن أن يصل إليها أحد لو تغنى بها غيرها، وكأن الكلمات اختارت “أم كلثوم” دون سواها، فكان تلحينها قمة في الروعة ولم لا؟ وهي من تلحين موسيقار الأجيال “محمد عبد الوهاب”، وكلمات الأغنية فهى سلاسل من ذهب، تحوي كل معاني الوطنية، إلى جانب ما فيها من بلاغة وكلمات فصحى قريبة من الأفهام، بحيث يفهمها القاصي والداني، فيقول “أنا الشعب أنا الشعب لا أعرف المستحيلا، ولا أرتضي بالخلود بديلا، بلادي مفتوحة كالسماء، تضم الصديق، وتمحو الدخيلا، أنا الشعب، شعب العلا والنضال، أحب السلام، أخوض القتال، ومِنِّي الحقيقة، مِنِّي الخيال”.
يصف الكاتب مصر بأنها أرض السلام مع من أحب السلام دون الخوض للمعارك، كما أنها تخوض حروب مع من يريد الحرب، وامتلك الحقيقة وتوقع مني المستحيل، ويربط كاتب القصيدة الوطنية في مصر بالشعوب العربية وتوحيد الأمة العربية.
كتاب ارتبط اسمه باسم الأغنية:
اسم الأغنية اختاره أستاذ التاريخ د. طارق منصور وكيل كلية آداب عين شمس عنوانا لكتابه الجديد عندما كان فى اليونان واستمع لأم كلثوم فقفز قلبه من مضجعه فرحا بصوت الوطن الذى داعب أذنه على غير توقع، وهكذا اختار اسم الكتاب الذى يجيب عن التساؤل حيث يجسد صورة مصر الوطن والمواطنة والمواطن فى محاولة جادة لخلق الانتماء والترابط بين أبناء الشعب الواحد والدعوة إلى الأخلاق والفضيلة والتسامح، فتلك هى مصر صاحبة الحضارة التى منحت الدنيا أبجديات المعرفة.
القصيدة تلخص فكرة الوحدة الوطنية، ففى ظل التوتر الذى يلمسه المرء من حين إلى آخر بين بعض أبناء شقى الأمة المصرية من المسلمين والمسيحيين يتناسى الجميع أننا جميعا أقباطا فالقبطية ليست ديانة بل هوية للدلالة على أبناء مصر.. وكما يرى كاتب القصيدة فإنه مع الاختلاف وضد الخلاف، حيث يقف مندهشا للغاية عندما يرى قلة من ذوى العقول المظلمة التى تمكن شيطان الإنس من امتطائها وانتزاع الإيمان من قلوبها التى ختم عليها بمغاليق الغل والكراهية لكل ما هو جميل زين الله به الإنسان.
اقرأ أيضًا: شاعر وأغنية| ما القصة وراء “أنا وليلى”؟