في الآونة الأخيرة ومع احتكار التكنولوجيا لعقول الشباب، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي مرآتهم نحو العالم، وعلى الرغم من كونها شاشات افتراضية يستحيل أن تدرك حقيقة ما يحدث ورائها، إلا أن أغلبية الفتيات أصبحن يفقدن الثقة في أنفسهن وحياتهن، بسبب تلك الصورة “المثالية” التي تُرى عبر تلك الشاشات، فهل هي حقيقية؟
تجارة مواقع التواصل الاجتماعي:
على الرغم من مرور سنوات طويلة على ظهور ما يسمى بـ “البلوجرز” إلا أن هناك عددًا كبيرًا من الفتيات والنساء مازلن يجهلن أن ذلك المسمى أصبح بالفعل وظيفة وليست مجرد صور يتداولها المشاهير عبر صفحاتهم، فهؤلاء الأشخاص شأنهم شأن ممثلي الإعلانات، فمقابل الإعلان عن منتج ما أو الترويج له وتنهال عليه الفتيات بالشراء، يحقق بذلك هدفهم الذي يتقاضون المال من أجله، فالأمر هو عملية “تسويق” بحتة أصبح يلجأ إليها أصحاب الشركات والمنتجات، نظرًا لإقبال الفتيات الهائل على مواقع التواصل الاجتماعي، بدلًا من تصوير إعلان تلفزيوني.
لذلك من الطبيعي أن تظهر تلك الفتيات في مظهر أنيق ومتناسق يجذب الفتيات والنساء إلى متابعتهم لأن في النهاية تلك هي وظيفتهم، لكن الأهم من ذلك هم أولئك الأشخاص خلف عدسات الكاميرا، فكيف تبدو حياتهم؟، هل هي مثالية إلى أبعد الحدود مثلما يعتقد بعض الفتيات أم أن الأمر يشبهك يا عزيزتي وحياة أولئك الأشخاص طبيعية بالفعل؟
اقرأ أيضًا: هل أنتِ فتاة عشرينية؟.. إليكِ كيفية بناء حياة سعيدة
صورة حقيقية أم مزيفة؟
قبل أي شيء دعيني أخبرك أمرًا صغيرًا يا عزيزتي، عندما تلتقطين صورة ما وأنتِ في أبهى صورك، والابتسامة تعلو شفتيك، فيظن كل من يراها أن السعادة تملأ قلبك وروحك تبحر في سلام عارم، ولكن إذا نظرنا إلى ساعات قليلة ماضية أو ربما لحظات بسيطة، وأنتِ تعانين من مشكلة ما أو ربما كنتِ الليلة الماضية منزوية بإحدى أركان غرفتك تبكين بقهرة لا يعلمها أحد، قد تدركين بالفعل أن حياة السوشيال ميديا ما هي إلا ثوانٍ قليلة لا تعبر عن حقيقة تلك الشخصية على الإطلاق.
أما إذا تحدثنا عن تلك الصور والحياة المثالية من خلال السفر وغيره فهو يا عزيزتي في إطار عملهن شأنهن شأن الممثلات تمامًا، وتلك التأثيرات التي توضع على صورهن فهو أمر لابد منه من أجل الظهور بصورة معينة، لكن ليس هناك من يحمل صفة الكمال أبدًا، فتلك الفتيات والنساء يعانين من الهالات السوداء شأنك تمامًا، وعيوب طبيعية في جسدهن أيضًا كغيرهن من النساء، فليس هناك على وجه الأرض من يحمل جسد خالي من العيوب أبدًا.
لذلك اعتادي أن تحبي نفسك مهما حدث، لا تتصنعي من أجل الظهور مثل أولئك الفتيات والنساء التي حياتهن تشبه حياتكِ تمامًا خلف شاشات الهاتف، تقبلي نفسك كما أنتِ وحاولي التطوير من قدراتك نحو الأفضل لنفسك وليس لأحد آخر، حتى تقفين أمام المرأة وأنت تشعرين بالفخر تجاه نفسك رُغم كل الظروف التي تحيط بكِ.
قبل أن ننهي حديثنا دعيني أخبرك شيئًا صغيرًا يا عزيزتي، في الحقيقة الحياة لا تعطي الشخص كل شيء، فقد تجدين شخصًا ما ناجحًا لأقصى الحدود، ولكن إذا علمتِ بأسرار حياته الشخصية ستذهلين مما فقده لكنه على النقيد حقق نجاحات مبهرة، كذلك الأمر ينطبق على هؤلاء المشاهير، ففي حياة كل منهم أمور لا يعلمها أحد لأن ليس بالضروري أن تعرض حياتهم الشخصية على الملأ، لذلك فإن الأمر أكبر من مجرد صورة تم العديل عليها عشرات المرات، بل عليكِ يا عزيزتي أن تنظري إلى حياتك عن كثب وتدركين ما تحظين به حتى ولو كان من وجهة نظرك لا يقارن بما تعرضه تلك الفتيات والسيدات.
اقرأ أيضًا: هل فات آوان التغيير؟.. إليكِ طريقة استعادة حب الذات