كلمتها

كيف استطاعت المرأة في عهد الفراعنة أن تتربع على عرش مصر؟

“إذا أردت الحكمة، فأحب شريكة حياتك، اعتن بها كي ترعى بيتك” هذه أبرز الوصايا التي أوصى بها الفرعون المصري بتاح حتب للزوج وزوجته منذ أكثر من 3500 عام.

تمتعت النساء في الحضارة المصرية القديمة بوضع عظيم حتى تمنكت من الوصول للعرش، وكانت من أشهرهن كليوباترا، حتشبسوت، ميريت نيت، نفرتاري وتاوسرت.

سبقت الحضارة المصرية احترام المرأة عن باقي الحضارات، ومنحتها حقوقها كاملة، حيث كانت مساوية للرجل في كل أمور جوانب الحياة، وملازمة لها في العالم الآخر بعد مماتها.

اقرأ أيضًا: “القومي للترجمة” يحيي سيرة الأديبة “رضوى عاشور”

فاستطاعت المرأة أن تصل لأعلى المقامات وكانت دائمًا رمانة الميزان، مما دفعها لتحقيق الإنجازات في جميع الأسرات، لذا حملت ألقابًا عديدة سواء في المنزل أو المعبد وداخل القصور.

كانت تتميز بالذكاء والإبداع، ولاعتبار الزواج أمرا مهما يحفز الكهنة والحكماء الرجال على الإقدام عليه في سن مبكرة، لاقتناعهم الشديد بأهمية المرأة في حياة الرجل وتأثيرها على تاريخ الحكم.

والدليل على ذلك حين لقبت المرأة المصرية الفرعونية في بيتها ب “نبت بر” أي “سيدة البيت” والذي يحمل دلالة التقدير الذي حظيت به المرأة في بيتها.

وإثبات لذلك عملت المرأة المصرية الفرعونية في الزراعة، تربية المواشي والطيور، طحن الحبوب، إعداد الخبز والفطائر، إضافة إلى امتهانها مهنًا في صناعة الملابس والنسيج، إلى جانب عملها مربية منزل لرعاية الأطفال في بيوت كبار الدولة والملوك، وكانت أغلبهن متعلمات يستطعن القراءة والكتابة.

ولم تكن قواعد المجتمع المصري فقط هي التي ساعدت المرأة للحصول على حقوقها، بل مكنتها شخصيتها المتحررة المنفتحة وعقلها المستنير من الوصول إلى العرش وتحقيق إنجازات ما زالت مدونة على جدران المعابد.

ومن هنا استطاعت المرأة الحفاظ على العرش وحكم البلاد بالنيابة عن طفلها أو بعد وفاة زوجها الملك، كما استطاعت الحضارة المصرية أن تطبق نظام وصايا النساء على العرش.

أما عن جدران المعابد فقد صورت المرأة إلى جانب زوجها بنفس حجمه لا أقل ولا أكبر، تساوت المرأة الفرعونية مع الرجل في جميع محاور الحياة، فظهرت وهي تطوق جسده بذراعها وتضع يدها اليمنى أسفل صدره، وتلامس يدها اليسرى ذراعه الأيسر، في مشهد يحمل كل الحب القائم والكامن بين الزوجين.

ومن أبرز نماذج الملكات في التاريخ الفرعوني، الملكتان “تتي شيري” و”أياح حوتب” اللتان لعبتا دورًا عظيمة في محاربة الهكسوس، وظهر دعمها للملك أحمس الأول في حربه، هذا ما يشير إلى دور المرأة في الدفاع عن حدود وطنها وشعبها، وإعداد الخطط العسكرية.

كما حصلت الملكة أحمس نفرتاري على اللقب الديني ” الكاهنة الثانية للإله آمون” إضافة إلى لقب ” الزوجة الإلهية للإله آمون” وهو اللقب الذي منحها إياه زوجها الملك أحمس الأول واعتبره لقب كهنوتي، مما مكنها من تقديم القرابين وإقامة طقوس دينية خلدت اسمها على الآثار الفرعونية حتى الآن.

وكانت حتشبسوت أشهر ملكات مصر التي أسست دولة قوية، بعد أن تمكنت من الوصاية على عرش ابن زوجها تحتمس الثالث، ومعها حظيت الدولة بفترة تقدم وتطور في الإنجازات، من حيث إعداد الجيش لحملات إلى بلاد بونت وشمال افريقيا.

كما شيدت أشهر المعابد التي حمل اسمها في الدير البحري في الأقصر جنوبي مصر، وتشير النقوش والتماثيل في عهد الملك أمنحتب الثالث إلى علاقته القوية بزوجته “تي” كما أوضحت النصوص الملكية التي وجدت مع الملك على مدى الحب الذي حمله للملكة “تي” في قلبه.

ولازال التاريخ يحمل بين طياته أسرار لم تكشف حتى يومنا هذا، ولكن المؤكد أن المرأة المصرية هي بحق نموذج يحتذى به وسط الحضارات قديمًا وفي جميع الأزمان.

اقرأ أيضًا: كيف تسببت “مثالية البلوجرز” في فقدان الفتيات للثقة بأنفسهن؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى