المثلية الجنسية بين العلم والقانون.. لماذا يختار بعض الشباب طريق “علم الرينبو”؟
عالم الرياضة له سحره الخاص؛ من منا لا يشجع ناديه المفضل، ومن لا يقضي من وقته ساعات على مدار العام متابعا أحيانا ويهتف أحيانا أُخَر؟
في السنوات الأخيرة، لم تعد كرة القدم، وبشكل خاص في الدوري الإنجليزي، معنية بالرياضة فحسب؛ بل تبنت أفكار الحريات على اختلافها، أو دعم المصابين بأمراض معينة، أو غيرها من القضايا التي لا تستطيع أن تضعها في تصنيف واحد، فالمثل يقول: “القوي أعور”، ولعل آخر زوابع القضايا المتبناة ما يصفه البعض بحقوق المثليين، بينما يقف آخرون دونهم ويصفونهم “باللوطيين”، وبعيدا عن التسميات، فهل الظاهرة لها مخاطرها التي أثبتها العلمية، أم مجرد اختلاف يمكن تقبله، شأن سائر الاختلافات.
د. أمان الصواف، نشر مقاله عبر مدونة “الباحثون المسلمون” إلى أن الشذوذ الجنسي يدفع صاحبه إلى العديد من الأمراض، بحسب الأبحاث العلمية الموثقة ومن بينها:
أولًا، السرطان:
يوضح الصواف أن دراسة أُجريتْ للبحث في عوامل الخطورة التي تؤهب للإصابة بالسرطان الشرجي، وتم من خلالها استنتاج أن الشذوذ لدى الرجال هو عامل خطر لسرطان الشرج، وأن السبب قد يعود للعدوى بفيروس الورم الحليمي HPV، كما ترتبط بعض أنواع الأخماج التناسلية الأخرى كخمج HIV وتدخين السجائر، وكذلك بسرطان الشرج، متابعا أن الشواذ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الشرج بـ 17 مرة من الرجال الطبيعيين.
ويضيف الصواف، أن هناك دراسة أُخرى أُجريت في جامعة بوسطن، وُجِد فيها أن النساء المخنثات أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة الضِعف مقارنة بالنساء الأخريات، وأن سرطان الرحم أكثر انتشارًا بين النساء السحاقيات.
ثانيًا، الأمراض المنتقلة جنسيًا STDs:
يؤكد الصواف أن الشذوذ يرفع من معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (HIV) والأمراض المنتقلة جنسيًا (STDs)، حيث ارتفعت الأمراض المنتقلة جنسيًا بين الشواذ، مع زيادة في انتشار مرض الزهري (Syphilis) في أنحاء الولايات المتحدة. ففي عام 2014 مثّل المثليون (والمخنثون) 83% من حالات مرض الزهري الأولية والثانوية (وهي من مراحل تطور المرض)! أي من كل 5 مصابين، 1 فقط غير شاذ.
ويتابع الصواف: “غالبًا ما يصابون بالأمراض الأخرى المنتقلة جنسيًا، بما فيها العدوى بالكلاميديا، إضافة لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وهو أكثر الأمراض المنتقلة بالاتصال الجنسي شيوعًا في الولايات المتحدة”.
وفي دراسة أخرى تم تتبّع انتشار التهاب الإحليل لدى الذكور في فرنسا على مدى أعوام، وتبين فيها أنّ الرجال المثليين (والمخنثين) أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المنتقلة بالاتصال الجنسي من الأشخاص الطبيعيين، وبمقارنتهم بالأشخاص الطبيعيين كانوا أصغر سنًا ولدى معظمهم تاريخ من الأمراض المنتقلة بالاتصال الجنسي، وشريكيَن جنسيَين على الأقل!.
وكانت أكثر مُسببات الالتهاب شيوعًا هي:
1). المشعرات المهبلية بنسبة 25%.
2). النيسريا البنية بنسبة 21%.
3). وبكتيريا أخرى بنسبة 32%.
ثالثًا، أمراض أخرى:
الصواف، يؤكد أنه، بشكلٍ غير متوقع، وجدت إحدى الدراسات أن بعض الأمراض المِعوية شائعة بشكل خاص بين الرجال المثليين، وهي في الأساس أمراض مُعدية لا تتضمن فقط الأمراض التناسلية الشائعة مثل السيلان ولكن تشمل أيضًا إنتانات لا تنتقل عادةً عن طريق الاتصال الجنسي!
- ومن بينها داء الشيغيلات Shigellosis، وداء السالمونيلا Salmonellosis، وداء الجيارديا Giardiasis،وداء الأميبات Amebiasis .
الترويج بين الشباب:
الأمر لم ينتشر في مجتمعاتنا الشرقية، ولكن هناك الكثير من صور التعايش مع الأمر، والترويج له على أنه جزء من الحرية الشخصية، بجانب إنتاج منصات الأفلام، ومن بينها “نيتفلكس” على سبيل المثال، لمحتوى يتضمن الترويج للمثلية الجنسية، وكذلك تبني مؤسسات دولية إعلامية المسألة والدفاع عنها بشراسة، ومن بينها تناول القبض على رافعي “علم الرينبو” في 2017، على أنه انتقاص من الحريات، في الوقت الذي كانت قضايا شعوب مختلفة تتعرض للإبادة لا تحظى بأي اهتمام، حيث يعد علم “ريبنو” الذي صممه الفنان الأمريكي جلبرت بيكر في عام 1978، علامة التأييد وشعار المثلية، إذ تشير ألوان “قوس قزح” فيه لتنوع “الهوية الجنسية”، واعتبره المصمم مصدر للفخر بالنسبة للمثليين، ويضم ألوان الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي.
الإعلام وقضايا المثلية:
في سبتمبر 2017، وبعد أيام قليلة من واقعة حفل مشروع ليلى، أصدر المجلس الأعلى للإعلام، وهو المسؤول عن منح وسائل الإعلام المختلفة ترخيص الصدور، ومراقبة التزامها بما يضعه من معايير، بيانًا يحظر فيه ظهور المثليين في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، واصفًا “المثلية الجنسية” بأنها “مرض وعار يحسن التستر عليه لا الترويج لإشاعته”.
القانون والمثلية الجنسية:
يرى المحامي الحقوقي طارق العوضي، أن رفع المثليين ﻷعلام “رينبو”، أو التعبير العلني عن ميولهم الجنسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، “مجاهرة بالفجور”، وفقًا للقانون رقم 10 لسنة 1961، فيما شدد على أن “سلوكيات المثليين في الأماكن المغلقة، حق لهم، باعتبارها حرية شخصية”.
الأزهر على خط المواجهة: وفي بيان له، حذِّر الأزهر الشريف من المواد الإعلاميَّة التي تستهدف تطبيع الشذوذ الجنسي، مضيفا: الشذوذ الجنسي فاحشةٌ مُنكرَة، وانحلالٌ أخلاقي بغيض، ومخالفةٌ لتعاليم الأديان، وانتكاسٌ للفِطرة الإنسانية السَّوية، وإمعَانٌ في الماديِّةِ وتقديسِ الأهواء.
اليوم العالمي للمثلية الجنسية:
في 17 مايو من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمثلية الجنسية، ويتوافق هذا اليوم مع قرار منظمة الصحة العالمية حذف المثلية الجنسية من قائمة الأمراض النفسية.