كلام رجالة

الأنانية تسيطر عليهم.. تعرف على أسباب هوس المشجعين

أصابت كرة القدم مشجعيها بحالة من الهوس والجنون، منهم من يكتب التعليمات على أهل بيته ليطبقوها أثناء عرض المباراة، ومنهم من ترتبط انفعالاته ارتباطا مباشرا بفوز فريقه أو خسارته، والآخر يقوم بكسر الأشياء التي أمامه وقت انفعالاته أثناء خسارة فريقه، ليس الأمر مقتصرا فقط على الرجال، بل تعدى الأمر ليشمل قائمة عريضة من النساء اللواتي تمكنت منهن الساحرة المستديرة وحولتهن إلى مشجعات مهووسات، يرفعن الأعلام ويخرجن للتظاهر واستفزاز مشجعي فريق الخصم، لينتج عن ذلك الحب لفريق ما مشاكل اجتماعية كثيرة داخل المجتمع، وتوضح لكم منصة “كلمتنا” ما وراء هذا الهوس المجنون لعشاق كرة القدم.

التشجيع “طقوس” من الأنانية:

اقرأ أيضًا: نُفي 17 عاما وعلم نفسه الإنجليزية.. ما لا تعرفه عن البارودي

تحولت متابعة كرة القدم في البيوت، وتحولت المنافسة بين فريقين كرة قدم إلى منافسة تشجيعية بين أنصار الفريقين خارج المباراة، أصبح لكل مشجع طقوسه الخاصة دون الالتفات إلى تأثير ذلك على حياته الشخصية، منهم من يغلق هاتفه أثناء مشاهدة مباراة لفريقه المفضل ويجبر أفراد عائلته على إغلاقها تجنبا للإزعاج، ومنهم من يفرض على زوجته تعليمات يجبرها على الالتزام بها أثناء المباراة مثل “عدم التحدث معه أثناء المشاهدة” أو الخروج من المكان الذي يشاهد فيه المباراة وجلوسها في مكان آخر، ولكل مشجع رد فعل خاص في حالة فوز فريقه أو خسارته، منهم من يثور ويترك البيت غاضبا، ومنهم من يذهب إلى النوم بلا تعليق والحزن يسيطر عليه لخسارة فريقه المفضل، ومنهم من يدعو أصدقاءه إلى العشاء أو عزومتهم في مكان ما، لذلك يصف البعض “الهوس” الذي يصيب المشجعين الذين يجبرون غيرهم بسماع أوامرهم مثل “عدم التحدث” أثناء المباراة بالأنانية لأنهم لم يفكروا سوى في أنفسهم فقط ولم يراعوا حقوق أسرهم عليهم.

خصام “هوس” التشجيع:

لم يقتصر الأمر على المنافسة فقط بين أنصار الفريقين، ليتصاعد الأمر ليجعل الأصدقاء تنفصل عن بعضها وتتخاصم بسبب فوز الفريق المفضل لأحد الأطراف على الفريق الآخر المفضل لصديقه، ينتج بعد انتهاء المباراة خلافا ومشاكلا بينهما تجعلهم لا يتحدثون معا مرة أخرى وكأنهم لم يعرفوا بعض من البداية، ليس الأمر مقتصرا أيضًا على الأصدقاء، بل وصل الأمر إلى أفراد العائلة الواحدة والأخوات داخل المنازل، بسبب أن فرد من العائلة يشجع فريق غير الفريق المحبب للعائلة، وقد يصفه والده أو أخوه بالخيانة لأنه يشجع فريقا آخر غير الذي يشجعه أسرته، مما يخلق عداوة وخلاف بينهما يستمر معهم ليل نهار ويزيد عند مشاهدة المباريات معا.

ضحايا التشجيع في البيت والملعب:

تعتبر كرة القدم واحدة من أكثر الرياضات التي تتفاعل معها الجمهور ويخلطون معها مشاعرهم وانفعالاتهم، والتي قد تظهر على شكل أعمال شغب، أو مشاجرات بين مشجعي الفريقين الفائز والخاسر، لينتج عن ذلك عشرات الضحايا بل المئات أحيانا، مما يجعل الفرحة ممزوجة بالألم، والسعادة ناقصة قلقا من وقوع الضحايا، هناك بيوت كثيرة تأثرت سلبا بسبب هذا الهوس، وأصيب عدد من الزوجات بالطلاق، بل صعد الأمر إلى وفاة المشجعين في بعض الأحيان حزنا على فريقهم، بسبب ارتفاع ضغط الدم نتيجة هذه الانفعالات الزائدة والتي تصل إلى التعرض لأزمة قلبية بسبب هذا الحزن، رصدت منصة “كلمتنا” عددا من هذه الحالات التي كان أصحابها ضحايا الهوس والجنون بالساحرة المستديرة.

اقرأ أيضًا: “شبابنا”.. مبادرة مصرية لتأهيل الشباب لسوق العمل

ضحايا الحزن أو الفرح بالخسارة أو الفوز يدفعون ثمن مشاعرهم وانتمائهم الزائد لفريقهم، قد دفع شاب مصري يدعى “إبراهيم” لم يتجاوز 26 عاما حياته ثمنا لفرحته بعد إطلاق حكم مباراة “مصر وإيطاليا” الأخيرة ضمن بطولة كأس القارات صافرته معلنا فوز منتخب مصر، أصيب “إبراهيم” بأزمة قلبية بعدما سيطرت عليه أجواء حماسية بعد تسجيل المنتخب المصري هدفه الوحيد في المباراة في الدقائق الأخيرة من وقت المباراة لتعم مظاهر فرح صاخبة بين الموجودين ويلفظ الشاب أنفاسه الأخيرة لينقلب المشهد إلى حدث مأساوي، ليس فقط هي الحالة الوحيدة التي كانت ضمن ضحايا “الهوس”.

بعدما أعلن مشجع “زملكاوي” على مواقع التواقع الاجتماعي “Facebook” بوفاة والده إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة أثناء مشاهدته مباراة القمة المصرية بين “الأهلي والزمالك” التي انتهت بفوز الأهلي بخماسية، وقال “ميدو” نجل الضحية، إن والده تعرض لحالة إغماء وجلطة مفاجئة بعد انفعاله وحزنه على فريقه المفضل “الزمالك” بعد أن دخل في مرماه خمسة أهداف، وتابع “ميدو” أن والده فور وصوله للمستشفى أبلغه الأطباء أنه يعاني من جلطة خطيرة، لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة، ليزيد عدد ضحايا التشجيع لكرة القدم في جميع أنحاء العالم.

كما ذكر أحد مراسلي قناة “Bein Sport” الشهيرة عن حالة وفاة أحد مشجعي النادي الأهلي المصري بعد هزيمة الأهلي أمام الاتحاد السعودي في بطولة العالم للأندية قبل سنوات بعد لحظات من انتهاء المباراة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى