معرض القاهرة الدولي للكتاب 53.. يحتفي بالكاتب “يحيى حقي”
ينطلق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 53، والتي تأتي تحت شعار “هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل”، ومن المقرر إقامته في الفترة من 26 يناير حتى 7 فبراير المقبل بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية، وتحل دولة اليونان كضيف شرف للمعرض، كما تم اختيار الكاتب يحيى حقي شخصية معرض الكتاب هذا العام.
يحيى حقي هو من مواليد 7 يناير 1905، كاتب وروائي مصري، كان من أسرة ميسورة الحال، والتحق بكلية الحقوق وتخرج منها عام 1925، يعتبر علامة بارزة في عالم الأدب والرواية العربية، تلقى تعليمه في كُتاب بالسيدة زينب، بعد أن انتقلت الأسرة إلى حي السيدة زينب ليكمل حياته هناك مع أشقائه ووالديه، ولكن كيف التحق يحيى حقي بمجال الأدب وأصبح من أهم كتاب العصر الحديث، إليكم التفاصيل في السطور التالية.
تمرد ثم حلم:
“قنديل أم هاشم” من هنا كانت الشهرة، عام 1994 صدرت رواية يحيى حقي ولازمت اسمه طوال العمر، هذا لأن الرواية وصفت حال المجتمع المصري في ذلك الوقت بعاداته الشرقية التي تنتقل من جيل إلى آخر، والتطورات المجتمعية في أوروبا التي بدأ الشباب المصري في التأثر بها، كما وصف حالة التناقض التي يعيشها الشاب المصري العائد من أوروبا.
في البداية كان يحيى حقي غير راضي عن مهنته في النيابة الأهلية التي عمل بها تحت التمرين، واختار أن تكون النيابة قريبة من منزله فعمل بمكتب نيابة الخليفة،
وأطلق عليه في بداية حياته العملية ”صبي وكيل النيابة”، لكن سرعان ما ترك تلك الوظيفة التي لا يستطيع تحمل مسؤوليتها.
عاش يحيى حقي في الصعيد لمدة عامين بالإكراه، وحاول فيهما أن يسعى لأن يتخلص من تلك الوظيف حتى جاءت بالصدفة البحتة مسابقة من وزارة الخارجية، ومن ثم تقدم يحيى حقي في المسابقة، ونجح فيها وتم نقله إلى القنصلية المصرية في جدة ومن ثم إلى روما.
اقرأ أيضًا: “نجيب محفوظ”.. كيف خلدت أعماله حواري مصر؟
الانطلاقة الصحفية:
كانت الانطلاقة الحقيقية ليحيى في مجال الصحافة والعلم من هنا، عندما عُين رئيس تحرير لمجلة “المجلة المصرية” عام 1962 حتى عام 1970، وهي أطول فترة لرئيس تحرير آنذاك، لذلك ارتبط اسم المجلة باسم حقي.
استطاع حقي أن يصل بالمجلة إلى أقصى درجات المعرفة، حتى أصبحت المجلة “سجل الثقافة المصرية”، واعتبره جيل الستينات ”الأب الروحي” لهم، فهو الذي رعى مواهبهم وشق لهم طريق النجومية والتقدم والعلم ووضعهم على أول الطريق.
أعماله الأدبية:
تنوعت أعمال يحيى حقي ما بين كتابة الرواية وكاتبة المقال الأدبي وكذلك كتابة الدراسات النقدية، فحملت كتاباته طابع جمالي أدبي فني، بالإضافة إلى الدراسات الأدبية والمقال كتب تاريخ “فجر القصة المصرية”، فكان أكبر همه القصة القصيرة التي لازمها منذ السادسة عشر، فبدأ فيها عام 1922، حتى تبنت مجلة ”الفجر” باكورة إنتاجه.
نشرت له قصة بعنوان ”فله مشمش لولو” عن الحيوان، ونشرت له جريدة “السياسة” باسم “قهوة ديمتري” وسجل فيها وقائع حية كان يشاهدها في ذلك الحي، وتوالت القصص واحدة تلو الآخرى، فنشرت مجلة ”الفجر” 11 قصة له، ونشرت قصصه فى السياسة اليومية والأسبوعية والمجلة الجديدة، كما توالت أبحاث و دراسات أخرى فى مجالات النقد والفكاهة فى جريدة ”البلاغ” وصحف أخرى.
من أشهر أعماله الأدبية:
*قنديل أم هاشم
* فكرة بابتسامة
* البوسطجي
*سارق الكحل
*أنشودة للبساطة
*تعال معي إلى الكونسير
*دمعة فابتسامة
*في محراب الفن
*كناسة الدكان
*مدرسة المسرح
*من فيض الكريم
*ناس في الظل
*هذا الشعر
*يا ليل يا عين
*خليها على الله
*تراب الميري
*حقيبة في يد مسافر
ولم تقف محاولته الأدبية عند هذا الحد النقدي بل تقدم إلى كتابة المقال واشتهر ككاتب المقال الأدبي، وجمعت مقالاته فى هذه الكتب الأربعة وهي : فكرة فابتسامة، دمعة فابتسامة، ناس في الظل، حقيبة في يد مسافر.
أما عن السينما فتنوع دور يحيى في السينما، تارة هو متفرج من داخل إحدى الصالات وتارة آخرى هو ناقد للأفلام المعروضة وأخيرًا اكتملت العلاقة بينهم عندما جسدت رواياته في السينما ومنها البوسطجي، قنديل أم هاشم، إفلاس خاطبة وامرأة ورجل.
حتى وفاتة المنية في عام 1992 صباح يوم الأربعاء في القاهرة، عن عمر يناهز السبعين عامًا، تاركًا إرثا كبيرًا من الأعمال الأدبية والثقافية.
اقرأ أيضًا: يوسف إدريس .. صاحب الكتابة الواقعية الإنسانية الذي لُقب بـ “تشيخوف العرب”