قراءة الفنجان ووشوشة الودع.. لماذا ارتبطت التكهنات بالمرأة؟
الأمر قد لا يكون إلا من باب الصدفة والتنجيم وليس دائما آراء صائبة، ولا ينبغي الاعتماد على ما يقوله العرافون في حياتنا، وإلا تحولت إلى جحيم!
من قوافل تجارية زائفة، تعمل في التبصير والتنجيم يدخلون بضاعتهم المطعمة بحلو الكلام وعلقمه، موادها الأولية قاتلة لمن يدمن عليها ويشتريها، تقدم بالمجان حينا لمن يهوى التسلية ويمتلك الوقت، وبحرية ولا مبالاة يهدره.
هو عالم مخيف من الغيبيات وقد وضع خطا وهميا ضمن الحياة الإنسانية ليقسمها إلى عالمين، عالم يبدو طبيعيا متوازنا يعيش حياته اليومية بهدوء، وعالم غامض غير مرئي يسقط الأكثرية تقريبا فيه، يعمل فيه الأغلبية من النساء.
قراءة الفنجان بحسب ممارسيها هي «هبة أو منحة»، وتأتي دائما للفقيرات من النساء، وتخطر المرأة بها عبر المنام وتقرأ الفنجان في مقابل مادي صغير، تحتفظ بالنصف لنفسها وتتصدق بالباقي، إلا أن بعضهن تطمعن في المبلغ كله، وأحيانا ترفع سعر الخدمة عندما يكثر زبائنها.
هناك الكثير من السيدات يدخلن مجال قراءة الفنجان للكسب فقط بغض النظر إن كان هناك فن قراءة فنجان أم لا، مثل الكثير من السيدات اللاتي تطوفن بالشوارع في القرى، تهتم بالمظهر فتحمل «قفة» فوق رأسها بداخلها بعض الرمال والودع، وتطلق جملا تسويقية “مثل أبين زين أبين ونضرب الودع”.
اقرأ أيضًا: هل حقًا “الستات مابيعرفوش يكدبوا؟”.. الخبراء يوضحون الحقيقة لكلمتنا
لماذا اقتصرت مهنة قراءة الفنجان على المرأة؟
إن الناس منذ القدم وهم ينفرون ويحقرون من الرجل الذي يمارس عادات النساء كالطهي وغسيل الصحون وغير ذلك من الأعمال التي تخصصت فيها المرأة، كان من بين ذلك قراءة الفنجان، أو ربما تلك المهنة يراها كثيرون تسول فعكف عنها الرجال أكثر من النساء.
ينتشر الاعتقاد بالفنجان أكثر من الودع، وقراءة الفنجان إرث، ومن هنا غنى العندليب عبدالحليم حافظ قصيدة قارئة الفنجان للشاعر نزار قباني، وقد نالت هذه الأغنية استحسان الجمهور والناس جميعا إلى يومنا هذا.
عرف الودع في الدول العربية، ويكون في الغالب تنجيما وكشفا عن المستقبل، ففي المغرب ينتشر ضرب الودع لقراءة المستقبل القريب، وكثيرا ما يكشف الودع عن حالة الشخص وتظهر حياته ومشكلاته على مرأى عين ضاربة الودع التي ينبهر بها الزبون، فزبائن الودع لا يقتصرون على السيدات، بل إن الرجال والنساء على حد سواء في حب معرفة المستقبل وسماع ما تقوله ضاربة الودع.
وبالعودة للزمن، نجد أن العرافات جاءوا مع بداية صنع التاريخ، كما جاءت العرافة البلغارية، فانغيليا بانديفا غوشتيروفا.
اقرأ أيضًا: هل النساء أكثر ثرثرة من الرجال؟.. الدراسات العلمية تجيب
من هي العرافة العمياء؟
امرأة عمياء ولدت في31 يناير عام1911، في مدينة ستروميكا، إحدى مقاطعات الدولة العثمانية آنذاك، والواقعة حالياً في مقدونيا، ونالت شهرة واسعة بسبب تنبوأتها العديدة.
حدثت نقطة تحول في حياتها عندما رفعها إعصار في الهواء، كما يُزعم، وألقى بها في حقل قريب، ومن ثم تم العُثور عليها بعد بحث طويل، كانت عيناها مُغطاة بالرمال والغُبار، ولم تتمكن من فتحهما بسبب الألم، قامت بإجراء عملية جزئية لعلاج الجروح التي لحقت بها، مما أدى ذلك إلى فقدان تدريجي للبصر.
في عام 1925 تمَّ إحضار فانغا إلى مدرسة للمكفوفين في مدينة زيمون، في مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين، حيث قضت ثلاث سنوات، وعلمت قراءة بريل، والعزف على البيانو، وكذلك الحياكة، الطبخ والتنظيف.
ظهرت تكهناتها منذ الصغر، وكانت أبرزها ما يأتي:
تفكك العرب.
انفجار مفاعل تشرنوبل النووي.
تفجيرات 11 سبتمبر وقالت ما نصه (إن شقيقين أميركيين سوف يتعرضان لهجوم من جانب طيور من الفولاذ)
أحداث أوستينا الأخيرة.
أما الأمر الذي دعا الناس إلى نسيانها الفترة الأخيرة فهو قولها بأن البيت الأبيض سيكون فيه رئيس أسود وذلك أثناء حكم بوش الأب ولكن جاء بعد بوش الأب كلينتون ثم بوش الابن، وخلال هذه الفترة فقدت فانغا مصداقيتها، ولكن في الأخير وبعد موتها ب12 عاماً جاء أوباما الأسود إلى البيت الأبيض أكثر الأمور غرابة أنها تنبّأت أن الحرب العالمية الثالثة سوف تندلع في عام 2011 بعد عامٍ مالي عصيب بل إنها حددت سبب الحرب وقالت إنها بسبب محاولة اغتيال أربعة رؤوساء دوَل.
اقرأ أيضًا: كيف كانت تعيش المرأة في العصور الوسطى؟