د. لبنى عبد التواب يوسف: أعمال والدي صالحتني مع اللغة العربية وجعلتني أدرك أهمية أدب الطفل
شهدت فعاليات البرنامج الثقافي في سادس أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، تنظيم ندوة تحمل عنوان “عبدالتواب يوسف مترجِما ومترجَما” بالقاعة الرئيسية في بلازا 1، وتستضيف الندوة كلا من د. لبنى عبدالتواب يوسف، ود. مكارم الغمري، ود. وليد طلبة، وتديرها دكتورة كرمة سامي.
في البداية عبرت د. لبنى عبد التواب يوسف عن سعادتها لاختيار والدها ليكون شخصية معرض كتاب الطفل، قائلة: “ذلك الاختيار جعلني أشعر أن مصر لم تنس الأديب عبد التواب يوسف”، موضحة أن كتاب “كان أبي معلمًا” أول كتاب بدأت به عند ترجمة أعمال والدها، وظلت عام كامل تترجمه ثم أعادت نشره في كتاب يسمى “نحيى بالإنجليزي ونحيى بالعربي”.
وتؤكد د. لبنى أنها من خلال أعمال والدها الأدبية عرفت أهمية أدب الطفل وأهمية اللغة العربية، موضحة أن تلك الأعمال صالحتها مع اللغة العربية، وجعلتها تترجم العديد من قصص والدها، لافتة إلى أنها ترجمت أكثر من 48 عملًا لوالدها من أجل أن يكون الطفل المصري على دراية بها، وأنها حاولت قدر الإمكان أن يتوافق أسلوبها مع أسلوب والدها عبد التواب يوسف وكتابته الإبداعية، متمنية أن يقرأ أعمال والدها جميع أطفال مصر.
وتضيف أن لندن طلبت منها كتاب “كان أبي معلمًا” ليتم تدريسه في الثانوية العامة هناك، ذلك الأمر الذي يؤكد لنا اهتمام الدول الأخرى بترجمات عبد التواب يوسف، لافتة إلى أن كتاب “في حب عبد التواب يوسف” من أغلى الكتب على قلبها التي كتبتها عن والدها.
وتشير د. لبنى عبد التواب يوسف إلى أنها ترجمت بيوغرافية كاملة لكتب والدها التي تصل عددها لـ 1115 كتاب، تلك الكتب التي قد يحتاجها أي باحث لمعرفة التراث الذي تركه عبد التواب يوسف لأطفالنا وللإنسانية، مؤكدة أنها بذلت جهدًا كبيرًا للمحافظة على مكتبته فهي تراث قيم لأدب الطفل.
واختتمت حديثها موجهة الشكر للدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، على الاحتفاء بوالدها وتكريم اسمه في معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يعد أحد أهم الأحداث الثقافية بالوطن العربي، وكذلك للدكتور هيثم الحاج علي، لاهتمامه وكتابته السيرة الذاتية لوالدها، وإصدارت في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام في دورته الـ 53.
وقالت الدكتورة كرمة سامي رئيس المركز القومؤ للترجمة، إن كتابات عبد التواب يوسف أثرت بشكل كبير في تكوين في تشكيل وجدان أجيال متعاقبة.
د. مكارم الغمري: عبد التواب يوسف ترك بصمة كبيرة في الكتابة الإبداعية للأطفال
من ناحيتها تقول د. مكارم الغمري، أستاذ الأدب الروسي والعميد الأسبق لكلية الألسن جامعة عين شمس، إنها سعيدة باختيار الأديب عبد التواب يوسف شخصية معرض كتاب الطفل، لأنه جدير بذلك فهو رائد أدب الطفل في مصر، فقد ترك بصمة كبيرة في الكتابة الإبداعية للأطفال، وكان نشاطه متنوعًا وغزيرًا للغاية في أدب الطفل، وكان أيضًا أكثر تنوعًا من أي كاتب آخر في الكتابة الإبداعية للطفل.
وتضيف الغمري أن عبد التواب يوسف اعتمد على التسلح بقراءة أدب الأطفال بدأها بمسيرة مبكرة فلم يكتفِ بالكتابة لهم فقط، وقد غذا إنتاج الأديب الكبير عبد التواب يوسف العديد من الروافد، فإبداعاته تعكس رؤية عالية للدور الذي يجب أن يقوم به أدب الطفل لتنمية وتنشئة صحيحة للأطفال، ومدهم بالإبداع والخيال والتربية الجيدة من خلال التنوع الثقافي في كتاباته للطفل.
وتوضح الغمري أن عبد التواب يوسف قدم أيضًا كتبًا تستلهم التراث الشعبي، والعديد من السلاسل التي تستهدف مد الطفل باليقافة البيئية والدينية والوطنية والقومية، وكذلك تثقيف الطفل باللغة وغيرها، مؤكدة أنه لم يغب عن اهتمامه الأطفال ذوي الإعاقة، فقد قدم العديد من الكتب في مجال التربية وتنشئة الأطفال.
وتشير د. مكارم الغمري إلى أن الأديب عبد التواب يوسف دائمًا ما كان يتحدث على أهمية تربية الأطفال على الإبداع والبعد عن طريقة التلقين في التعليم، مؤكدة أن كتاباته كانت تتسم دائمًا بالسلاسة، وقد ترجم للأطفال ليكون جسرًا بينهم وبين الأدب العالمي مؤكدًا أهمية ترجمة كتب الأطفال، فهو كان يرى أهمية الترجمة لأنها إثراء إنساني.
وقد استعرضت الندوة أساليب عبد التواب يوسف الإبداعية المتعددة المرتبطة بفن الترجمة، وكيفية تناوله للقضايا الأدبية ومعالجتها، وأطروحاته لتعظيم دور حركات الترجمة كوسيلة للتقدم والرقي والاطلاع على الثقافات المغايرة، ومدى اهتمامه بمستقبل الترجمات وأهميتها للطفل، فضلا عن سرد العديد من مشكلاتها، ودوره في تنمية مدارك الطفل وإكسابه التعددية الثقافية التي تجعله قادرا على الوعي بتحديات المستقبل، من خلال غرس القيم الجمالية وتأصيلها.
كما أشار المشاركون إلى أن المبدع الراحل يعد رائدا لأدب الأطفال في مصر والوطن العربي، فقد ترك إرثا هائلا من الإبداع اتسم بالغزارة والتنوع في الألوان الأدبية منها التراث، التاريخ، الأدب الشعبي والعالمي، أدب الرحلات وغيرها.