بحضور وزيرة الثقافة معرض الكتاب يحتفي بمئوية أحمد هيكل
بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، استضاف الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لقاء احتفالا بمئوية الدكتور أحمد هيكل، بحضور ابنته الدكتورة عزة هيكل، والدكتور أحمد بلبولة، والدكتور حافظ المغربي.
وقالت الدكتور إيناس عبد الدايم: “إن مبادرة الاحتفاء بمئويات أعلام الفكر والثقافة شرف كبير، ويسعدني اليوم حضوري في ندوة تحتفي بمئوية الكاتب الكبير ووزير الثقافة الأسبق الدكتور أحمد هيكل”.
وأضافت:”أنا ابنة للثقافة منذ طفولتي، ومتخصصة في الفن، وعاصرت وزارء ثقافة كثيرون، ولا شك إن مهمة الوزارة ثرية وثقيلة وغنية بمن قادوها، والإنجاز الذي تم على مدار تاريخ الوزارة عظيم، وأنا استكمل هذا المشوار الطويل بنفس الرؤية مع استحداث ما يتماشى مع الحاضر، فنحن نعمل كفريق واحد على محاولة استرجاع الهوية الثقافية”.
وتابعت:”كانت خطة الوزارة هي تطوير قصور الثقافة، على المستويين، مستوى تطوير وتحديث المباني، وافتتاح الأماكن المغلقة، ومستوى تطور المحتوى، وإدخال التكنولوجيا، وأضفنا إلى كل هذا المجهود، المسارح المتنقلة، حيث لدينا اليوم 12 مسرح متنقل، كما يتم الإعداد لـ8 عربات متنقلة أخرى، لنصل من خلالهم إلى أماكن بعيدة في القرى والنجوع، لتقديم الفنون والمسرحيات والندوات، هذا بالإضافة إلى أن الوزارة تعمل بشكل مكثف مع مشروع حياة كريمة، لنحاول اكتشاف المواهب في قرى مصر”.
وقال الدكتور أحمد بلبولة، إن الدكتور أحمد هيكل كان رجلا متعدد الملكات، على رأسها أنه كان شاعرًا كبيرًا، لكن الجانب الأكاديمي والإداري طغى على موهبته الشعرية، وكان يراهن على ضرورة أن يكون للأدب رسالة.مشيرًا إلى موقفه من كتاب “في الشعر الجاهلي” ، قائلا:”التفت الدكتور هيكل إلى فكرة دقيقة عن الكتاب حينما أكد على أن الدكتور طه حسين في هذا الكتاب يعطينا تفريقا دقيقا بين التاريخ والدين، وهو بذلك التقط شيئًا لم ينته له الكثيرون”.
وتحدثت الدكتورة عزة هيكل، عن حياة أبيها قائلة:”كان لأبي غرفة خاصة في المنزل يجلس بها طيلة النهار يكتب ويذاكر ويبحث، فلم يتوقف عن البحث طوال حياته، وكان يساعدنا على البحث والمطالعة، إلا أنه لم يطلب من أحد منا يومًا الإلتزام بالمذاكرة أو الصلاة أو الصوم، لكننا كنا نراه قدوة، ونتعلم من أفعاله، وفي آخر أيامه أوصاني بثلاثة أشياء ألا أتحدث في السياسة، وألا أتحدث في الدين، وألا أترك جامعة عين شمس، لكن مع الأسف لم ألتزم بأي منهم”.وأضافت:”أنا أنتمي نفسيا ورحيا إلى كلية دار العلوم، رغم أن أبي هو من منعني من دخولها”.
وأضافت عزة هيكل: “كان يعتبر أن قصور الثقافة جامعة مفتوحة، ولها مهمة قومية في مكافحة التطرف والإرهاب، لأنها قاطرة التقدم في القرى والمحافظات والأماكن التي لا تصلها خدمات ترفيهية وثقافية، وأن يرتادها سيرى ويتعلم الفنون”.
من جانبه قال الدكتور حافظ المغربي، إن الدكتور أحمد هيكل كانت تتزاحم في فكره المواهب، فهو مؤرخًا وناقدًا للأدب، ويجمع بين كونه مفكرا إسلاميا والفكر الليبرالي أيضًا، إذ كان وسطيا في تناوله للأمور، أثر تأثيرًا كبيرًا في أبناء جيلي، فحين درسنا مدرسة الإحياء والديوان، كان هذا هو المصطلح الشائع، لكن هيكل جعل من النصوص هي السيد في الدراسات الأدبية والنقدية، وأخذ يستبطن شعر حافظ وشوقي، ومدرسة الديوان “عباس العقاد، وعبد الرحمن شكري” وأخذ يفكك هذا الخطاب”.