السبت 12 فبراير.. “ضي” يحتضن معرض الهرم الذهبي لنبيل وعبد الفتاح والفقي
يفتتح الناقد التشكيلي هشام قنديل رئيس مجلس إدارة أتيليه العرب للثقافة والفنون، جاليري ضي، بالمهندسين، في السابعة من مساء السبت 12 فبراير، معرض الهرم الذهبي، للفنانين التشكيليين الكبار مصطفى الفقي وأحمد نبيل سليمان وحسن عبد الفتاح.
يقول قنديل: “الفنانون الثلاثة من رواد جيل الستينيات في الحركة التشكيلية المصرية ومن العلامات البارزة والمؤثرة فيها، ويشهد تلاميذهم الذين يتصدرون المشهد التشكيلي المصري بذلك، وهم أصدقاء عمر ومن جيل واحد، ولتجربتهم الثرية أردنا أن نجمعهم في معرض واحد يضم آخر إبداعاتهم التشكيلية، حيث يشارك كل فنان منهم بمجموعة كبيرة من الأعمال الخاصة”.
الفنان الكبير أحمد نبيل هو عضو جماعة الفسيفساء العالمية (رافينا)AIMC، يشارك في الحركة الفنية المصرية منذ عام 1960، عرض في كل من إيطاليا، إسبانيا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، البرازيل، شيلي، المكسيك، روسيا، بلغاريا والعديد من البلاد العربية، منها معرض خاص قاعة إخناتون، مهرجان صوفيا للشباب، بينالي ابيزا الدولي (إسبانيا)، معرض الفنانين المصريين بالاتحاد السوفيتي، بينالي ابيزا الدولي (إسبانيا)، معرض خاص بفلورانس إيطاليا Centro.
كتب عن أعماله كثير من النقاد منهم كمال الملاح، حسين بيكار، مختار العطار، كمال الجويلي، محمد حمزة، عز الدين نجيب، فاروق بسيوني، صبحي الشاروني، ومعظم النقاد في مصر، بجانب كتابات نقدية في الصحافة الإيطالية.
قال الناقد الفني حسين بيكار عن أعمال الفنان “لغز الأزرق والأحمر! المرأة وعاء جميل، يضم الورد والشوك والملاك والشيطان، والحب والكراهية، والجنة والنار، والحياة والموت، تقف على حافة البحر عميقه مثله، بل أكثر عمقا وغموضا، تفسح لها السماء مكانا في فضائها الشاسع، تقف شامخة كتمثال تأكسد سطحة برذاذ الماء، ويحتدم الصراع بين الأضداد، بين الأزرق البروسي الداكن العميق عمق المحيط وتنويعاته الأثيرة الحالمة، وبين الأحمر القاني كلون الغريزة واللهب والدم ودرجاته الوردية الناعمة”.
ويردف: “المرأة وحدها فى هذا الخضم، تقتلها الوحشة، ترتجف من هول الصقيع الثلجي الذى ألتحف به، إنها ليست من طراز (فينوس) الجنس الذي ولدت من زبد البحر، إنها المرأة الرمز، المرأة اللغز، وأنت لا ترهب هذه المرأة الخطرة التي تطل عليك من لوحات “أحمد نبيل” متشحة بالغموض، إنها تطويك فى نشوة تسري فى بدنك كرعشة عربيدة لا تعرف لها مصدرا”.
وقال الفنان التشكيلي والناقد عز الدين نجيب: “إن أحمد نبيل قضى خمسين عامًا في تدريس فن التصوير الجداري، وأقام عشرات المعارض، وزار أغلب المتاحف الفنية في أوربا، إنه يقف اليوم ليتأمل الصبار بأشكاله المختلفة، ويستنشق رائحة الطبيعة ويراقب حركة الضوء الساقط على الأشكال والأرض فيما تنعكس فوقها الألوان المشعة”.
والفنان الكبير حسن عبد الفتاح هو مؤسس كلية الفنون الجميلة بالأقصر – جامعة جنوب الوادي وأول عميد لها لمدة دورتين منذ العام 1995، حاصل على دكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة تخصص تصوير عام 1984 من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وهي أول دكتوراة في فن التصوير يحصل عليها عضو هيئة تدريس من الكلية، بجانب منحة علمية فى أمريكا عام 1988 وحاصل على درجة الأستاذية من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة.
يقول الناقد الفنى مكرم حنين: “ينتمي الفنان حسن عبد الفتاح إلى مدرسة راغب عياد الرائد الكبير لفن التصوير كوكب الرعيل الأول، فالخط هو أساس التطور الفني وهو الذى يحدد التكوين و يحرك العين وليس الخط ببعيد عن الفن المصرى فهو الأساس والعمود الفقري له.
منظر عند نيل الأقصر هو أحد إبداعات الفنان حسن جمع فيها بين الامتداد فى الجبال والنهر كخطوط ساكنة وبين التناغم الحركي لمجموعة من القوارب الملونة الصغيرة وخلفها شباك الصيادين التي تكسر انتظام الخطوط الأفقية، للنهر والجبال ويأتي تدخل الصخرة إلى اليسار وأشرعة المراكب البعيدة إكمالا للتكوين المحكم لهذا العمل الفني الجميل، الذي تتجه فيه العين مع القوارب من اليسار إلى اليمين وتصعد العين مع الشباك الرأسية إلى الجبل ثم إلى اليسار فالصخرة وهكذا تدور العين فى اللوحة حاملة معها هذا الجمال ليترسب في الوجدان”.
وتحدث أيضا الفنان والناقد الدكتور سامي البلشي عن أعمال الفنان حسن عبد الفتاح يقول: “لوحات درامية بألوان صريحة، اللون يفرض سطوته، والخطوط بنايات تنبض في قلوب الناس، والنيل يغمرنا بالحياة، للوهلة الأولى تصيبك الدهشة مع الزحام الذي يسيطر على اللوحات لكن عندما تتابع الرؤية تكتشف أهمية كل مفردة داخل العمل ودورها فى إعلاء الحس الدرامى الذي أمسك بخيوطه الفنان.
فقد اتبع الأسلوب الفرعوني فى العديد من الأعمال كفكرة البناء التراكمي الذي انتهجه الفنان راغب عياد فى أسلوبه من قبل، فتستطيع أن تشاهد العمل من أسفل إلى أعلى والعكس وتلعب الخطوط دورا رئيسيا فى تحديد وتشكيل المساحات اللونية وتأكيد الفكرة التي يبحث فيها، ويريد أن يطرحها للمشاهد، ترى هذا في لوحة عرس شعبي والتي حققها في ثلاث مستويات تعلو بعضها البعض، والتي تستطيع أن تراها من أعلى إلى أسفل والعكس، دون أن تشعر بقلق فى البناء الذي أقامه في ثلاث مشاهد ربطها بخطوط ومساحات لونية ومفردات تحقق تماسك العمل وتقويه”.
أما الفنان القدير مصطفى الفقي فهو أحد رواد الحركة التشكيلية المصرية، أقام الفقي عدة معارض جماعية إلى أن أقام أول معرض فردى بدولة الكويت عام 1970، وأقام العديد من المعارض المحلية والخارجية، حيث أقام معرضاً خاصاً بقاعـة تابعـة للفاتيكان بروما ومعارض أخرى ب صوفيا – إسبانيا – فرنسا – قطر – السعودية – الكويت – سوريا وله مقتنيات بمتحف السعودية الوطني، ومتاحف وزارة الثقافة.
حصل الفقي على الدكتوراة من روما عام 1979، كما حصل على منحة تفرغ من وزارة الثقافة عام 1968، وعمل بالتدريس بدولة الكويت عام 1972، وحصل على بعثة حكومية في إيطاليا عام 1975، كما عمل الفقي بالتدريس بجامعة السعودية من عام 1983 حتى 1989.
يتحدث الفنان التشكيلي الدكتور مصطفى الفقي عن المؤثرات التشكيلية بالنسبة له، فيقول: “أنا متأثر بالبيئة المصرية، وريفها والحياة البسيطة المتواضعة، عشت في البيئة المصرية من صميمها، في السيدة زينب، والأحياء الشعبية، وهي بيئة مشحونة بجو روحاني، وجو شعبي دافئ، أمدتنا نحن -الفنانين- بالدفعة التي تتجلى في لوحاتنا”.