يحتفل العالم باليوم العالمي للغة الأم في 21 فبراير من كل عام، فاللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ولغة الرقي والحضارة، ففي هذا اليوم نعيد تسليط الضوء على مكانة هذه اللغة العريقة، في ظل الدواخل التي أثرت عليها مؤخرًا وجعلتها تندثر بعض الشيء.
في إطار ذلك أجرت منصة كلمتنا حوارًا مع أ.د عبدالحكيم راضي أستاذ قسم اللغة العربية في كلية الآداب جامعة القاهرة وعضو مجمع اللغة العربية قائلًا: “اللغة العربية هي أداة للتواصل الحضاري بين الأمم أو الشعوب، وكذلك بيننا نحن في الوقت الحاضر وبين تاريخنا الممتد، فإن الذين يسعون إلى تهميش لغتنا العربية في الوقت الحاضر عن قصد أو من غير قصد فهم مخطئون خطأ فادحًا، لأن اللغة هي ذاكرة الأمة، وأي شعب بغير لغة أو يهمل لغته، هذا يعني أنه يلغي ذاكرته، فاللغة العربية هي بوابتنا نحو القيم والعدل”.
أضاف راضي قائلًا: “فاللغة العربية عرفتنا كيف كنا أمة واحدة لها قوة مهابة، فالبدع التي تخرج لنا الآن في اللغة والتجديد اللغوي، مثل الذين يتحدثون عن كتابة الأرقام بلغة أخرى ويقولون إنها الأرقام العربية، فنحن ضد التجديد في اللغة، وضد اتهام اللغة العربية بالجمود، فجمود الفكر هو الذي يجمد اللغة، فعندما نحاول أن نبتكر ونبدع ويتجدد فكرنا، وننهض ونحترم أنفسنا، عندئذ سنتحدث بلغتنا، ولا نجد عقدة في الحديث بها”.
أنهى عبد الحكيم راضي حديثه لمنصة كلمتنا قائلًا: “قبل القرن العشرين أي أواخر القرن الـ 19، كان هناك من يجيدون عدة لغات أجنبية، ولكنهم رغم ذلك كانوا يجيدون اللغة العربية، وهم أيضًا الذين دفعوا بها وبنهضتنا الأدبية إلى الأمام، فالذي افتتح جريدة الأهرام والهلال وغيرها من المنابر الثقافية، هم أناس كانوا يجيدون اللغات الأجنبية وأكثر من لغة، ولكن أيضًا يجيدون اللغة العربية إجادة تامة ولا ينفرون منها، فلغتنا هي حياتنا وذاكرتنا ومجدنا، بدون أي ادعاءات خطابية أو عاطفية”.
اقرأ أيضًا: “لغة الضاد”.. لماذا سميت العربية بهذا الاسم؟