بروفايل| كيف كان “ابن خلدون” في مرآة الغرب؟
الكتابة شيء مميز وموهبة يمتلكها الكثير، وليس سهلا أن تعجب بطريقة كتابة أحد أو يؤثر عليك، ولكن يظل كاتبا واحدا ترك لنا تاريخا كبيرا وهو “ابن خلدون”، الذي أثر على المؤرخين العثمانيين، كما كان له نظرة مختلفة في مرآة الغرب، فكان من ضمن رواد التخصصات الحديثة لعلم الاجتماع، في إطار ذلك ستعرفك منصة “كلمتنا” في السطور التالية عن ابن خلدون عن كثب.
ابن خلدون في مرآة الغرب:
كان ابن خلدون من ضمن المفكرين الذين كان يصدر لهم كتب عديدة بكثير من اللغات مثل الفرنسية والرومانية، وذلك بسبب أهمية فلسفته العميقة التي تستحق الاهتمام بالترجمة إلى لغات مختلفة في جميع أنحاء العالم.
اهتمام الغرب به جاء منذ أكثر من قرنين، والدليل على ذلك إعجاب الأوروبيين به منذ القرن الـ19، فالباحثين الغرب لم يصدقوا أعينهم عندما قاموا بقراءة نبذة صغيرة عن مقدمة ابن خلدون، وتوصل الأمر إلى الكاتب الإنجليزي الكبير “أرنولد توينبي” عندما صرح إنه أكبر منظر فلسفة في التاريخ في كل الأزمنة، وذلك من خلال قراءة لكتاب ابن خلدون يتحدث فيه عن بلورة نظرية صعود الحضارات وانهيارها.
المؤرخ الفرنسي “فرنان بروديل”:
قال المؤرخ الفرنسي عن ابن خلدون أنه يعتبر من المفكرين المعاصرين، والمؤسس الأول لعلم الاجتماع والفلسفة، وذلك عندما قرأ فلسفته التي تدور حول أن الإمبراطوريات مثل البشر يكون لها حياتها الشخصية، فهي تولد وتكبر حتى تصل إلى ذروتها.
اقرأ أيضًا: من ابن بطوطة لمشرفة.. 4 علماء عرب تركوا بصمة مؤثرة على مر التاريخ
المستشرق فإنسان مونتيل:
أكد بإن ابن خلدون سبق فلاسفة التاريخ الأوربي، وخاصة العالم المسيحي “بوسوية” وذلك بثلاث قرون، وقال إنه درس بشكل تجريبي محسوس لطبيعة الحضارات مثل الحياة البدوية والحضارية، كما أنه كان لديه معرفة واسعة في علم الاجتماع والسياسة، والدليل على ذلك تقدمه في دراسة المجتمعات البشرية.
الباحث الفرنسي المعاصر كلود هورنت:
أصدر هذا الباحث كتابا بعنوان “ابن خلدون في مرآة الغرب”، ويتحدث فيه عن أنه مثالا حيا للمثقفين العرب في يومنا هذا، وسابق لفن تقديم السيرة الذاتية، إضافة إلى ذلك تأثيرة أثناء الكتابة وخاصة وهو يتحدث عن غرق زوجته وأولاده في البحر قبل أن يصلوا إلى شواطيء الإسكندرية، ولولا أنه كان شديد الإيمان بالله لفقد أعصابه وتوقفت حياته، ولكنه كان شديد الصبر والإصرار والعزيمة.
إنجازات ابن خلدون:
قام بتأليف كتاب “العبر” الذي كان تدور أحداثه حول التاريخ البربري، ولكنه بعد ذلك تركز على التاريخ العالمي، وكان تقسيم كتاب “العبر” عبار على سبع كتب تبدأ بالمقدمة والكتاب الثاني يشمل تاريخ البشرية، أما الكاتب السادس والسابع يتحدثون عن الشعوب البربرية والمغرب.
كما أنه أوضح مثالا على الاقتصاد السياسي، وذكر أنه يتكون من عمليات قيمة مضافة، كما قام بالتمييز بين الربح والقوت، بمعنى إن الاقتصاد السياسي الحديث والمطلوب إعادة إنتاج الطبقات، وكان يدعي إلى إنشاء علم لشرح المجتمع.
إضافة إلى ذلك أكد على نظام النقد الإسلامي، حيث قال أن العملة والمال من المهم أن يكون لها قيمة، وينبغي أن تكون من الذهب والفضة، كما أكد على الوزن ونقاوة الدينار.
حياته الشخصية:
ولد في تونس عام 1332م و732ه، تربطه صلة قرابة مع وائل بن حجر رفيق النبي، تزوج من ابنة القائد “محمد بن الحكيم” وكان يبلغ من العمر 23، وعندما سافروا إلى “الفاس” وضعت زوجتة مولودها “زيد”.
وفاة ابن خلدون:
توفى عام 1406، وأصبحت القاهرة في حزن شديد، ودفن جثمانه بمقابر الصوفية خارج باب النصر في العباسية، وكان يعتبر ابن خلدون ثروة علمية كبيرة، وأضاف كثير في تاريخ العربي والعالمي، لذلك سيظل له قيمة تاريخية، بالرغم من فقده لعائلته إلا أنه أصر على تقدم أكثر وتقديم المزيد من العلم يفيد البشرية.
اقرأ أيضًا: هل حقًا اخترع “الجزري” أول روبوت في التاريخ قبل 8 قرون؟ .. اعرف الحقيقة