يحتفل العالم في 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، تقديرًا واحترامًا واعتزازًا بالجهود العظيمة التي تقوم بها السيدات حول العالم، بمختلف فئاتهن وأعمارهن، ففي هذا اليوم يقف العالم إجلالًا لهؤلاء السيدات لما تقدمن للمجتمع والإنسانية.
في الآونة الأخيرة يشهد العالم تمكين غير مسبوق للمرأة اجتماعيًا واقتصاديًا، سواء من الناحية الإنسانية أو المساواة بين الجنسين التي نادى من أجله العالم لعصور طويلة، وذلك ضمن أهداف التنمية المستدامة 2030 للأم المتحدة، ولكن ما السر وراء تحديد 8 مارس للاحتفال باليوم العالمي للمرأة؟
ما هي الحكاية وراء اليوم العالمي للمرأة؟
شهدت شوارع نيويورك عام 1908 يوم 8 مارس بالتحديد، 15000 تطالب بحقوق التصويت، وتقليل ساعات عملها، وكانت هذه المرة الثانية بعد عام 1856، الذي خرجت فيه الآلاف من النساء للاحتجاج على الظروف غير الإنسانية التي يجبرن على العمل ضمنها، والمفاجأة أن المسيرة نجحت بالفعل في دفع السياسيين إلى مناقشة مشكلة المرأة العاملة.
في 8 مارس 1909 تم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في أمريكا، ولكن كان آنذاك يعرف باليوم القومي للمرأة، وذلك بعد أن قرر الحزب الاشتراكي الأميركي اختيار هذا اليوم للاحتفال بالمرأة، وذلك تذكيرًا بمسيرة الإضراب التي قمن بها عاملات صناعة الملابس في مدينة نيويورك من أجل ظروف العمل القاسية آنذاك.
وصولًا إلى عام 1911 احتفلت النمسا والدانمارك وألمانيا وسويسرا لأول مرة باليوم العالمي للمرأة في 19 مارس، ولكن بعد ذلك تم تحديد يوم 8 مارس وذلك في عام 1913، وأصبح العالم يحتفل به كل عام حتى هذه اللحظة، واعترفت الأمم المتحدة بهذا اليوم ولكن في 1975، في إطار ذلك الاحتفال تصطحبكم منصة “كلمتنا” في السطور التالية نحو سيدات أعدن كتابة التاريخ من جديد.
سيدات غيرن العالم
أميليا إيرهارت
هي أول امرأة استطاعت أن تطير بمفردها عبر المحيط الأطلسي، واعتبرت رائدة الطيران الأنثوي ولقبت آنذاك بملكة الطيران، وكانت أيضًا تقدم الاستشارات والنصائح في مجال الطيران كما كتبت عنه وحققت مبيعات ضخمة، لكنها للأسف توفيت في حادثة تحطم طائرة لا تزال لغزًا حتى هذه اللحظة، وحدث ذلك فوق المحيط الهادئ وهي تحاول الدوران حول الأرض.
اقرأ أيضًا: “صبيحة كوجكن”.. أول امرأة تقاتل محلقة في سماء تركيا والعالم
ماري كوري
هي أول امرأة عرفها التاريخ تفوز بجائزة نوبل، بسبب أبحاثها حول النشاط الإشعاعي وأيضًا ودوره في علاج السرطان، فضلًا عن تطوير استخدامات الأشعة السينية في الجراحة، وبعد مرور مئة عام فازت بلقب أهم امرأة في العالم، في استطلاع تاريخي لـ BBC History Magazine، حول أهم النساء اللاتي غيرن العالم.
كما استخدمت اكتشافاتها العلمية من أجل المساعدة في توصيل تقنيات الإشعاع الكهرومغناطيسي لإنقاذ حياة المصابين إلى المستشفيات الفرنسية، وذلك خلال الحرب العالمية الأولى، وافتتحت أيضًا برنامجًا تدريبيًا في معهد” Radium “، كما فازت بعددًا كبيرًا من الامتيازات الأكاديمية والعلمية على مدار مسيرتها العظيمة.
مارجريت بورك وايت
تعد أول مصورة وثائقية في الجيش الأمريكي، فاشتهرت بصورها المؤثرة، كما اعتبرت أول مصورة وثائقية عملت في الجيش الأمريكي، وهو الأمر الذي فتح المجال لوجود مصورات حرب من السيدات، كما استطاعت من خلال عدستها أن تسلط الضوء ببراعة على ما تم ارتكابه من قبل النازيون في معسكرات الاعتقال في ألمانيا.
فلورنس نايتينجيل
عرفت نايتينجيل برائدة التمريض الحديث، كما أطلق عليها لقب “سيدة المصباح” أو “السيدة حاملة المصباح”، واشتهرت بالتحديد خلال حرب القرم بين 1854 و1856، وهي رائدة التمريض الحديث، كما أنها استطاعت وبجدارة كسر عدم المساواة بين الجنسين، وذلك خلال عشرينات القرن الماضي، عندما أصبحت فلورنس نايتينجيل بطلة في الحرب.
اقرأ أيضًا: من هي “فلورنس” التي نحتفل بيوم التمريض العالمي من أجلها؟
فالنتينا تيريشكوفا
هي رائدة فضاء سوفيتية، وحسب التقارير أمضت في عام 1963 ما لا يقل عن ثلاثة أيام في الفضاء، كما كرمت بلقب بطل الاتحاد السوفيتي، فضلًا عن فوزها بميدالية السلام الذهبية للأمم المتحدة.
جوزفين بتلر
هي أخصائية اجتماعية إنجليزية وأيضًا وناشطة نسوية، ساهمت بتلر في إلغاء سياسات التمييز ضد السيدات في إنجلترا، كما أنها ناضلت من أجل أن تصدر الحكومة الإنجليزية قوانين من شأنها أن تمنع تجارة الرقيق الأبيض، كما طالبت بالتعليم العالي للنساء.
شين شيونغ وو
هي عالمة فيزياء أمريكية ولكن من أصل صيني اشتهرت بتجربة “وو” التي نفذتها من أجل مفهوم ميكانيكا الكم الذي يسمى قانون “حفظ التكافؤ”، فباستخدام الكوبالت 60، وهو شكل إشعاعي من معدن الكوبالت، نجحت تجربة شين في دحض القانون، وفي عام 1958 ساعدت أبحاث وو في الإجابة على أسئلة بيولوجية مهمة حول فقر الدم المنجلي والدم.
كما أن كتابها الذي يحمل عنوان Beta Decay والذي تم نشره عام 1965، ما زال مرجعًا عظيمًا لعلماء الفيزياء النووية، كما اشتهرت وو بأنها “السيدة الأولى للفيزياء” وأيضًا “السيدة كوري الصينية” أما لقبها الثالث فكان “ملكة الأبحاث النووية”.
مارغريت تاتشر
هي المرأة الأولى التى شغلت منصب رئيسة وزراء وذلك في تاريخ بريطانيا العظمى، كما أن مدة حكمها كانت الأطول، وفي العصر الحديث توجت مارغريت تاتشر بأنها واحدة من أهم الشخصيات المؤثرة في تاريخ المملكة المتحدة على الإطلاق.
اقرأ أيضًا: تعرف على أكثر الشخصيات النسائية المؤثرة عالميًا