حوارات

ديانا سعد مؤسسة “شجرة توت” الناشئة لدمج ذوي الهمم.. في حوار خاص لكلمتنا

يتعرض الأشخاص من ذوي الهمم منذ ميلادهم لعقبات وعوائق في مختلف مجالات الحياة تجعلهم يهابون التعامل مع العالم الخارجي لما يحمله من إساءات إنسانية ومهنية لهم تكاد توثر على حياتهم بشكل سلبي، من هنا بالتحديد قررت ديانا سعد تأسيس “شجرة توت” لدمج ذوي الهمم في المشهد الفني والثقافي في مصر، وفي إطار ذلك أجرت منصة كلمتنا حوارًا خاصًا معها لتخبرنا عن كثب كيف استطاعت شجرة توت الناشئة تحقيق هذه المعادلة.

• كيف بدأت علاقتكِ بذوي الهمم؟

عملت لمدة ثلاث سنين في مؤسسات تعمل على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع عن طريق التوعية والتعليم، فعملت في مجال التنمية مع ذوي الهمم بشكل مباشر، كما أنني كنت أمثل على المسرح في وزارة الثقافة، فضلًا عن أنني تلقيت عددًا كبيرًا من الورش المسرحية.

شجرة توت

• ما الذي ألهمك لتأسيس “شجرة توت”؟

ذات يوم كنت في التدريب، وكان هناك إحدى أشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وكنا حينها نشارك قصص عن أنفسنا، فقالت تلك الفتاة أثناء حديثها أنها تعرضت للتمييز وهي تحاول الالتحاق بمسرح الجامعة، من هنا لمعت الفكرة في رأسي، أن تكون هناك ورش فنية دامجة، فبدأت البحث والتقديم على حاضنات أعمال مختلفة، وكانت الأولى هي حاضنة أعمال نهضة المحروسة، وخلال هذه المسابقة توجنا ضمن أفضل الفرق في مجال دمج الفنون، ومن هنا بدأنا ورش “شجرة توت” حتى أصبح استديو عماد الدين شريكنا فضلًا عن شركة المشرق.

شجرة توت

• هل ما زال ذوي الهمم في مصر يواجهون عوائق حياتية أم أصبح هناك وعيًا مجتمعيًا بشأنهم؟

هناك اجتهاد من الدولة بشأن ذوي الهمم، لكننا بحاجة إلى التركيز على فكرة وعي دمجهم خاصة في مجال الفنون والمسرح والتمثيل، فذوي الهمم بداية من ميلادهم يتعرضون لتحدي الاختلاف عن غيرهم، فإذا تعلمنا فنون الدمج، سنستطيع تخطي هذه المشكلة.

شجرة توت

• كيف يؤثر الدمج على ذوي الهمم؟

دمج ذوي الهمم يؤثر عليهم نفسيًا وعقليًا وفي كل مجالات الحياة، وبالتالي هذا الأمر سيمنحهم ثقة في النفس تجعلهم يتقدمون في حياتهم ويعبرون عن مشاعرهم ومشاكلهم بطريقة أفضل، لكننا بحاجة إلى تهيئة البيئة من حولهم والمجالات المختلفة من أجل أن تستقبلهم بوعي أكثر، وباعتبار الفن شيء حر، يمكن للشخص من ذوي الهمم أن يتواجد ويعبر عن نفسه بكل الطرق، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على فنون الدراما أيضًا”.

شجرة توت

• كيف تعمل “شجرة توت” على دمج ذوي الهمم؟

شجرة توت تقدم ورش فنية دامجة، أي هناك أشخاصًا من ذوي الإعاقة مندمجين في الورشة مع غيرهم من الأشخاص، فنحن نسعى لخلق وعي وجود هذه الورش من أجل أن يقدموا كأشخاص مستقلة تمامًا، والورشة التي نقدمها تحمل اسم “احكي لي وزي الريشة”.

شجرة توت

• ماذا تقدم هذه الورش بالتحديد؟

“احكي لي” هي ورشة حكي وتمثيل وإلقاء، أما “زي الريشة” فهي ورشة تمنحهم الفرصة للتعبير عن جسدهم، لأن هذا الأمر يؤثر عليهم بشكل كبير، فهدف الورشة هو تقبل وحب الجسد، وأن بإمكانهم التعبير عن الحركة بباقي أجزاء الجسم، وهو الأمر الذي يؤثر عليهم بشكل إيجابي، جدير بالذكر أن الورشة الثالثة من “احكي لي وزي الريشة” ستبدأ الخميس القادم 10 مارس، فمن يريد التسجيل بإمكانه الالتحاق بالورشة.

شجرة توت

• ما السر وراء اسم “شجرة توت”؟

السبب وراء اسم “شجرة توت” هو أن ذوي الهمم يتلقون الاهتمام في المناسبات الخاصة مثل اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، فشبهنا الأمر بثمرة التوت، لأننا في الواقع نحب التوت وله ألون مختلفة لكنه يظهر في فصل واحد وهو الربيع، فكما نتمنى أن يتواجد طوال العام، نتمنى أن يتواجدون ذوي الهمم طوال السنة، وكذلك الاهتمام بهم دائمًا وليس في مناسبات معينة.

شجرة توت

• ما هي أهداف شجرة توت القادمة؟

نحن نسعى إلى تقديم عروض دامجة، ونشارك بها في مهرجانات وتقديم عروض بشكل مستمر، فهدفنا هو الاستمرار سواء استمرارية الورش او استمرارية العروض أو المنتج، وكذلك تقديم أشخاص من ذوي الهمم كفنانين حقيقيين، بإمكانهم المشاركة في الدراما والمسلسلات والإعلانات والعروض المختلفة.

كما أن هناك تعاون بيننا وبين بسيطة لايف، فيمكن للمشاهد متابعة المحتوى والتبرع بالتيكت من أجل استمرار الورش طوال العام، فشجرة توت حاليًا تحت رعاية حاضنتي أعمال وهي بسيطة لايف وGemini Africa، كما يقدمون لنا استشارات فنية، لكننا بحاجة إلى دعم المؤسسات الفنية والثقافية والخاصة بذوي الهمم.

شجرة توت

اقرأ أيضًا: رائد الأعمال “عماد حامد” في حواره مع كلمتنا: الدولة تقدم مبادرات متميزة على الشباب استغلالها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى